منقول من مجلة زاد المسلمة
أنا أم لخمسة أولاد، وعمري 53 سنة، ربة منزل ومتزوجة منذ 30 سنة. عشت اليتم في حياتي حيث مات أبي وأنا في بطن أمي.
قبل البيعة، كنت أحب ديني وكان عندي إيمان قوي أن الله سيحميني. كنت أصلي لكن كنت متهاونة قليلا، كما كنت أرفض التعصب، وكنت أشعر بالحزن وأن هنالك نقص ما وكان أول سؤال يخطر على بالي: في أي زمان نحن؟ وأي زمان هذا الذي وصلت إليه البشرية؟ وكنت دائما أفكر في الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام لأني درست عنه كثيرا في صغري، ولكني لم أطمئن لنزول عيسى عليه السلام المادي من السماء.كنت أبحث كثيرا عن أجوبة لتساؤلاتي وعن آخر الزمان، وكثر البحث خاصة في 2012، حيث شعرت أن هناك شيئا ما، شعرت أن أشراط الساعة قد اقتربت، فكنت أبحث إلى أي أشراط وصلنا ووصلت البشرية، هل مازلنا في الأشراط الصغرى أم وصلنا إلى الأشراط الكبرى؟
صارت معي أحداث كثيرة في فترة بحثي، ففي أحد الأيام كنت جالسة مع بناتي أراجع لهن دروسهن وإذا بي أكتب قصيدة وكأن شخصا يمليها علي، وعندما انتهيت منها قرأتها لبناتي ففرحن بها كثيرا، وقالت لي بنتي الكبرى: أنت كتبت قصيدة يا أمي، قلت لها لا أدري، أنا كتبت ما أشعر به فقط. ثم خبأتها ابنتي مع أغراضها. وكانت القصيدة كالتالي:
متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهم أحرارا
متى الظلام حجب الشمس وقال أنا القهارا
متى الظلم طغى عن الحق وقال أنا الجبارا
متى تنفض الغبار عن ظهرك وتقول كفانا مرارا كفانا دمارا
ناداك العزيز من العلا وقال أنا الحق أنا الشمس أنا البحر تعالى كفاك احتقارا
ارفع رأسك للسما ترى البشارا
ترى السماء تناديك تعالى كفاك انتظارا
وبعد مرور سنة كاملة على كتابة هذه القصيدة، صليت الفجر في يوم من الأيام وبعد الصلاة فتحت النافذة وإذا بها ليلة جميلة ساطعة ناصعة مليئة بالنجوم، فقلت ما أجمل هذه الليلة، لابد أن الذي خلق الجمال جميل، وقلت: “وزينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين”، فكنت أردد هذه الآية وإذا بي أرى نجمة تسير في السماء، اتبعتها بي عيناي وإذا بها أشعت بضوء قوي جدا وكأنها مرآة منعكسة في السماء، فناديت على ابنتي وقلت أسرعي وانظري إلى السماء هناك نجمة تسير وأضاءت في السماء وكأنها مرآة، فقالت لي ابنتي: لعلك رأيت قمرا صناعيا. ثم ذهبت لزوجي وقلت له عن الأفكار التي تراودني وأن النجمة ربما تكون رسالة أو شيء ما، وبعد ثلاثة أيام من التفكير والبحث فإذا بي أتذكر أني كتبت قصيدة قبل عام، فذهبت وبحثت عنها في أغراض ابنتي، وإذا بي أقرأ:
ارفع راسك للسما ترى البشارا.. ترى السماء تناديك تعالى كفاك انتظارا
عرفت أن هناك رسالة ما وأن هناك خطبًا ما، يمكن أن تكون رسالة من عند ربي تعالى، بقيت أبحث وأغمض عيني في الليل لعلي أرى شيء، كنت تائهة أبحث في الإنترنت والتلفاز، ومرة كنت أقوم بأشغال البيت فأدرت التلفاز وإذا بي أسمع رجل اسمه رشيد على ما أظن، وكان يقول إن “رسول الله محمد ﷺ ليس رسولًا بل مجرد رجل، والقرآن ليس كتابًا سماويًا بل منقول من الكتب السماوية”.
