إظهار: 1 - 7 من 11 نتائج

لبيبة أبو عصب – فلسطين

منقول من مجلة زاد المسلمة

نحمد الله ونصلي ونسلم على عبده محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وخادمه الصادق سيدنا أحمد اﻹمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام.

ولدت في أسرة فلسطينية​ بسيطة تحب الدين من غير تشدد أو تعصب. وكان لأبي – حفظه الله وهداه – فضل كبير في تعلقي بالإسلام،كان يقص علينا قصص سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وصحابته كثيراً في صغرنا، وكان يأخذنا معه إلى المسجد في يوم الجمعة ويعلق قلوبنا به.

لا أذكر أن أبي قال لي عن نزول سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام من السماء، إلا أنه قد قال لي يوماً إن المسيحيين ينتظرون عودته عليه السلام، وكذلك نحن المسلمين ننتظره في آخر الزمان، وكان يعطيني دلائل من القرآن في بعض الأحيان، ولم يخض قط في التفاصيل التي يصعب علينا استيعابها، فهذا كل ما قيل لي عن ذلك. بينما كان يقص علينا سيرة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وبطولاتهم، وأحببت الرسول عليه الصلاة والسلام كثيرا.

كان ما يرويه أبي من الأدبيات الإسلامية يسير وسهل القبول إلا أن الحال ليس كذلك بالنسبة للمجتمع. فبينما كان أبي يتجنب الصعب غير المعقول والمختلَف فيه، كان لدى الناس الكثير من القصص قد تهضم بعضها وقد يتعسر على عقلك فهم بعضها الآخر إن كنت من العاقلين.

 وعمي أيضاً – حفظه الله وهداه- يحب الدين جدا، يعرفه الجميع بتقواه وأخلاقه السامية، محبوب بين الجميع. كان أحيانا يعطينا دروسًا عن آداب الإسلام والدين وكنت أحب أن أستمع إليه أيضا. وكان يقص علينا الكثير من قصص القرآن الكريم، وكنت أقف دائماً متعجبة من عجائب مالا يقبله العقل. وعندما نتساءل عن كيفية حدوث مثل هذا أو ذاك، كانت حجتهم دائما أن علينا أن نؤمن كما جاءنا بدون نقاش، أو “عندما نكبر سنفهم أكثر”.

لم يكن الحال أفضل في المدرسة. فدروس الدين كانت تشوبها مشاكل من الفكر التقليدي. أذكر يوما أن إحدى معلماتي جزاها الله خيرا كانت تتحدث عن آية من القرآن الكريم لا أذكر ما هي، لكن تداخلت لدينا الأفكار وبدأنا بالسؤال كيف نوفق تعارض أقوالنا فيما يقوله القرآن؟ وقفت المعلمة وأخبرتنا أن هذه الآية نسختها آية ثانية في القرآن الكريم، ولم نكن نعلم شيئًا عن الناسخ والمنسوخ، فتحول السؤال إلى معنى النسخ في القرآن، فأجابت بأن الله تعالى أنزل آية في زمن معين تقتضي حاجة ذلك الوقت ثم أنزل آية تلغي الآية السابقة لتقضي حاجتنا في زمننا. فتعجبنا كلنا قائلين: أيغير الله سبحانه وتعالى كلامه ويتراجع عن ما قاله والعياذ بالله؟!. سكتت المعلمة ولم تعلم ما تقول غير أنها قالت: إن هذه العلوم ليست لكم، هذه فقط يعلمها الشيوخ، تورطت المعلمة مرة أخرى حيث قلنا: أنتم دائما تقولون لنا أن هذا دينكم ويجب أن تعلموه جيدا وتنتقدونا إذا ما بدا منا أي تقصير في امتحانات التربية الإسلامية، والآن تقولون: هناك علوم لا يعرفها إلا الكبار، ما هذا؟ وبدأ النقاش يحتد فسألتُ المعلمة: يا آنستي ألا يجب أن نطبق كلام القرآن الكريم؟ فإذا كانت هناك بعض الآيات التي يجب تجنبها، كيف لي أن أعلم أن هذه الآية نسختها آية أخرى ويجب عليّ عدم تطبيقها؟ لم تتمكن المعلمة من إجابتنا سوى أن تقول لا أدري، توقفوا عن هذه الأسئلة فأنا لا أقدر على إجابتكم. هذا الموقف لم أنساه وبدأت أشك أن هناك خَطبًا ما في علومنا الدينية، وبدأت أنتبه أكثر لما يقوله الشيوخ الذين كنت أستمع إليهم، ومللت من كلامهم وقصصهم المتكررة، وما جعلني أنفر أيضا من الشيوخ بعض أخلاقهم التي كنت أراها منهم، والتي تنافي أخلاق المسلمين عموماً، فكانت أقوالهم تنافي أفعالهم.

وصل بي الحال إلى الحيرة من جميع الناس بمختلف طبقاتهم الإجتماعية. وسألت نفسي هل هذا الدين هو أعلى الأديان منزلة، وهل وصلنا إلى قمة الأخلاق؟

لا شك أن الإسلام هو أسمى وأعلى الأديان خلقا ورحمة، لكن لم أر ذلك في المسلمين من حولي، لا أدري فيمن أقتدي. كنت أحب أن أطبق أحكام الشرع وأن أقوم بها، لكن كنت أتعثر أحيانا. كنت أقف لأهلي إذا أخطأوا لكنهم لم يكونوا يعيرون كلامي أي إهتمام، فكنت أشعر وكأني تائهة وحيدة بين أسرتي، حاولت أن أنخرط في مجالسهم لأواسيهم لكن أحاديثهم لم تكن تناسبني وكنت أحس أنني لا أنتمي فكريا لطبقتهم وأني فعليا أبحث عن مجتمع آخر أرقى فكريا ودينيا. ليس تكبرا إنما الأرواح جنود مجندة فكنت أميل لمن يرفع ديني وأخلاقي.

تخرجت من كلية الهندسة/ قسم تصنيع غذائي. وتعينت في أحد المصانع كمتدربة، وكنت أعتمد في تنقلاتي على المواصلات العامة، كان الناس كثيراً ما يناقشون مواضيعهم الخاصة والعامة في المواصلات، لفت انتباهي بعض كبار السن يتناقشون حول آخر الزمان وعن ظهور المهدي عليه الصلاة والسلام، جلست أستمع إليهم، فقال أحدهم: يا إخواني ألم تروا أن الفساد انتشر في كل مكان، ألم تروا أن البنيان قد تطاول، وذكر علامات أخرى لقرب الساعة، ثم أردف: أليست هذه علامات آخر الزمان وأن هذا الزمن بحاجة إلى مهدي؟.

قالوا: نعم.

فسأل: منذ متى تسمعون أن المهدي قد ولد؟

فقال البعض: منذ سنتين، وآخرين قالوا عشرين سنة وبعضهم خمسين سنة. 

تعجبت من عدد هذه السنين.

فسألوه: إذا كان قد ولد فأين هو، ولماذا لم يظهر؟

فقال: اذهبوا وابحثوا عنه، إن نبينا الكريم قال:” فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي” وأضاف: معنى حبوًا على الثلج أن علينا أن نبحث عنه وأن في ذلك مشقة.

عندما قال ذلك شعرت وكأن روحي كانت غائبة عني وارتدت، وكأن أحدا كان يخرجني بحبل من الغرق، أنصت متلهفة إليه جيدا لما يقول.

والله إن كلامه صحيح، قلت في نفسي، وبدأت التفكير في هذا الأمر وكنت قلقة من ذلك، وأخذت الأفكار تذهب وتأتي دون أن أدري لمن ألتجئ.

بعد عدة شهور كانت خطبتي على ابن خالي من الأردن، كان هذا نقطة نجاتي حيث أن خطيبي، – حفظه الله وأطال في عمره- يقف بجانبي ويؤيدني ويواسيني. كان متدينا ولم يكن أحمديا في ذلك الوقت. وكان ينصحني في الدين ويدلني دائما على الخير. كان محبا للعلوم الدينية وشغوفا بسماع المحاضرات الدينية فكان يدعوني في كثير من الأحيان للاستماع  لبعض الشيوخ الذين تأثر بهم بالرغم من أني قد مللت الاستماع إليهم، لكنه كان يشجعني على سماع شيوخه لأني لم أسمع شيء في بعض العقائد، وكنا كثيرا ما نتحدث في أمور الدين وكيف سنقيمها في بيتنا. 

أمرني خطيبي أن نغلق حديثنا يوما ونذهب لنسجد سجدة شكر لله على إتمام الخطبة على خير، وفعلا قمنا لنسجد فبدأت بالصلاة ركعتين بدل السجدة، وصليت ركعتين لله شكرا له على إتمام خطبتنا، وفي كل سجدة كنت أدعو للناس أجمع، ولأهلي ولي ولخطيبي، بينما أنا أدعو في آخر سجدة لي من الركعتين قائلة: يا رب اهدنا الصراط المستقيم، عندها تذكرت ذلك الرجل وما قاله عن المهدي، وقلت: يا رب إن قول هذا الشيخ صحيح ولكني تائهة ولا أعلم كيف أبحث عن المهدي، فإن كان المهدي قد ولد فعلا كما قال هذا الشيخ فدلنا إليه وأرشدنا، وإن لم يكن قد ولد بعد فاجعله على يدي ابنًا لي، وأنهيت صلاتي والحمد لله، وكان لهذا الشيخ فضلٌ كبير لن أنساه فاللهم اجزه عنا خير الجزاء.

وقفت للحظة وقلت: كيف لي أن أطلب من الله أن يكون رجلٌ عظيم كالمهدي إبنا لي، فأنا لا أستحق أن أكون أمًا للمهدي! فأنا ديني وأخلاقي لا شيء لأربي رجلا عظيما كالمهدي.

في تلك الليلة رأيت في منامي أني أسير في نهر عكس التيار الذي كان شديدًا وكانت الأسماك تمشي معي، وكانت هناك تلاوة للقرآن بصوت خافت ومن بعيد. قمت من النوم مطمئنة ولكن كان لدي شك بأن ما رأيته كان رؤيا، ولم أخبر أحدا بها. في الليلة الثانية رأيت نفس المنام ولكن لم يكن هناك سمك بل كان هناك ضفادع تحاول أن ترجعني للوراء وصوت التلاوة كان أعلى وكان هدفي الوصول لذلك الصوت وكنت كلما اتجهت إلى الأمام باتجاه صوت التلاوة، أتعثر وأقع لوجود جزيرة رفيعة وسط النهر وكنت أحاول أن أمشي عليها بدلا من المشي في الماء الدافق بقوة والذي يحاول جري إلى الوراء. عندما استيقظت علمت أن هذه رؤيا وكأن الله سبحانه وتعالى يؤكد بأن ما رأيته هو رؤيا حقيقية وقصصت ذلك على خطيبي، والليلة الثالثة لم أستطع النوم أبداً لألم في أسناني، لكن في الليلة الرابعة رأيت نفس الرؤيا ولكن وصلت إلى جزيرة جميلة جداً ووقفت بها وكان صوت القرآن واضحاً جداً وكانت التلاوة في كل مكان حتى أنها كانت تسري في جسمي وكأن قلبي هو الذي يتلو القرآن الكريم، ولاحظت وجود جُزر أخرى كل واحدة أجمل من الثانية، فقلت يا الله لو كانت هذه الجزر لي، فجأة كأن شيء يقول لي سوف تكون جزيرتكِ مثل تلك ولكن عليك أن تزرعي؛ يا الله كم كانت الرؤيا جميلة، شعرت أنه من خلال هذه الرؤيا يريد الله عز وجل إخباري بشيء لكن لا أعلم ما هو، فأخبرت خطيبي بذلك وسألني إن كنت أعرف تفسيراً لها، فأجبته بأني لا أعلم كيف أفسر ولكن عساه خيرًا. 

وبحمد الله تم زواجنا على خير أيضاً، وعشنا في مدينة حفر الباطن – السعودية في أول حياتنا، ولكن النقاشات في الدين بدأت تخف شيئاً فشيئًا.

وبعد عدة شهور انتقل زوجي إلى الرياض في السعودية لعملٍ جديد في بداية زواجنا، كان عمله طبيبا في مركز للأسنان، كان المركز جديد العهد ولم يكن الناس تعرفه بعد، فكان العمل خفيف وكان زوجي متفرغًا معظم الوقت فكان يقضي فراغه على الإنترنت. 

في يوم من الأيام دخل عليه زميله الدكتور علي زيادنة وبدأا التعرف على بعض – كانت هذه اللحظة المباركة – كانت مواضيع الدكتور علي تتمحور حول الدين وقصص القرآن، وكان يناقش زوجي بحجج جعلته يحس أنه ضعيف أمامه ولا يقدر على رد أي من حججه. 

بدأ زوجي يناقش الجميع فيما سمعه من زميله، وناقشني أنا أيضا كما هي طبيعتنا التي عهدتها منه قبل زواجنا. فبدأ يطرح علي أسئلة في قصص بعض الأنبياء، وقفنا عند قصة سيدنا صالح عليه السلام وناقته وكان الاختلاف أني أؤمن أن ناقة سيدنا صالح خرجت من الصخرة، كما كان أبي يقص علينا هذه القصة، وزوجي كان يقول لي أن الناقة لم تخرج من أي مكان، فاختلفنا في ذلك، فاتفقنا أن نبحث في الإنترنت، فكان هناك جواب ثالث يختلف عنا نحن الإثنين، وهو أن الناقة خرجت من شق الجبل حسب قصتهم، فبدأنا نتساءل عن سبب اختلاف القصص، ومن هنا بدأنا البحث والتفتيش عن الحقيقة وأي قصة هي الأصح.

سألني زوجي: إلى أي قصة تميلين أنها الأصح؟

فأجبته: لا أرى أي واحدة منها تستحق أن تكون صحيحة.

فسألني متعجبا: لماذا؟

قلت: لو أردنا أن نضع للقصص الثلاث شرطًا نرجع إليه مثل أن يكون للقصة مغزى أو فائدة وهو أساس القصص دائما فإني لا أرى توفر الفائدة في تلك القصص.

من عادة زوجي البحث والتنقيب وعدم الاستسلام، فبدأ بالتنقيب في الإنترنت حتى أن هذا الموضوع بدأ يشغله وهو في عمله. وكان الدكتور كل يوم في شرح جديد مع زوجي، حتى أنه رأى وهو جالس معه وكأن هناك إطارًا لصورة وعليها الكثير من الغبار، وكأن كلام زميله يزيل الغبار عن الصورة ليتضح أنها صورة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

عاد زوجي إلى البيت بعد أن جلس مع زميله، وسألني سؤالا: إذا كان ناقة سيدنا صالح عليه السلام خرجت من الصخرة فيجب أن يخبرنا القرآن الكريم بذلك، أليس هذا صحيح؟

أجبته: نعم، هذا صحيح

ثم قال: أين ذكر في القرآن أن الناقة خرجت من الصخرة!؟

وقفت للحظة متعجبة، وأخذت بيدي القرآن الكريم سائلة نفسي أين قرأت ذلك في القرآن؟ 

فقال زوجي: مهما بحثت في القرآن لن تجدي ذلك.

سألته: إذا أين المعجزة؟

بدأ زوجي يشرح لي معنى المعجزة كما شرحه له الدكتور _ أكرمه الله وبارك فيه _ وشرح لي القصة على حقيقتها، فأصبحت أرى أن للقصص فائدة وعبرة. بدأت أتساءل عن مصدر هذه المعلومات، فأخبرني زوجي عن زميله الدكتور. 

في اليوم التالي سألت زوجي عن معجزة مريم عليها السلام: إن كان القرآن الكريم فيه سنن الكون كلها فكيف تكون معجزة الولادة دون أب سنة كونية؟

 فأجابني زوجي مواسيا: إني تساءلت مثلك تماما، إن هناك علوم لم يطلعنا الله عليها جميعها، وأن عقل الإنسان محصور فيجب أن نؤمن بالغيب.

أحسست أن هذه المعلومات كنز يجب أن نقتنيه نحن أيضا، فبدأت أسأل عن المصدر الذي يقرأ منه زميله، وطلبت منه أن يأتي بالكتب لنقرأها.

ذهب زوجي للعمل وطلب منه أن يطلعه على الكتب التي يقرأ منها​، ولكنه لم يجبنا. أخبرني زوجي بذلك، فأجبته متسائلة: لماذا؟ وهل العلم حكر على أحد؟ إن ما لديه كنز ويجب أن نقتنيه نحن أيضا!! وإلا سيكون جبانا، وسيكون ما لديه لا شيء. وقفنا بحيرة من أمر ذلك الدكتور، كان زوجي يفكر بأن يطلب منه مرة أخرى تلك الكتب.

في اليوم التالي ذهب زوجي سائلا إياه عن عدم إطلاعنا على كتبه، فسأله الأمان، فأعطى زوجي له الأمان الذي طلبه الدكتور، فقال له: إني أبشرك بغلام.

تعجب زوجي: ماذا تقصد؟

قال: جاءكم المهدي _ عليه الصلاة والسلام.

وبدأ يشرح له عن المهدي وجماعته…

كان زوجي في صدمة جعلته متجهما وغارقا في كهف التفكر. كان يأتي إلى البيت لا يتكلم، وكان في سكون لم أر مثله. تركت زوجي مستغربة متسائلة عما أصابه؟ ولكن خفت أن أفتح معه موضوع سكوته هذا معتقدة أن هناك مشكلة في عمله وصاحب العمل، ولم أرد التدخل.

خلال حيرته رأيت يوما أن نورًا دخل بيتنا في ساعة العصر، كان ذلك النور مثل نور وسط ساعة الظهيرة لكنه كان يغمر كل البيت حتى مطبخي المعتم قد أضاء فيه النور بشكل غريب لم أره من قبل، تحيرت وسألت نفسي من أين يأتي هذا النور وقمت أتفقد ماذا يحدث، حينها جاء في قلبي شعور جميل جدا كأن أحدا يخبرني بوجود نبي في الدنيا. استغربت من يكون نبيا في هذا الزمن؟ وكان هذا الشعور يزداد يوما بعد يوم، كنت في البداية خائفة من إبداء هذا الشعور خوفا من تكذيب زوجي واعتباري مجنونة. حين اشتد علي ذاك حتى أني شعرت قلبي يعتصر، قررت التحدث لزوجي حتى لو ضربني.

حين جلست مع زوجي للتحدث معه، فاجأني بأنه يريد التحدث معي في أمر.

قال لي: أريد أن أطلعك على شيء، ولا أدري إلى من ألتجىء، وأريد الرأي منك. 

قلت له: رأيتك في سكون ولم أرد إزعاجك، وكنت أتساءل عن الذي يشغل بالك، هل هناك ما يضايقك؟

قال: هل تدرين ما هي القاديانية؟

قلت: لا.

قال: الأحمدية؟

قلت: لا أعرفهما.عن ماذا تسألني؟ إني لا أفهم عليك، هل تريد القاديانية أم الأحمدية؟

قال: كلاهما اسمين لنفس الجماعة.

سألت: ما بها هذه الجماعة؟.

قال: هذه جماعة قد أخذنا عنها في المدرسة أنها من الفرق الضالة.

قلت: كيف ضالة؟ ما معنى هذا الشيء.

قال: أي أنها فرقة كافرة.

قلت: ما بك يا رجل! إذن ابتعد عنها.

قال: إنك لم تفهمي.. الرجل الذي كان يخبرنا عن القصص وأردت الكتب منه هو من تلك الجماعة؟

سألته متعجبة: كيف هذا؟ هل يقولون أشهد أن لا إله إلا الله…؟

قال:نعم.

قلت: كيف يُكفَّرون إذن؟ ليس لنا الحق بتكفير أحد يشهد أن لا إله إلا الله. وضربت كفي في الحائط كَوني متأكدة مما أقول ولكن ليس عندي ما يقنع.

قال: هذا رأيُك؟

قلت: اسمع أنا لست ممن يحبون الفرق والأحزاب هذه، قل لي ما الذي يميز هذه الجماعة عن غيرها، فمعظمهم أهدافهم سياسية، وليس لهم في الدين أي نصيب.

قال: هذه الجماعة تؤمن أن المهدي قد جاء وولد.

صدمت وقلت متعجبة ومتلهفة: كيف هذا! أين هو؟

قال: جاء وعاش وقد توفاه الله!

صدمت مرة أخرى وأدرت وجهي للحائط لا أدري كيف جاء ولِم لَـم نعلم عنه شيء!!!

بدأ زوجي يشرح لي عن الجماعة وأن لها خليفة وأننا الآن في عهد الخليفة الخامس للمهدي عليه السلام، وأراني إياه على صفحة الإنترنت، ومن صدمتي فكرت أن الخليفة هو المهدي، وقلت له: أهذا المهدي، أرني المهدي فقال هذا هو الذي بجانبه. وأخبرني أن الجماعة تتعرض  للاضطهاد، لذلك لم نسمع عنها فالكل يحاول طمسها، كما كان الكفار يحاولون طمس الإسلام حتى لا يشاع الدين،  لذلك لم يكن يريد الدكتور اطلاعنا على الكتب إلا بعد أن نعطيه الأمان. 

قلت: يجب أن نقرأ ونبحث في كتبهم ونسأل عنهم، وأضفت: أنا مسافرة هذا الأسبوع إلى أهلي وسأسأل أبي عنهم عسى أن يفيدنا بشيء، وأنت بدورك اسأل من تعرفهم.

وصلت القدس بحمد الله وكما عاهدت سألت عن الأحمدية فأجابني أبي بقصة دارت بين شيخه والجماعة الأحمدية الذين أتوا للتبشير في ألمانيا ذلك الوقت، فقال: جلسوا وسمعنا لهم، وسألناهم سؤال فحواه: أنتم تعتقدون أن إمامكم هذا نبي، ولكل نبي معجزة على الأقل، فما معجزة نبيكم؟ فلم يجيبوا وسكتوا؛ وهكذا أقيمت الحجة على الجماعة الأحمدية كما يعتقدون. لم تكن القصة بالشيء العجيب بالنسبة لي وكأن القصة لم تهمني.

 فأخبرت زوجي بقصة أبي كما هي ولكني كنت في حيرة من أمر تلك الجماعة، وكان الدكتور قد أخبر زوجي بأن يستخير الله، فطلب زوجي أن أقوم بذلك أيضا، فقلت نعم هذا جيد ويجب علينا أيضا أن نقرأ على الأقل كتابًا من كتبهم، فاتفقنا على أن نقرأ كتاب شروط البيعة، على أن أقرأ أنا أول خمسة شروط وهو يقرأ آخر خمسة ثم نشرحها لبعضنا، وبدأت بقراءة الكتاب فتفاجأت بأن لكل شرط شرح طويل، بدأت بالقراءة وكلما قرأت كنت أحس برغبة لأن اقرأ أكثر، لم أتمكن من التوقف وأكملت الكتاب كله، وعندما جاء ثاني يوم لأشرح لزوجي، قلت معلقة: إن هذه الشروط لا أقدر على أن أختصر كلماتها وألخصها لك، فكل كلمة فيها مهمة جدا، وبين كل سطر وسطر كأن هناك سطر آخر، وهذه الشروط يجب أن تكون متوفرة فعلا في الإنسان المسلم؛ أجابني وسأل: أقمت بالاستخارة؟ فأجبته بالنفي فقال لي: أنا استخرت الله وقرأت الشروط مختصرة في أول الكتاب، وأريد أن أُبايع.

سألته: وماذا رأيت؟

أجاب: رأيت أن سمكة كانت تحت قدم زوج أختي وقفزت إليّ تحت قدمي.

قلت: ما معنى ذلك؟

قال: معنى السمك حسب تفسير الرؤيا هو مكان العبادة أو الرزق.

لا أعرف كأن شيئا من الغيب كان يطمئنني وكأنه بدأ يؤول رؤياي التي رأيتها قبل زواجنا، فقلت له: انتظر فأنا أريد أن أبايع معك. وتمت بيعتنا بحمد الله عند رجوعي إلى السعودية، وكانت لها بركات وأفضال كثيرة علينا.

بعد عدة أيام من بيعتنا تعرفت على زوجة الدكتور، كانت هادئة الطبع لطيفة ولينة، وكانت تسألني عن كيفية بيعتنا وتطرقنا لموضوع نبوة سيدنا المهدي عليه السلام، لم تكن لدي أدنى فكرة عن وجود نبي بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما هو الحال عند عامة المسلمين، بل كنت أتساءل عن نبوة المهدي عليه الصلاة والسلام. وذلك لحديث جرى بيني وبين أبي في صغري إذ جاء يوما وحدثني عن مجيء المهدي عليه السلام، وكنت متعجبة من معرفة أبي أنه سيأتي رجل عظيم اسمه المهدي، فسألته كيف علم بذلك؟ فأجابني: إن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أخبرنا به.

 تعجبت: وكيف علم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بذلك؟

فقال: يا أبي إن من سنة الأنبياء أن كل نبي يخبر عن نبي يأتي بعده.

دار في ذهني أن المهدي نبيا حسب قول أبي فسألته: أي أن المهدي نبيا؟

قال متنهدا: بإذن الله يا بابا يخرج المهدي في عهدكم وتسألينه إن كان نبياً أم لا. الظاهر أن أبي يعلم أن هناك اختلاف في نبوة المهدي عليه السلام فلم يجبني بما لا يعلم عنه شيئا.

غادر أبي الغرفة وقلت في نفسي: ما دام كل نبي يخبر بنبي إذن سيدنا المهدي نبي أيضا، نمت مرتاحة البال وانتظرت ذلك الوقت الذي يأتي به المهدي. فعندما حدثتني زوجة الدكتور بنبوته لم تكن معضلة بالنسبة لي.

وعرفتنا أسرة الدكتور على حلقات الحوار المباشر، كنا نحب أن نستمع إليها، في البداية كنت أحاول أن أنصت لهم بكل همتي لأعلم الكثير عن الجماعة، لكني كنت آمل أن تكون الاتصالات في الموضوع الذي يطرحونه، أما زوجي فلم يأبه لذلك.

وبدأت أتعرف على برامج أخرى أعجبتني كثيرا وخاصة سبيل الهدى وبعد حين قراءة في الصحف، والسيرة المطهرة بأجزائها وتعالوا نقرأ في هذا الكتاب لمصطفى ثابت ذلك الملاك البشوش، وكنت أحب الاستماع للأستاذ فتحي عبد السلام، لم أفهم لكلام الأستاذ فتحي في البداية لكن بعد حين فهمت أن أسلوبه فلسفي جميل، له روح في عالم الأحمدية تختلف عن الآخرين، وتعرفنا على باقي أسرة الأحمدية التي عطفت وضمتنا إليها، وتعرفت على شخصية الخليفة الرابع، ما أجمل ابتسامته حتى زوجي أحبه كثيرا  – رضي الله عنه ورحمه. 

بدأت أخبر أسرتي بأني أحمدية، وانتشر الخبر عند أهل أبي وأمي، وخاصة في أهل أمي. بدأ بعضهم ممن لا يعلمون شيئا عن الأحمدية يتساءلون، وكانت نصيحة بعض الأقارب أن أبتعد عنهم بينما قال بعضهم الآخر: إن مرضك المزمن هذا هو عقاب من الله لأنك اتبعت هذه الجماعة، وكانت أحيانا تدور بيني وبين قريب لي ملتزم بالدين وأحب نقاشه، وهو معروف عندنا بتصوفه، حوارات عن الجن والقتال باسم الدين، لكن لم أكن قوية جدا بالحوار وكنت أتعثر أحيانا بالرغم من اعتراف القريب بقوة الحوار والأدلة التي كنت أطرحها لذلك بدأت أقرأ في كتب الجماعة أكثر حتى لا أتعثر في قولي معه، إذ أنه – أو حتى كل من أناقشه – لا يريدون أن يرجعوا إلى الجماعة ولا يريدون أن أقرأ لهم أو يقرأوا من كتب الجماعة. ومن أهم الحوارات التي دارت بيننا هي حين كان قريبي يومًا يناقش أبي على جنب وأنا أراقبهم فقال له: أنظر، ونادى علي قائلا: “فبهت الذي كفر”! 

نظرت إليه متعجبة ما الذي يريده؟ قلت: لم أفهمك، فأجابني بأن هذا يكفي فأنت بهتِّ عندما قلت لك هذه الجملة، ألا تعلمين ما الذي حدث مع سيدنا إبراهيم عليه السلام والنمرود حين بهت؟

قلت: نعم، ولكني لم أفهم. (قلت “بلى” اعتمادا على علمي بالقصة الخرافية التي كنت أؤمن بها قبل الأحمدية) 

قال: يكفي أنك بهت عندما قلت لك هذه الجملة وسكتّ.

قلت في في نفسي أنه والله لا يعلم ماذا يقول، ولكن حزنت كثيرا وبدأت أسأل الله وكأن شيئا في قلبي: يا الله هل هذا القول ينطبق علي، لماذا جعلت عبدك (قريبي) ينطق بهذا؟ يا الله قد أحسنت الظن بك وأحسنت الظن بالمهدي فهل أستحق هذا؟

توجهت فورا للتفسير الكبير وبدأت أقرأ بتفسير تلك الآية، وبعدها أُثلج صدري وأحسست بالاطمئنان.

جاء قريبي في يوم آخر لوحده زائرا، سلمت عليه فأقعدني بجانبه وسألني: أنتم تّدعون أن المهدي نبي، فهل سيأتي نبي بعد نبيكم هذا؟

قلت له وأحسست أن الله سيؤيدني: أريد أن أجيبك على سؤالك، ولكن قبل أن أجيبك أريدك أن تجيبني على سؤالي، ولا تعتبر سؤالي وقاحة مني أو ما شابه بل أريد أن أجيبك فقط، وسألته: قل لي لو أراد الله أن يأتي بنبي بعد نبينا إن كان المهدي أو سيدنا محمد عليهم الصلاة والسلام ولا أحد يقف عند إرادة الله عز وجل كما تعلم، فهل هو قادر أم غير قادر على خلق نبي آخر؟! سكت القريب ولم يتمكن من الإجابة نظرت إليه ورأيت أن عيناه قد تجمدتا في مكانهما وأحسست أن الآية “فبهت الذي كفر” انطبقت عليه، ولكن أردته أن يجيب على سؤالي حتى يطمئن قلبي فقلت له: أنت تقدر على إجابتي فلا تخف لن أثقل عليك، فقال لي: نعم إنه قادر.

أجبته: إذن هذا هو جواب سؤالك، ثم إستأذنته وتركته لتفكيره، وحزنت عليه لكونه لا يدرك ما الذي آل إليه.

منذ ذلك الوقت أحسست أن الله معنا. فإذا ما قرأت شيئًا للإمام المهدي ولم أفهمه، كنت أدعو الله أن يفهمني إياه، وفعلاً كنت أرى الإجابة تتراءى أمامي، وإذا تناقشت مع زوجي وسألني عن شيء في الدين لا أعلمه، كان الله أيضًا يجيبني بعد حين، وكنت أخبر زوجي بما علمت. لقد أحيت الأحمدية فينا روح السؤال والتفكر من جديد.

وأول ما بدأت بقراءة كتب الإمام المهدي عليه السلام كان كتابه “إعجاز المسيح” الذي أثر على أسلوب صلاتي وكيفيتها، وأشار زوجي لكتاب فلسفة تعاليم الإسلام الذي أثر على أخلاقي وعلى تفكيري في الجنة، وبدأت الغشاوة تزال عن عيني عندما قرأت كتاب إزالة أوهام الذي جعلني على يقين بأن المهدي عليه الصلاة والسلام هو نفسه المسيح المنتظر.

وكان لخطابات الخليفة نصره الله تأثير في إصلاح اعوجاج أعمالنا، وكانت الجماعة ترشدنا حول القيادة في هذه الجماعة حتى لا نقع في أخطاء، وكأنها معنا في كل لحظة من حياتنا، تغير كل شيء في حياتي، وزالت جميع المخاوف التي كانت هاجسا لي، وعرفت كيف أتعامل مع المجتمع الذي حولي والذي لطالما لم أفهمه.

وكنا نرى الكثير من الرؤى التي أثرت في نفوسنا، وكان بعضها يتحقق، وبعضها الآخر يشعرنا بالطمأنينة، حيث كنا نرويها لبعضنا.

وبدأنا نتعرف على الأسر الأحمدية، فعرفونا على بعض نظم هذه الجماعة المباركة وكيف نتواصل مع خليفتنا – رضي الله عنه وأرضاه – وبدأنا نكتب له الرسائل وكنا ننتظر الردود متلهفين لكنها كانت تصل متأخرة، وكان زوجي يرسلها لي حتى أراها، في أول رسالة طلبت منه الدعاء لي لأني مقبلة على عملية جراحية خطيرة وكانت متعسرة على الأطباء في بلدي، بل وعلى معظم الأطباء في الخارج أيضا، وكان الطبيب الوحيد في سويسرا الذي يسره الله،  واثقا من نجاح العملية وأعلمنا بأنه أجرى هذه العملية لعدة مرضى سابقًا، والحمد لله أتمها على خير، وكان لدعاء الخليفة نصره الله وأرضاه فضلا كبيرا علينا بفضل الله. وكنت دائما أقص قصة مرضي وخطورة وضعي الصحي وصعوبة استئصال المرض وكيف اعتذر كثير من الأطباء عن القيام بإزالته إلا أن رحمة الله تداركتني بفضل الدعاء. كنت أقص هذه القصة على الناس والأطباء وكانوا يتعجبون مما أقول وكانت الأدلة دائما في حوزتي لأريهم إياها، وكنت أؤكد لأبي أن هذه العملية معجزة من عند الله.  

نحمد الله على منته علينا وندعوه بأن يتقبل منا، وينصر هذه الجماعة ويظهرها على الدين كله. آمين.

أمل محمود عبد الجليل/ فلسطين

منقول من مجلة زاد المسلمة

أبدأ قصتي بحمد الله تعالى على أن منّ عليّ أن بايعت مسيح آخر الزمان على يد خليفته الخامس مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز.

فقد نشأت بأسرة تحمل فيها والديّ وخاصة أمي العزيزة أعباء تربية (9) بنات اهتمت جدا بتعليمنا وكانت تحثنا باستمرار على أداء الصلاة، ولأني كنت ممن يؤدون الصلاة منذ نعومة أظافري فقد كنت أعاني من التناقضات الدينية الني أعيشها ويعيشها غيري فالدين أصبح شعارات فقط والمسلمون أبعد ما يكون عن روح الدين وكنت أسأل الله دائما أن يعرفني به ولماذا لا يتدخل والعياذ بالله ويجعل من المسلمين كما الأوائل في عهد الإسلام.

فكم كنت أشعر بغبطة للمسلمين الذين عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن لم نحظ بهذه الإنعامات. قد استجاب الله تعالى كل أدعيتي وعرفني به وأجاب على تساؤلاتي كلها فبعد أن انضمت أختي العزيزة سماح علاونة عام 2003م لهذه الجماعة المباركة، بدأت سلسلة الحوارات بيني وبينها ومع انني كنت أنتظر الغوث من الله تعالى لينتشلني من هذه التناقضات التي أعيشها إلا أنني وكأنني لم أرد الطريقة التي يعرفني فيها عليه تعالى، وكأني لم أرد أن يرسل المسيح الموعود عليه السلام لهداية الناس مع أني لم أختر أية طريقة!! ولا أعرف كيف سيهديني الله تعالى.. لم أعرف ماذا أريد وكيف سيجيب الله تعالى عن كل تساؤلاتي. فأنا لم أكن ممن ينتظرون أحد لإنقاذ العالم رغم أن العالم كله ينتظر مسيح آخر الزمان، ويبدو أنني لم أكن من الذين ينتظرون أحد فربما قرأت يوما، أن هناك من يؤمن بوفاة المسيح الناصري عليه السلام وأنه لن يعود. وحتى لا أفكر وقتها كيف يرفع الله بشرًا إليه في السماء وأدخل بمتاهات جديدة فقررت من وقتها ومن تلقاء نفسي أنني مع من يقولون بذلك وأما عن المهدي فلم أكن مهتمة بمجيئه حتى أنني نسيت قضيته. كثير من أمور الدين جعتلها طي النسيان حتى لا أدخل بتناقضات تؤلم روحي فقضايا مثل قضية الجهاد وقضية ملك اليمين وقضية الإسراء والمعراج والميراث وسرعة غضب المشايخ …..كل هذه القضايا وكيف أخذتها من المشايخ جعلتني أتساءل أي دين هذا الذي أدين به؟؟ لكن حقيقة واحدة كنت على يقين بها وهي السيرة العطرة لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة صحبه الكرام. قصة واحدة من القصص التي أعرفها عن هذا الزمن العظيم تجعلني أنزه كل العيوب التي ألصقت بالدين وأعيش على استحياء مدافعة عن دين رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أريد أنا.

وكان مما أدهشني عندما علمتُ بانضمام أخت لي لجماعة دينية وأول ما بادر لفكري أن هناك أحد آخر من عائلتي يبحث عنه سبحانه وتعالى وحتى كوننا نعيش معا إلا انني لم أكن أتجرأ أن أتكلم عن رفضي لبعض القضايا الدينية حتى لا أتهم بأني كارهة للدين.

كنت أهتم وأستمع جيدا لما تقوله أختي وعرفت بعد فترة ليست بالطويلة أن ما تقوله هو الذي كنت أبحث عنه ولكن وللأسف ما كان لي أن أبايع مباشرة فقد كنت متزوجة وأنجبت ولدين حينها وكنت أحبهما كثيرا كما كل أم فكنت أريد لهما حياة هادئة في ظل رفض زوجي لمناقشة أمر الأحمدية فكيف بالبيعة.

حينها قلت لله تعالى شكرا يا إلهي أن أجبت دعواتي ولكني أعتذر لك لن أبايع رسميا ولكن قلبي مع هذه الجماعة. لكن لم يهدأ بالي من هذا القرار فقد كنت أفكر بالأحمدية كثيرا وأنا أمشي لوحدي وأنا في المدرسة فدعوت الله تعالى أن أنسى أمر الأحمدية ولكنني أصبحت أفكر فيها كل ثانية وأنا آكل الطعام وأنا في زيارة عند أحد.. فقلت الله يريدني أن أبايع فقررت البيعة رسميا عام 2008 وعندما حاولت اخبار زوجي هددني بالطلاق فقررت للأسف أن أخفي بيعتي وفي عام 2010 حملت بابني محمود وكنت سمعت عن الوقف نو فأوقفته من تلقاء نفسي وكنت ألوم نفسي ومع أني عرفت الحق إلا انني أعيش حياتي السابقة تماما واخترت أن أملأ نفسي بالتناقضات أيضا بعد أن أزالها الله تعالى وكأني لم أستفد من بيعتي. فكيف لي أن أقول أنني عرفت الله تعالى وأنا أخشى الناس أكثر منه.

فقررت أن أعلن أنني أحمدية عام 2014 وكان على أثر بيعتي أن انفصلت عن زوجي وكان عمر أصغر أولادي 4 سنوات تقريبا وعمر أكبرهم 15 عاما. كان ألم إضاعة سنوات كثيرة دون أن أستفيد من هذا النور الذي منّ الله عليّ به رغم ضعفي وتقصيري أكثر من ألم تفكك أسرتي العزيزة راجية من الله تعالى أن يهدي أولادي إلى الحق وأن يكونوا من أتباع المسيح الموعود عليه السلام وأن يتجنبوا حسرات عدم الانضمام لهذه الجماعة المباركة آمين. ابني العزيز محمود هو الآن يبلغ من العمر 10 سنوات وهو محب للخليفة أيده الله بنصره العزيز ويراسله باستمرار رغم معاندة والده ومعاداته للجماعة.

ورغم أنني عملت لسنوات طويلة كمعلمة في بلدتي العزيزة بفلسطين إلا أنني منذ علم أهل بلدتي أني انضممت للجماعة قد طالبوا المسؤولين عن التعليم ألا أدرس بناتهن فاستجيب طلبهم بأن تم نقلي لمدرسة أخرى وهكذا تركت القرية وتوجهت لقرية أخرى هددت فيها بالقتل إن لم أترك المدرسة فعدت لأدرس في قريتي مرة أخرى ولله الحمد على أن أجلس بمكان لوحدي دون أن أختلط بالمعلمات الأخريات هدى الله أهل قريتي. ربّ لا تذرني فردا وأنت أرحم الراحمين.

أرجو من الله تعالى أن يتقبل مني ويثبتني على الإيمان وأن أتقدم بالأعمال وأن أعيش كل يوم على طاعة الله تعالى وطاعة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

البيعة هي أفضل شيء حدث في حياتي كلها هي فرحتي الحقيقية هي سعادتي الأبدية. الأحمدية سلسلة من التجارب الحية مع الله تعالى ليست مجرد أقوال، الأحمدية هي حل لكل مشاكلي دون أن أتكلف فلسا واحدا، الأحمدية هي النجاة هي الطريق المستقيم في دعاء اهدنا الصراط المستقيم.

جزى الله تعالى كل من كان عون لي في طريقي هذا أحسن الجزاء.

سلمى محمد علي حسن ودعة – سوريا

منقول من مجلة زاد المسلمة

ولدت في 15 آذار سنة 1995 وبهذا عمري الآن 21 عام… سورية الجنسية من محافظة حماة.

حسب أقوال أمي في يومي الأول في الحياة، كانت الأمطار تهطل بغزارة وتذكر أنه كان يوم خميس، وبحسب قولها كان أكثر الأيام مطرا وبردا في ذلك العام.

عشت طفولة لا بأس بها وكل من رآني قال: تتميز بالهدوء والخجل والمسالمة.. إلا أنني اكتشفت لاحقا أنني هادئة أحيانا وسريعة الانفعال ولا تلفت انتباهي أية أمور…

إن قدّر الله لي أمرًا وأحببته نلته بعزم وإصرار وبمشيئة الله تعالى… وأملك نظرة لكل موقف حصل معي أو سيحصل فيما بعد.

منذ طفولتي أفضل الابتعاد عن أماكن الاختلاط وأحاول اكتشاف كل ما حولي بمفردي دون أية مساعدة أو بمعنى آخر أرفض مساعدة الآخرين في الأمور التي تخصني.

أذكر أيضا أن الله يلهمني الطريق الصحيح منذ طفولتي وكنت أرى رؤى تتحقق بالواقع.

أحب تقديم المساعدة لكل الناس حتى وإن كنت لا أعرفهم أو لا تربطني بهم أية صلة… وإن أخطأت أعترف بخطأي وأندم ندما شديدا على أي شيء أراه غير صحيح… غير ذلك كنت و لا زلت عندما أمضي كل يوم في حياتي أقضي مدة من الزمن قبل نومي أعيد شريط اليوم وأحاسب نفسي وآخذ وعدا بأن لا أكرر ما ارتكبته من خطأ.

ومنذ مدة قصيرة بدأت أرى أشياء تتحقق حتى وإن لم أكن نائمة، فلعل الله أعطاني شيئا يعطيني الثقة والاحترام للانضمام لجماعته بكل فخر وأكون ابنة صالحة وأفيد من حولي .

لم تكن لدي الرغبة في مواكبة ما هو جديد ما لم يعجبني ويكون مما لا يتسبب بغضب الله تعالى وغضب والديّ.

كنت في المرحلة الابتدائية، أحتل المركز الأول ودائما بالصدارة والحمدلله وحافظت على مستواي في الإعدادية.. ثم دخلت المرحلة الثانوية وأنهيت الصف العاشر والحادي عشر وأنا ما زلت بمكاني إلى التوجيهي (الثالث الثانوي)… بدأت السنة وكانت الأمور كلها تسير بشكل عادي حتى وصلت مرحلة الامتحانات وشاء الله أن نغادر بلدنا بسبب الظروف والأوضاع التي كانت تجري آنذاك… اضطررنا للسفر إلى لبنان ومن ثم إلى الأردن (عمان).. لم تسمح لي الفرصة أن أكمل دراستي في بلدي فلما استقرت الأمور في الأردن دخلت الثانوية في محافظة معان وتوجهت إلى المدرسة بعد عناء طويل… أمضيت ثلاثة أعوام ولم أكن أتقبل وجودي في بلدة معان… ولكني الآن علمت أن الخير يكمن في تواجدي هنا وفي مكاني هذا وفي البلدة التي أعيش فيها.

بعد دخولي المدرسة الثانوية، لم يحالفني الحظ في الامتحانات، وأنا اعتبر هذا امتحان من الله وضعني الله فيه لأعرف مدى إصراري بالحصول على ما أريد ومدى قوة إيمانني بالله تعالى… وقفت عند آخر فرصة لي في تقديم المواد التي رسبت فيها خلال عام ونصف من الدراسة… قررت أن آخذ استراحة وأبدأ شيء جديد فبدأت أبحث عن عمل. بعد مضي ما بين 5 أشهر إلى 6 أشهر، تلقيت اتصالًا وعلمت أنهم يريدون سكرتيرة لدى طبيب أسنان فذهبت للمقابلة وبعد أربعة أيام أو أكثر أيضا تلقيت اتصال في صباح يوم الأحد الموافق 17 من شهر كانون الثاني ليخبرونني أن أبدأ العمل في صباح يوم الاثنين الموافق 18 من ذاك الشهر… بكل جهد وبعد عناء قطعت وعدا على نفسي أن أثبت ذاتي وأستغل هذه الفرصة لأحقق جزءً مما أحلم به أن يتحقق في حياتي.

وبالفعل بدأت أعمل بفرح وسرور.. أصبح عملي جزء من حياتي لأنني أحلم أن أكون ذات يوم طبيبة فالله قدر لي أن أرى كل شيء ليزيد تعلقي في مجال طب الأسنان وأنا لازلت أعمل لدى الدكتور (علي الزيادنة)… بالفعل أنه إنسان رائع ولا أراه سوى قدوة أستطيع أن أقتبس منه أي شيء يجعلني أتقدم خطوات كبيرة في حياتي وفي أمور الجماعة .

 وبعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع بدأت مناقشات أمامي بأمور أول مرة أسمع بمثلها في حياتي مثل: وفاة سيدنا عيسى عليه السلام وأنه لم يرفع إلى السماء وأنه أيضا ليس المسيح الذي سينزل في آخر الزمان، وبعد مناقشات وحوارات دامت أكثر من ثمانية أشهر كان الدكتور قد وصل لمرحلة أنه شرح لي ولزميلتي جميع هذه الأمور وكان يأمل منا أن نتخذ خطوة للأمام بأنفسنا ونسلم أمورنا لله تعالى بكل قوة وإيمان … كان يقول لي عبارة يقشعر لها جسدي وهي: قولي يا سلمى دائما (اللهم اهد قلبي إلى الصراط المستقيم)… وبالفعل أخذت أرددها عندما أشعر بالضعف والخوف من هذا الأمر … كان عملي يبعد عن منزلي مسافة نصف ساعة كاملة فكنت خلال قدومي لعملي أكرر “ليس لها من دون الله كاشفة” (سورة النجم: 59) وأيضا دعاء سيدنا يونس عليه السلام: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”… وكنت أتقصد هذا الدعاء لينجيني الله ويهديني صراطا مستقيما وينور قلبي ويثبتني على الهدى… خلال عملي دعتني زوجة الدكتور (شروق هارون الغنميين) لأذهب إلى بيتها وبالفعل ذهبت وتكلمنا ما الذي تغير في حياتي منذ معرفتي بالجماعة وشجعتني وهدأت قلبي وأعطتني أملا للتقدم.

في رمضان الماضي كنت قد قررت أن أقدم المواد التي رسبت فيها وأن آخذ إجازة من عملي، وبالفعل حدث ما خططت له وصرت أدرس وفي آخر الليل أفكر في سيدنا المسيح الموعود ميرزا غلام أحمد عليه السلام وفي الكلام الذي كنت أسمعه فكنت أتوكل على الله وأخلد إلى النوم… كان علي تقديم الفيزياء والرياضيات ومادة الإنجليزية فاضطررت للاتصال بمدرس فيزياء وأطلب منه الحضور إلى منزلي لعدم توفر معلمة قديرة غير منشغلة لتفيدني في بعض الصعوبات التي واجهتها في الفيزياء فذكر لي الدكتور علي الزيادنه أحد أصحابه واسمه (الأستاذ أحمد عبد العزيز) وبالفعل لبى طلبي وأتى إلى منزلي ثلاث مرات وكنت على علم أنه أحمدي… فاستغليت الفرصة وكنت بعد الانتهاء من الدرس، أسأله بعض الأسئلة بشأن الجماعة وكان كلامه مبسطا وواضحا جدا مما زاد إصراري على الانتماء للجماعة بكل قوة. بعد الانتهاء من المدة المقررة للمادة قررت أن أصلي الاستخارة في الشهر الفضيل ليدلني الله على الطريق الصحيح لأنني بدأت أشعر بالضياع نوعا ما… بدأت الاستخارة أول مرة وثاني مرة ولم يحدث شيء فقلت لأترك يوما من دون فعل أي شيء سوى التسبيح والتهليل قبل النوم، وفي ذاك اليوم رأيت رؤيا غريبة وهي أن الخليفة الثاني رحمه الله يمشي ورائي وخلفه جماعة من الناس يحملون مشاعلا وأنا أمامه وكان الظلام حالكا… استيقظت صباح اليوم التالي لأداء صلاة الفجر وتذكرت الرؤيا ولم أعرف تفسيرها… قدمت الامتحانات بسلام وعدت لعملي وتحدثت للدكتور عن الرؤيا طالبة منه تفسيرا لها… فقال لي حينها بأن علي أن أقرأ وأمتلك القوة لمواجهة التالي وأن الخليفة بالرؤيا كان ينير دربي ولا خوف من هذه الرؤيا على العكس تماما… استمريت في العمل وطرأت تغيرات عليه… وفي تاريخ 24 من شهر تموز جاءني اتصال هاتفي من والدتي لتخبرني أن الحظ لم يحالفني مرة أخرى ولم أستطع النجاح… بكيت بكاء شديدا حتى أحسست أن قلبي سيقف في لحظة من اللحظات… وبعدها أخذت نفسا طويلا وقلت قدر الله وما شاء فعل لعله خير لي أن أتأخر مدة من الزمن فليس سهلا أن أحصل على أمر جيد أريده إلا أن يشاء الله… وكنت لا أزال في ذلك الوقت أبحث في أمر الجماعة إلى تاريخ 22 من شهر تشرين الأول حصلت على ورقة المبايعة وقيل لي أن أملأها إن أردت… فأخذتها وقلت بنفسي وبقوة أنني أريد تعبئتها من صميم قلبي لأنها رسالة الإسلام وسنة النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الصحيحة وبدأت بقراءتها وعيناي تمطران بالدموع… وتمت المبايعة بفضل الله وأحسست حينها أنني ولدت من جديد وأصبحت مسلمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وإنسانة صالحة ولن أعبث مع الله لأنني أصبحت قريبة منه أكثر من أي وقت مضى .

أجبرت قبل فترة قصيرة على حضور حفلة خطوبة بإصرار من والدتي فذهبت وجلست دون تحريك ساكن  أو أي رغبة مني في الاندماج في هذه الأجواء لأنها لا تليق بي كوني أحمدية… وعند الانتهاء وعودتي إلى المنزل كنت في قمة الانزعاج وفي داخلي شيء يحدثني أنني كنت أستطيع الرفض والإصرار أكثر على عدم الذهاب… فنمت وكنت قد أنهيت صلاة العشاء والتسبيح فرأيت رؤيا أن شخصا ما يحدثني ويقول لي في الرؤيا :(سلمى بلغت مرتبة عالية) وعند استيقاظي لأداء صلاة الفجر كنت في قمة السعادة من هذه الرؤيا لأنني لم أعد أرغب في هذه الأجواء وأريد من الله التوفيق لكل أمر في حياتي فكيف لي أن أطلب من الله مثل هذا وأنا لازلت أغضبه نوعا ما .

أنا من عائلة ملتزمة وقد واجهت رفضا كليا من أختي الكبرى وزوجها الملتزمين دينيًا عند مناقشتي لهما بتفسير المسيح الموعود عن بعض الأمور… ورفضًا قوي عند مناقشتي لوالدتي ووالدي عن قصة سيدنا عيسى وغيرها… وعند رفضهم لكلامي أصريت عليهم أن يثبتوا لي بأن أفكاري خاطئة بدليل من القرآن لكنهم لم يستطيعوا… فبذلك وبكل صراحة زادت رغبتي في التعمق والاندماج في الجماعة أكثر وأكثر .

رفضت صديقاتي فكرة أن أنتمي لجماعة محددة وقلن إن دين محمد واحد وأي جماعة أخرى ستحرف الدين أيا كانت وأنني على خطأ كبير.

هذا ما واجهته بمجرد طرح أفكار صغيرة عليهم… فأحببت أن أكتم الأمر الآن حتى يشاء الله وأمتلك جرعة كافية من القوة لأقف أمام الملأ وأقول أني أحمدية وأقنعهم بأننا على الصواب.

أقضي معظم وقتي في العمل وبهذا الشكل انقطع تواصلي مع أناس أحبهم بشدة  أتمنى لهم كل الخير… أطلب من الله تعالى أن يساعدني لكي أتكلم معهم بأمور الجماعة ليعلموا ما علمته فأنا لا أخافهم عند محادثتي لهم بأي أمر كان خلافا عن بقية الأشخاص الذين يوجدون قربي ولايبعدون عني سوى أميال… وأكون لهم يد العون والمساندة… فأنا أقف معهم بكل حالاتهم سواء كانت فرح أو حزن لذلك أدعو لهم الله أن يهدي قلوبهم وينير دروبهم .
الأشياء التي تغيرت في حياتي عند مبايعتي أنني تيقنت اليقين التام أن ما من أمر يحدث إلا وبه خير كثير… وعندما يمنع الله عنا شيئا نحبه فهو يعطينا الذي نحتاجه… وعلينا أن لا نحزن لأننا سنلقى الفرح الكثير فيما بعد… هذا وقد قال تعالى: “ولسوف يعطيك ربك فترضى” (سورة الضحى: 6).

لذلك أنا على يقين أن الله لم يرد بي إلا الخير وبعد كل هذه المعاناة سأتلقى كل ما هو جميل فصبر جميل والله المستعان.

الحمدلله على فات ومضى والحمدلله على نعمه… أدعو الله أن يهب كل إنسان مؤمن صالح المعرفة والالتقاء بالجماعة. آمين.

راندا أحمد – جمهورية مصر العربية

منقول من مجلة زاد المسلمة


بسم الله الرحمن الرحيم

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله …

نحمده ونصلي على رسوله الكريم وعلى عبده المسيح الموعود آمين

أنا راندا أحمد…من مصر

كنت مسلمه سنية وكان الدين بتصوري أنه قد فُرض عليّ أن أعبد الله وأن أؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم، وأصلي وأصوم. وأما مسألة الإيمان باللَّه تعالى فمن المـُسَلّمَات أن أعبده حتى أدخل الجنة وأني لو تصرفت تصرفًا يغضب الله سأدخل النار. وللأسف كنت أقول إني أحب الله ولكني فى الحقيقة كنت أخافه خوفا من العقاب والعذاب إذا خالفت أوامره تعالى، فكان حب الله حب ظاهري مبني على الخوف والرعب من النار والعذاب.

وفي عام 2008 تعرفت على الجماعة الإسلامية الأحمدية عن طريق زوجي الذي بدأ يكلمني عنها ولكني خفت ورفضت أن اسمع لكي لا يكون ما أسمعه محرمًا أو أكون خرجت عن الدين، ثم اقتعنت أن أبدأ بالسماع لهم عندما رأيت في حلقة من حلقات الحوار المباشر الأستاذ محمد شريف يقول: “اسمعونا ولا تؤمنوا إلا إذا اقتعنتم وتبينتم صدق الإمام ….”

فدخلت كلماته في قلبي بفضل الله وبدأت أشاهد الحلقات وحلقات الأستاذ مصطفى ثابت رحمه الله وبقية الأخوة وكانت تفسيراتهم مذهلة وكان كلامهم يدخل عقلي جدا …

كنت حامل حينها في أول الحمل ولم أكن أعرف جنس الجنين فجاء زوجي وقال لي :

(أنت إن شاء الله حامل بمولود ذكر وإن شاء اللّه سنسمي الولد “تيسير”) فاعترضت -لأنه في مصر هذا الاسم للبنات- وقلت ذلك لزوجي، فقال لي:

(أنه رأى المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام فى الرؤيا جالس وعلى رجله ولد جميل جدا فسأله زوجي من هذا؟ فرد عليه المسيح الموعود عليه السلام وقال تيسير…) ولأجل ذلك سنسميه تيسير …تجادلنا على الاسم واتفقنا أخيرا على أن نسميه محمد تيسير …

ولما ذهب لتسجيل الولد باسم محمد تيسير رفضت الموظفة وطلبت من زوجي أن يختار اسمًا واحدًا فاختار اسم تيسير .

وبفضل اللَّه تعالى ابني تيسير عمره الآن 11 عام…وكان ابني يحمل نفس الملامح التي رآها زوجي في الرؤيا…وهذا كان إثبات ليّ أنها رؤيا صادقة وقد تحققت …

بدأت بعدها أسمع للأحمدية بقلبي وليس بعقلي فقط…رأيت البساطة والتوسط واليسر في كل ما يخص الدين، والهدوء بأسلوب نشر الدعوة وعدم إجبار أحد على أى شيء ..

ولفت انتباهي تفسير قصة سيدنا إبراهيم وتفاسير كثيرة وأذهلني الكلام عن عدم جواز قتل المرتد…كل هذا رقق قلبي بفضل الله …

فسابقا كنت أعبد الله ولكني لم أكن أراه فى شيء …

ومن الأمور التي لها أثر كبير في بيعتي هو المال، فسبحان اللَّه الغني لقد كنا ميسوري الحال جدا من فضل اللَّه، ولكن هذا المال كان حاجزًا بيننا وبين أن نتعرف على الله… فأراد الله تعالى أن يقدر علينا رزقه وفقدنا كل ما نملك وذلك قبل البيعة.. وكنت غاضبة جدا بسبب ماوصل بنا الحال.. ولم أكن أعلم ما يكنه الله من الخير بسبب هذا الفقد …

وبعدما فقدنا ما نملك ابتعد عنا بعض الناس وخصوصا ممن لم نتوقع منهم ذلك…وكان لهذا حكمة من الله وهي تجريدنا من البشر والنظر إلى الله وحده رب البشر…

كنا نبحث أثناء ذلك عن الجماعة… ولم نعلم أن في مصر أخوة منهم… بقينا من عام 2008 لما تعرفنا عليهم بالقناة لا نجد من يوصلنا إليهم حتى أراد الله في عام 2017… وكانت صدفة بتدبير الله.. بحثت عن الأستاذ محمد شريف على النت وبفضل اللَّه وصلت إليه.. وقام مشكورا بوصلنا بالجماعة في مصر.. ولكني لم أوفق أن أبايع فى هذا العام سبحان اللَّه لخير.. لكي يزداد إيماني.. فقد حدث لي موقفين زادا يقيني أن الجماعة على حق ..

الموقف الأول: كان زوجي من المدخنين وكان يدخن 5 علب سجائر في اليوم وطلب مني أن أطلب الدعاء له من الأستاذ محمد شريف.. وسبحان الله بعد شهرين من دعاء الأستاذ محمد شريف أقلع زوجي عن التدخين مباشرة وبصورة قطعية، بفضل الله فقط وهذا أمر كان من المستحيل تخيل حدوثه.

والموقف الثاني: كان والدي مريض بأمراض مزمنة وكان يتألم وكان يصلي بصورة متقطعة أو لا يصلي أبدًا، فطلبت الدعاء له من المهندس فتحي عبد السلام..وقد دعا حرفيًا بما يلي: (اللهم اشفه وارزقه حسن الخاتمة)

وفي اليوم التالي دخل والدي في غيبوبة كبد، فقلت فى نفسي أنا طلبت منه الدعاء لوالدي فحصل العكس وبدأت أبكي ولم أفهم حكمة الله في تلك اللحظة، ولكن سبحان الله قد استجاب الله لدعائه وفاق والدي من الغيبوبة، والأغرب أنه كان يريد الصلاة…صار يصلي ولا يترك أي فرض مع أن مرضه قد زاد جدا لكنه أصبح من المصلين…

وتوفي والدي بعد شهر من دعاء المهندس فتحي… وفعلا أحسن الله خاتمة والدي بالصلاة وأكرمه بنطق الشهادة قبل طلوع الروح مباشرة..

هذان الموقفان جعلاني أعيد النظر أكثر وأكثر حول الأحمدية واستجابة دعاء أتباعها…

كنت أقول في نفسي أنا مؤمنة بالأحمدية لكن البيعة غير ضرورية، ولكنهم كانوا دائما يقولون لي إن البيعه خير لك وستنالين البركة بعد البيعة …

فأقول بركة ماذا؟! فيقولون بركة في المال والأولاد والرزق وكل شيء ..

وبصراحه كانت مشكلتنا التي لم أجد لها حل هي المال والرزق… فقلت في نفسي يجب أن أبايع لأرى بركه المال ..

وكنت أظن أن البركة تعني أنه -بما أنه لايوجد معنا المال- سيبقى معنا المال الكثير وستحل مشاكلنا ..

وأتت الفرحة والنعمة التي لا تقدر بثمن والتي كنت أجهلها وهي نعمة البيعه بتاريخ (11/1/2019) …كان من أسباب تأخري عن البيعه أني لم أكن ملتزمة بالصلاة ومقصرة وأنتظر الالتزام بها ومن ثم أبايع…ولكن يشهد الله أن البيعة هي التي تساعد على إنهاء كل تقصير وتحل كل معضلة في حياتنا…

أصبحت الأحمدية واضحة عندي إلى حد كبير وبايعت عن قناعة ولكني لم أتعامل مع أيٍ من الأخوات الأحمديات.. وفى يوم البيعة ذهبت لمقر الجماعة ففتحت لي أخت أحمدية وعلى وجهها ابتسامة عريضة جعلتني أشك أنها تعرفني وأول ما عرفت أني مبايعة جديدة سلمت عليَّ بحرارة جعلتني أستغرب وإذا بأخت أخرى سلمت بنفس الحرارة… فقلت في نفسي ما نوع هؤلاء الناس.. لماذا يسلمن عليّ بكل هذا الحب وهن يرينني لأول مرة؟

شعرتُ بفرحةٍ لم أتذوقها من قبل بسبب استقبال الأخوات لي ..

وبدأت الحياه الحقيقة بعد البيعة …

بعد انضمامي للأحمدية … عرفتُ اللَّه الحقيقي إلهٌ يُعبد بِكُل حُبٍ، إلهٌ واحدٌ لا شريك له.

فلقد كنت قبل البيعة أعبدُ اللّٰه لأني أخافه فقط وبعد البيعة صرت أعبده ﷻ لأني أحبه وأريد لقاءه ﷻ…

تعرفت على رحمة اللَّه وأنست بقربه وذهلت من رأفته على العباد فهو ﷻ أرحم من الأم على وليدها …

 لقد أحياني اللَّه من موت القلب وأخذني من ظلمات الدنيا إلى أنوار الآخرة …

كان قلبي قبل البيعة مليء بشوائب الدنيا، وبعد البيعة والتقرب من اللّٰه والدعاء، طهر اللَّه قلبي من أدران الدنيا فغدوت أعيش في جنة اللّٰه على أرضه فتحققت كلمات المسيح الموعود عليه السلام: “أرض جديدة وسماء جديدة”

وكلما تقربت من اللّٰه كلما زادت نعمه التي لا تعد ولا تحصى …

البيعة نور ينير للإنسان العتمة التي بداخله بالقرب من اللّٰه وحب رسوله الأكرم واتباع مسيحه الموعود…

وهنا أود أن أطلعكم على أمر غاية في الأهمية:

بالنسبه للمسيح الموعود عليه السلام.. فإنني قبلت البيعة بقناعة تامة بأنه هو المسيح الموعود والمهدي المعهود الذي بشرنا به حضرة المصطفى (ﷺ)، إلا أني سامحني الله لم أكن أشعر نحوه بمحبة كبيرة ولم أرغب أبدا أن أقول عنه (عليه الصلاة والسلام).. وبعد البيعة دعوت الله أن يرزقني حبه ويعرفني به، وبفضل اللّٰه تقبل اللّٰه دعائي، والسبب في ذلك بركة قراءة كتبه القيمة والتي يوجد فيها من الروحانيات ما يرفع البشر إلى السماء من صدق كلماته وعشقه للَّه تعالى وحبه للحبيب المصطفى سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وتنزهه عن ذكر نفسه، فكلما  قرأت كتبه أبكي بلوعة العشاق وأندم أني قصرت في حبه وأصبحت أقول عنه (عليه الصلاة والسلام) بكل حب .

أعيش الآن الحياة الحقيقة بعد البيعة ورأيت جمال اللّٰه ﷻ ومساندته للذي يتوكل عليه… ولمست استجابة الدعاء بشكل خارق للعادة… وأود أن أذكر لكم شيئًا من استجابة الدعاء بفضل اللّٰه…

كنت مرة حزينة جدا وأتألم وطلبت من ربنا أن أرى سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في الرؤيا وهو (يطبطب عليَّ)  أي وهو يربت على كتفي ويحنو عليَّ…وسبحان اللّٰه استجاب اللّٰه لي ولكني لم أر سيدنا محمد (ﷺ) بشخصه الكريم بل رأيت مولانا الخليفة مسرور أحمد أيده اللّٰه بنصره العزيز ودعا لي وطبطب علي مثلما طلبت من اللّٰه تعالى تمامًا، وعرفت أن الخليفة هو رَجُل اللّٰه على الأرض وصرت أذوب حبًا بالخلافة بعد هذه الرؤية التي تمثل فيها مولانا نصره اللَّه بشخص المصطفى عليه الصلاة والسلام…

فمن يريد الحياه الحقيقية حياة الجنة فليسارع إلى البيعة وينفذ شروطها قدر المستطاع، ويتعرف على اللّٰه ويتصف بصفاته ويحب جميع خلقه وليُطَلّق نفسه طلاقًا باتًا وعندها سيعيش في الجنة. لقد عشت بعد البيعة جمال مواساة خلق اللّٰه النابع من القلب لوجه اللّٰه.. عشت بعد البيعة العفو والإحسان لخلق اللّٰه حتى للذين آذوني وهذا شعور عظيم لكنه يحتاج لجهاد أعظم.

عشت بعد البيعة معنى أن اللّٰه أقرب إلينا من حبل الوريد وشعرتُ بوجود اللّٰه فى كل حياتي فكلما توجهت إليه سبحانه وتعالى رأيته… وكلما كانت أعمالنا خالصة للَّه تعالى وخالية من الرياء ومن الشوائب كلما شعرنا بقرب اللّٰه أكثر وأكثر…

عشت رحمانية اللّٰه وعاينتها بمغفرة الذنوب وقبول التوبة من أي ذنب…كنت أتخيل قبل الأحمدية إن من يرتكب ذنبًا فإن الله سيعذبه وينتقم منه و.. و.. و… حاشا للَّه …

فعرفت أنه تعالى يغفر لي ويرحمني ويرزقني ويتولاني وهو الذي يأخذ بيدي إليه جلَّ جلاله .

ما أجملك ربي سبحانك! لا إله غيرك…

اسمحوا لي أن أتكلم عن شيء فيه من الجمال والروعة ما لا يتخيله عقل …

أتكلم هنا عن الصدقة التي أصبح لها طعم آخر بعد البيعة …

كما ذكرت، كنا ميسورين الحال ومرتاحين ماديا ولكن الحمد للَّه رب العالمين فقدنا كل ما نملك إلا شقة واحدة يدخل لنا منها إيجار وهذا الإيجار يعادل راتب زوجي ولزوجي زوجة أولى وأنا وأربعة أولاد، وبالتالي فهذا الدخل لا يكفي إلا لثلاث أو أربعة أيام من الشهر.. سأذكر المبلغ بالضبط لتشاهدوا رحمة ربنا التي تجلت بأعظم صورة بعد البيعة …

المبلغ 2000 جنيه ولكم أن تتخيلوا هل هذا المبلغ يكفي لفتح بيت واحد حتى بدون أطفال؟ لكنني أقول لكم الحمد للَّه نعيش بكرم اللّٰه علينا وإن الأذكار والصدقة هي السبب بالبركة… نعم نحن لا نملك المال لكن ربنا يرزقنا الكفاف والرضا.. وأواظب رغم صغر المبلغ على التصدق ودفع 1/16 من الدخل وأرى العجب العجاب… كلما مرض أحد منا أتصدق وبفضل اللّٰه تعالى صرنا نتعافى بدون الذهاب للطبيب وتكفينا زجاجة دواء من الصيدلية حتى نتعافى…

كلما شعرت برعاية اللّٰه وعنايته لنا أتصدق…

كلما يتعبني أحد أبنائي أتصدق …

كلما حزنت أتصدق ….

كلما فرحت أتصدق..

كلما احتجت المال أتصدق..

وأشهد اللّٰه أن بعض ديوني قد سددتها بسبب التصدق… لا تستصغروا أي شيء….نعم، أنا لا أتصدق بمبلغ كبير ولكن البركة قد نزلت علينا لهذا السبب …

كنت دائما اتمنى أن أقوم بما قام به سيدنا أبو بكر الصديق وأن أتبرع بكل ما أملك لوجه اللّٰه وربنا تفضل عليَّ بهذه النعمة وشاهدت عجيبة من عجائب الرب الكريم..كان معي مبلغ بسيط جدًا ولا أملك غيره وبيتي وأولادي محتاجين أكثر منه بكثير وقررت أن أتصدق بالمبلغ كله لوجه اللّٰه.. ولكن هل تتركني نفسي الأمارة؟ لا، بل بدأت تقول لي؛  لا تتصدقي به كله.. أبقي شيئا منه لك أفضل… ولكني استعنت باللَّه وقررت أن أنفذ ما نويت وتصدقت بكل ما لدي وكان فضل اللَّه أعظم وأكرم ففي نفس اليوم رزقني ما تبرعت به وزيادة… بكيت من سرعة رد اللّٰه ولست مصدقة لما حدث…  وكررت هذا الفعل أكثر من مرة وكل مره يرزقني اللّٰه بأضعاف ما أتصدق …

الصدقه لا تنقص منا شيء بل تزيدنا كثيرا …

وعندما لا أملك المال أتصدق بابتسامة أنويها مواساة لخلق اللّٰه أو أقوم بمساعدة أحد خلقه تعالى …

رغم أني لا أملك الكثير ولكني أشعر أني أغنى أغنياء العالم باللَّه …لا أشعر بنقص في أي شيء فى الدنيا بسبب القرب من اللّٰه .. وما يعينني على نفسي وعلى معاملة الناس بالحسنى هو قول رسول اللّٰه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم: “الخلق عيال اللّٰه، فأحب الخلق إلى اللّٰه من أحسن إلى عياله “

وختامًا أقول إن بيعة المسيح الموعود عليه السلام امتثالاً لأوامر اللَّه تعالى وطاعة لرسول اللّٰه هي الجنة.

السيدة حسنية عبد القادر بكر سلمان – فلسطين

منقول من مجلة زاد المسلمة

ولدت مسلمة وعرفت ما هو الإسلام من والدي ومن المدرسة. كنت ملتزمة بتطبيق تعاليم الإسلام من صلاة وصوم…. إلخ. ولكني كثيرا ما كنت أستنكر داخل نفسي بعض التفسيرات مثل: تفسير الجن، ونزول عيسى عليه السلام ومفهوم الجهاد وكنت أشعر بالنفور تجاه ما أسمع حول مثل هذه المواضيع.

إلى أن سمعت ذات يوم من ابن أخي (عبد القادر مدلل) بعض التفاسير عن مفهوم الجن ومعنى نزول عيسى عليه السلام فانتابني شعور غريب نحو هذا التفسير وانجذبت لهذا الحديث، فطلبت منه بعض المصادر لهذه التفاسير فأحضر لي كتاب فلسفة تعاليم الإسلام وكتاب دلائل صدق النبوة. وبعد أن قرأتهما صليت صلاة الاستخارة وسألت ربي عن صدق هذه الجماعة، فرأيت في المنام عبارات بلون أخضر فوسفوري تدور في الأفق من جهة الغرب ولكني لم أتذكر ما جاء فيها. ورأيت نفسي في مكان لم أعرفه من قبل ودخلت غرفة يوجد فيها كتب كثيرة أيضا لم أتذكر أيضًا أسماء هذه الكتب. وبعد أن استيقظت شعرت براحة وطمأنينة عجيبة وكأن شعاعا من نور دخل قلبي.

ذات يوم تمت دعوتنا لزيارة الكبابير في حيفا وكانت المفاجأة أن المكان الذي رأيته في المنام بعد الاستخارة هو هذا المكان من دار الضيافة والمسجد والعبارة المكتوبة على المدخل ومعرض الكتب الذي شاهدته، وكانت هذه الكتب للإمام المهدي عليه السلام وخلفائه .

منذ ذلك الحين بايعت وانضممت للجماعة الإسلامية الأحمدية بفضل الله تعالى. كان ذلك في عام 1999 م .

الحمد لله رب العالمين بعد البيعة شعرت ببركاتها وكانت اللقاءات والنقاشات وقراءة الكتب بين أفراد الأسرة مستمرة وقد دخل في البيعة جميع أفراد أسرتي (ست بنات وولدان) وحتى زوجي رغم أنه في البداية لم يقتنع بذلك، لم يكن يعارضني وترك لي حرية الاختيار وبعد ثلاث سنوات من بيعتي دخل هو أيضا في البيعة. وقد ظهرت آثار هذه البيعة ونلنا بركاتها .

أذكر أنني كنت أناقش زميلاتي بالعمل في بعض أفكار الأحمدية ولكن المعارضة كانت شديدة في كل مرة دون أي استجابة .

كنت أشعر دائما أن الله معي. مثال بسيط: بعد البيعة مباشرة كنت أعمل معلمة رياضيات في مدرسة تبعد عن مكان سكني حوالي 40 كم .

دعوت الله أن تتاح الفرصة لنقلي لمكان أقرب. وبالفعل تيسر مكان في مدرسة البلدة وكانت قريبة من البيت .

تمنيت بداخلي أن أعمل عمل إداري بدلا من العمل الأكاديمي في نفس المدرسة وقد تحقق ذلك في البداية بنصف مركز/ كسكرتيرة للمدرسة والنصف الآخر بقي تعليم. وفي العام القادم تم تثبيتي إداريا بمركز كامل .

رغم أنني كنت أتعرض لمضايقات كثيرة وسخرية من بعض الزميلات في العمل بسبب كَوْني أحمدية إلا أن ذلك لن يثنيني عن التمسك بالبيعة، وكان تقريري السنوي دائما امتياز بفضل الله تعالى .

وكذلك أولادي أيضا تعرضوا لمضايقات واتهامات من زملائهم في المدرسة، رغم كل ذلك كان التميز والتفوق حليفهم .

ونحن نتواصل دائما مع الخليفة نصره الله ونطلب منه الدعاء لجميع أفراد الأسرة ونشعر ببركات الخلافة دائما .والحمد لله.

اللهم احفظ خليفتنا وأيده بنصرك العزيز .آمين.

سحر محمود عبد الجليل – فلسطين

منقول من مجلة زاد المسلمة

 بسم الله الرحمن الرحيم

اسمي سحر محمود عبد الجليل أسكن في فلسطين الحبيبة ولي خمسة أولاد وقد بايعت سنة 2008م.
كانت البداية في حرب الخليج، أثناء قيامي بصلاة التهجد فكنت أدعو الله تعالى وأقول: أنت يا إلهي من قلت إن الفئة القليلة تغلب الفئة الكبيرة، فقد كنت أرى صدام حسين يحسن معاملة الفلسطينيين ويريد تحرير الأراضي المقدسة من اليهود فلذلك يجب أن ينتصر العراقيون حسب وعد الله تعالى.

كنت قد رأيت في الرؤيا بأن هناك طريق وتحت هذه الطريق نار، وهذه الطريق فيها أخواتي المعارضات للأحمدية، وأمي في منتصف الطريق وأنا أشد أمي وأختي سماح تشدني إليها (هي مبايعة ولله الحمد) وأختي أمل (وهي مبايعة والحمد الله) فاتحة باب الجنة. وكانت أختي سماح تشدني باتجاه أختي أمل، وكانت سماح تقول لي هيا تعالي ولكني كنت أريد أن يأتي بقية أهلي معي، وبعد ذلك رأيت بأني ذهبت مع أمل وسماح وباقي أهلي وقعوا في النار والعياذ بالله. وكنت أستغرب من هذه الرؤيا كثيرا ولم أفصح بها لأحد وكنت أخجل أن أتكلم بها، فهذه أمي!(الملتزمة والتي عودتنا على الصلاة وحفظ القرآن والأخلاق الحميدة) كيف يكون مصيرها هكذا؟ والعياذ بالله. وكنت كلما دعوت الله تعالى كان يريني هذه الرؤيا فبقيت بذاكرتي ولكن مع مرور الوقت لم أعد أهتم بها.

كانت هذه الأحداث ونحن في السعودية إذ عشت هناك كل طفولتي، ثم في سن الشباب عدنا إلى الوطن الأم فلسطين وكانت الظروف آنذاك جيدة نوعا ما (عام 1996) وكنت أحمد الله تعالى على الاستقرار وكنت أرى أفضال ونِعم الله عليّ إذ دخلت الجامعة وتزوجت وأنجبت، وكانت حياتي مليئة بإنعامات الله ولله الحمد، وكنت أحمد الله الذي أنعم عليّ بكل هذا مع تقصيري، فقد كنت أحيانا أترك الصلاة ولكن الله تعالى لم يعاملني إلا بالرحمة وكنت مقتنعة بأن ديننا هو الدين الصحيح والذي طالما أردته.

لقد تعرفت على الجماعة الإسلامية الأحمدية عندما أُخبرت من قِبل أختي أمل (لم تكن قد بايعت بعد) بأن أختنا سماح تؤمن بنبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استغربت واستهجنت هذا الفعل وسألت أمي عن صحة الخبر فقالت: نعم، لم نخبرك عن هذا الأمر لأنها جنت.

قلت لأختي سماح كيف آمنتِ وصدقت بأن نبيًا سيأتي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقالت لي: سأشارك اليوم في برنامج اسمه الحوار المباشر تابعيه واحكمي بنفسك.
فشاهدت الحلقة، وأكثر ما شدني هو الفاصل الذي كان في الحلقة إذ تحدث عن المسيح الدجال، وكان هذا الموضوع يشغل بالي وكنت أتساءل دومًا كيف يعطي الله تعالى أحدًا صفاتًا كصفاته ويطلب مني أن أميزه! فعندما رأيت تفسير االجماعة الإسلامية الأحمدية لهذه الأحاديث قلت بنفسي أنا مع هذا التفسير! سواء كانوا على الحق أم لا! أنا سآخذ هذا التفسير الذي يُريح العقل والنفس.

ما أذكره أنني كنت وأختي أمل نحاول أن نكون مخلصات لله تعالى ولكننا دائما ما كنا نتعثر. عندما تزوجنا درسنا نفس التخصص في الجامعة ولهذا كنا نلتقي كثيرا، فكانت أختي دائما تتحدث معي عن الجماعة الإسلامية الأحمدية وتقول لي انظري ماذا تقول سماح!! وانظري ما تفسير الأحمدية لهذا الأمر و..و…رغم أنها لم تكن مبايعة بعد. كنت أستمع لما تقول ولم أكن أعلق ولكني بيني وبين نفسي كنت معجبة بتفسيراتهم وكنت أرى كم أختي أمل مهتمة في الموضوع وكنت أستغرب من اهتمامها الكبير إذ لم تكن مبايعة بعد فلماذا تتكلم في الموضوع إذن؟!. كانت العقبة التي أمامي أنني رغم إعجابي بكل طرحهم إلا أنني لم أكن أتقبل وجود نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. سألت أختي سماح ذات يوم هل يمكن أن أبايع دون أن أؤمن أن ميرزا غلام أحمد عليه السلام نبي؟ فقد آمنت بفكركم لكني لا أريد أن أؤمن به نبيًا. فقالت لي: بالطبع لا يصح ذلك وهذا لا يُعتبر إيمان. وقالت لي: كنت مستصعبة الموضوع مثلك (موضوع أنه نبي) ولكن قلبك سيقبل بأنه نبي. فاستغربت من هذا اليقين.
وذات مرة، قابلت أمير الجماعة محمد شريف عودة وقلت له: كيف لي أن أتأكد من أن ميرزا غلام أحمد عليه السلام نبي من عند الله؟ قال لي: يجب أن تدعي الله تعالى
فقلت: نعم، حقا ولمَ لا أدعو رب العزة؟.

وسنحت لي الفرصة أن أقوم بأداء العمرة وأزور بيت الله الحرام، وكنت أعلم أن أول دعوة عند رؤيتي للكعبة المشرفة ستكون مستجابة فدعوت الله تعالى أن يريني إن كانت هذه الجماعة على حق أم لا؟ وهل ميرزا غلام أحمد نبي أم لا؟

كانت الأيام التي زرت بها بيت الله الحرام ثلاثة أيام فقط وخلال هذه الأيام كان دعائي الوحيد: يا رب إذا كان طريق الأحمدية هو الطريق الصحيح فاهدني إليه وسهل طريقي للبيعة، وعندما غادرت بلاد الحرمين وعدت إلى وطني، وبعد ثلاث أيام فقط ذهبت عند أختي سماح وأخبرتها بأني أريد أن أبايع. فقالت لي: لماذا؟ هل علمت أن أختي أمل بايعت؟ قلت لها هل بايعت حقًا؟ فقالت نعم قبل أسبوع. ثم قالت لي: حسنًا سأعطيك ورقة البيعة بكل هدوء. وقلت في نفسي لما لم تعمل ضجة لبيعتي؟ وبعدها فهمت أن الذي يريد أن ينضم لجماعة الحق هو الذي يجب أن يفرح ويمتن لله تعالى وليس أن يقوم الناس بعمل حفلة له، فعليه شكر الله سبحانه وتعالى أن منّ عليه بالبيعة.

لم أعلن أني أحمدية مباشرة. بنفس الفترة كانت أختي أمل قد قررت أن تعلن بيعتها، فسألتُ أمير الجماعة حينها هل لي أن أعلن بيعتي؟ فقال لي: اقتحمي العقبة والأفضل أن تعلني بهذا الوقت، ورغم رؤيتي للهجوم الشرس الذي تعرضت له أختي، لم أبالي وأعلنت بيعتي مما أثار غضب زوجي وقال لي حينها: لو فعلت أي شيء آخر غير أن تصبحي أحمدية، لكان أهون عليّ. فظن زوجي أن الأحمدية سحر فحاول جاهدا أن يخرج هذا السحر مني فأخذني إلى مشايخ في فلسطين وفي الأردن أيضا وكلما سمعت شيئًا من المشايخ كان إيماني ويقيني يزداد بصدق الأحمدية ولله الحمد وقد تفنن شيخ من الأردن بإبراز الأخطاء الإملائية واللغوية بكتب المسيح الموعود عليه السلام فقلت له: ولماذا تنظر إلى هذا؟ انظر إلى ما يقوله عليه السلام، ما رأيك بما يقول؟ لكنه لم يناقش بالأفكار والمعتقدات. وعندما عدنا إلى فلسطين قرر زوجي أن يطردني من المنزل.

فبدأت حياة جديدة بالنسبة لي وكان من المفروض أن تكون من الظاهر تعيسة بعد خروجي من بيتي وإبعادي عن أولادي، ولكنها كانت مليئة بالروحانيات والحرية في أن أشاهد قناة إم تي إيه وأقرأ أدبيات الجماعة، فزادت علاقتي مع الله تعالى وتيّسرت لي أمور كثيرة! فبعد محاولات في المحاكم أُعيدَ أولادي إلي ولله الحمد بفضل الدعاء، وكنت أعتقد أنني سأتأثر ماديًا ولكن بفضل الله قد تحسنت حالتي بعد الانفصال وقد أوصيت بثلث مالي ولله الحمد، ذهبت إلى الجلسات السنوية في قاديان ثم ذهبت لمقابلة الخليفة أيده الله بنصره العزيز الذي برؤية وجهه النيّر يمتلئ القلب بالبهجة والسرور فكل هذا كان من بركات إعلان بيعتي.
الأحمدية قربتني من الله تعالى وعرفتني بخالقي، فكنت أعبد الله تعالى بلا روح، والآن أعبد إلهًا عظيمًا له صفات لم أشعر بها بجلاء من قبل، فلله الحمد والمنة ومازال الطريق أمامي لأعرفه أكثر.

جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم.

كريستين شريف- المملكة المتحدة- تعريب: خلود العطيات

منقول من مجلة زاد المسلمة

قبلت السيدة كريستين شريف الأحمدية عام 2013. وهي تعمل حاليًا بدوام كامل كمستشارة مستقلة للعنف الجنسي لدى شرطة بدفوردشاير. تساعد كريستين ضحايا الاعتداء الجنسي في الحصول على الدعم المناسب وعلى تغيير حياتهم، كما تعمل كممثلة عنهم، وتحاول أيضًا تحسين خدمات رعاية الضحايا على المستوى الفردي والمحلي والوطني وفيما يلي مقال كتبته كريستين بعنوان: “رحلتي إلى الأحمدية”

قبلت صدق الأحمدية وتعاليمها عام 2000، ولكني بايعت رسميًا عام 2013. كنت على اتصال مع السيد سميع الأمير الإقليمي للجماعة في هرتفوردشير آنذاك وزوجته، ثم مع الإمام باجوا، وأروبة وعمر رانا في السنوات التي تلتها. وأود مشاركتكم قصة رحلتي إلى الأحمدية: بدأت القراءة عن الإسلام بعد زواجي من مسلم وذلك بداعي الفضول فقط.

نشأت في المملكة المتحدة كمسيحية، ولكن مثلي مثل الكثيرين اليوم لم يكن لدي أي فهم أو اهتمام حقيقي بالدين واعتقدت أن الدين هو للناس التي تُقاد “كالأغنام” حيث أنهم أناسٌ لا يمكنهم التفكير -بحسب فهمي في ذلك الوقت-، كما اعتقدتُ أيضًا أنّ العلم والدين لا يجتمعان. لقد كنت دائمًا أفكر بطريقة علمية وكنت أهتم بالعلوم دائمًا.

زرت باكستان وقرأت مختلف الكتب، لكنني غضبت لأنني رأيت المعلومات موجهة للذكور وضد النساء. ففكرت أنه سيكون بإمكاني الوصول إلى مجموعة أفضل من المواد حول الإسلام عند عودتي إلى إنجلترا لأني كنت أرى أن الثقافة المحلية قد طغت على ما قرأته مما شوه صورة الإسلام، وهكذا لم أستسلم.

في إنجلترا، قرأت المزيد من الكتب ولكني مرة أخرى لم أتقبّل ما قرأت وبدأت أشعر بالسوء تجاه نفسي، فوفقًا للإسلام لم أكن أمشي بشكل صحيح، أو أتناول الطعام بشكل صحيح، أو أقص أظافر قدمي بشكل صحيح إلخ…بدا الأمر كما لو أن الأولويات مقلوبة رأسًا على عقب، فأين الإنسانية والأخلاق الأساسية؟ لذا تركت الموضوع لفترة. ثم حفزني تعطشي للمعرفة مرة أخرى؛ فقررت أن أذهب مباشرة إلى مصدر الإسلام.. القرآن. 

لم يكن كتابًا سهل القراءة، ولكني كنت أرى كيف يمكن أن يكون مفتوحًا للتفسير. وفي أحد الأيام كنت في المكتبة وصادفت كتابًا بعنوان “الوحيوالعقلانية، المعرفة والحق” فقرأته وقد أذهلني جدًا. لقد ضرب على وتري الحساس وأرضى رغبتي في اجتماع العلم والدين معًا. لقد آمنت بالله على الفور!

الآن، كان عليّ أن أقرأ المزيد من كتب المؤلف، حضرة ميرزا طاهر أحمد رحمه الله. لم يكن لدي أية فكرة عن الطوائف المختلفة في الإسلام، ناهيك عن ما هي الأحمدية. في النهاية تعقبتُ مسجداً في برمنغهام، حيث التقيت الإمام باجوا، الذي اقترح علي أسماء بعض الكتب. وكنت كلما قرأت أكثر، أردت القراءة أكثر .ثم أدركت أن هناك مدارس فكرية مختلفة في الإسلام وتعاليم مختلفة، وكان الأمر أشبه بحقل ألغام! ومع ذلك، سعيت للتعلم. ولكن كيف يمكنني أن أقرر ما هو الحق وما هو غير ذلك مع هذه المجموعة الواسعة من المعلومات التي تدور في رأسي؟

فقررت اختيار موضوع لدي خبرة فيه وسأنظر إلى ما يقولونه جميعهم عن هذا الموضوع.. والذي هو “المرأة”، فلن أكون خبيرة في أي موضوع أكثر من خبرتي بالجنس الذي أنتمي إليه.

لقد قطعت جبالاً من المعلومات من مختلف الطوائف عن المرأة في الإسلام، بعضها قمعي، والبعض الآخر متحرر تمامًا ولكن لم يشرح أي منهم الأمر بعمق مثل ما فعلت الأحمدية. ومع ذلك، كانت هناك أشياء لم تعجبني في تعاليم الأحمدية، ولفترة أعجبت بالمجموعة التي لم تعترف بالحديث أو السنة، ولكني بعد ذلك بدأت في التشكيك في الهدف من بعثة الأنبياء وأدركت لحسن الحظ بفضل الله تعالى أنهم قدوة، يعلّمون ويقودون وبدونهم نحن عرضة لسوء التفسير وللعقيدة الخاطئة.

أدركت بطبيعة الحال الكراهية تجاه الأحمدية من قبل الجماعات الأخرى، فقرأت اتهاماتهم واطلعت عليها أكثر، ولم يؤد هذا إلا إلى زيادة معرفتي بالجماعة الأحمدية وتعزيز إيماني على أنها الإسلام الحقيقي. لم يشرح أي فكرٍ آخر أي أمر ولا حتى من بعيد بمثل العمق والعقلانية التي تقدمها الأحمدية، لقد أصبح تعليم الأحمدية راسخًا في قلبي وعقلي.

استغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى بايعت وذلك فقط لأنني كنت خائفة ألا أتمكن من الوفاء بشروطها والالتزام بأوامر الله. أنا الآن متساهلة مع نفسي أكثر بفضل السيد والسيدة سميع وغيرهم من أبناء الجماعة، وأنا أعلم أنني أبعد ما يكون عن أن أكون مثالا جيدًا للمسلم، ولكني سأواصل إن شاء الله السعي على الأقل نحو أن أكون أفضل!