انتابني غضب شديد وقلت وكأني أتعارك: ماذا تقول بل هو رسول الله وهو قرآن مجيد.. يا مشايخ أين أنتم لتردوا على هذا الرجل؟ عربي ويقوم بإسقاط لغة القرآن! من منكم يرد عليه؟
غيرت القناة وكنت أبحث في القنوات وإذا بي أرى أربعة مشايخ في حوار، قلت لنفسي لأرى ماذا يقولون؟ وقد كان الحوار المباشر والسيد محمد شريف يتكلم ويقول إن عيسى عليه السلام ليس حيٌ في السماء بل هو ميت كسائر الأنبياء والبشر… فقلت يا سبحان الله ما هذا اليوم يا الله أنا أومن أن عيسى مرفوع في السماء وماذا تقول في قول رسول الله أنه سينزل في آخر الزمان؟
وإذا بهذه الجماعة تعطي الجواب المقنع بالدليل، وكنت كلما أكتشف شيئا أطير من الفرح وأجري في البيت مثل المجنونة، وأقول: “ظهر الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا”، كنت أردد هذه الكلمات وأنا فرحة جدا، بدأت أدون معلوماتي وأرتبها وأبحث في القرآن وكنت لا أنام إلا على التلفاز ليل نهار حتى أني أزعجتهم في البيت، وكلما وجدت جوابا مقنعا أقوله لزوجي وبناتي وأصحح لهم المعلومات وصارت هوايتي الكتابة وكلما ترددت كلمات على لساني كنت أنهض مسرعة لأكتبها كي لا تضيع مني، وكانت ثاني كتاباتي ما يلي:
أشرق النور من الغرب علينا.. ينشد الإسلام دينا ودنيا
هلموا يا عرب إلينا .. قد جاء مهدينا … جاء مهدينا
بشرى لنا جاء محيينا.. مجدد الدين تحت ظل نبينا
مؤيدا بالآيات والنبوءات علينا.. أتظن أن الله يخلف وعده
بشرى لنا جاء محيينا.. مجدد الدين تحت ظل نبينا
ورأيت في أحد الأيام وأنا نائمة أو مستيقظة لست أدري، كنت واضعة رأسي على السرير وإذا بضفائر من نور من صدري إلى السماء أو من السماء وهي تدخل لصدري، لم أتأكد لأني استيقظت مفزوعة وخائفة جدًا. رأيت أيضا عينا كبيرة في السماء وأنها عين واحدة ترانا وتراقب الأرض.
عندما تأكدت واقتنعت أردت البيعة وأخذت رقم الهاتف من القناة، اتصلت فأخبروني أنهم سيتصلون بي من بلدي، اتصلت بي رئيسة لجنة إماء الله وسألتني إن كنت رأيت رؤيا ما، فقلت لها: رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في صغري_ عندما كنت في الثانوية_ وأبو بكر الصديق رضي الله عنه في ربوة عالية فيها أشجار خضراء وهواء منعش، وفيها قصر كأنه متحف، وعندما دخلت رأيت خالد بن الوليد في الركن الأيمن ورد لي التحية، وكان هناك مرشدين، أخذوني إلى الوسط وقالوا لي: هذا مقام الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا مقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه. كانت الحفرتين بجانب بعضهما، بكيت كثيرا وأخذت أمسح التراب على وجهي، وبعدها قال لي المرشد غني الحرم يا رسول الله، وغنيت بالميكرفون وشعرت أن الناس سمعتني، وكأنني في مسرح. عندما حكيت ذلك لرئيسة الإماء كانت هي تركز على ربوة وأنا أركز على رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم، لم أكن أعلم في ذلك الوقت أن ربوة مركز الجماعة، ترددت تلك الليلة ولم أبايع وقلت لها اتركيها ليوم آخر.
كنت متعبة ورميت بنفسي على الفراش، كنت شبه مستيقظة، رن الهاتف رأيت جسمي ذهب وجلب الهاتف ورجع إلي، وإذا بي أسمع صوتا قويًا جدا في عنان السماء يلومني بشدة لأني لم أبايع ثم هدأ، ورأيت صورة الإمام المهدي ووراءها صورا أخرى الواحدة تلو الآخر، وبعد صورة الإمام عليه الصلاة والسلام صورة عيسى عليه السلام وكانت تشبه الموناليزا، تميل إلى الإحمرار، وكان شعره على كتفيه مثل الصورة الموجودة عند النصارى، سألني ذلك الصوت من السماء وقال: من هذا؟ قلت عيسى عليه السلام، وانتهت الرؤيا.
في اليوم التالي اتصلت وبايعت الحمد لله.
عندما تحققت من الجماعة أردت أن أطير وأشارك الناس معي هذه الفرحة، وأخبرهم بإمام الزمان وخليفة الوقت، وكنت أكتب وأبحث وأقرأ للناس، كانت تعجبهم كتاباتي لكن عندما أقول لهم هذا آخر الزمان وهذا الإمام المهدي لا يعترفون وينكرون أشد النكران، ويقولون لي أنت مجنونة، وهذا كفر ومن هذا القبيل.
وأخيرا سلامي لكل أحمدي، عربي كان أو أعجمي، سلامي لكل قلب تقي، صاف نقي، مملوء بحب الله وحب النبي صلى الله عليه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله