قول المصلح الموعود رضي الله عنه: لقد أحيا المسلمون نظام الخلافة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحيوا الإمامة فكان أبو بكر أول من احتل هذا المقام ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم.
يقول المصلح الموعود رضي الله عنه تذكرت بالمناسبة رواية حكاها لي أحد الإخوة جاء فيها أنه عندما انتشر خبر وفاة المسيح الموعود عليه السلام قال أحد المشايخ إن الجماعة الأحمدية تتكون من المثقفين بالإنجليزية ولايدرون من الدين شيئا وسيتضح الآن هل كان الميرزا نبيا أم لا ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( مامن نبوة إلا تتبعها خلافة)
ولكن لما كان المثقفون بالإنجليزية هم الأغلبية في جماعتكم فلابد أن يضعوا زمام الأمور في يد الأنجمن (الهيئة الإدارية) ولذلك سيثبت أن الميرزا لم يكن نبيا وفي اليوم الثاني وصلتهم برقية تقول أن المولوي نور الدين انتخب خليفة فحكى له أفراد الجماعة هذا الخبر فقال: كان المولوي نور الدين ملما بالدين لذا فقد انطلت حيلته ولسوف نرى ماذا سيحدث بعد وفاته ، فلما توفي الخليفة الأول رضي الله عنه كان ذلك الشيخ حيا ولما كانت الضجة ثائرة حينها فقال بعض الناس بأن الخليفة الحقيقي هو الأنجمن وأصر البعض على الخلافة فزعم أن الجماعة سوف تتعثر الآن حتما وبدأ يقول للناس: تذكروا ماقلته لكم فستعترفون بالأنجمن مطاعا لكم ؛ ثم ذاع الخبر من هنا فورا بانتخابي خليفة فقال:
مقالات دينية
كل الخير في طاعة الخلافة
يقول حضرة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام:
– يد الله تكون مع الجماعة والسر في ذلك أن الله يحب الوحدة، ولا تتحقق الوحدة دون الطاعة. كان الصحابة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذوي رأي سديد من الدرجة العليا وقد خلقهم الله تعالى على هذا النحو، فكانوا مطّلعين جيدا على مبادئ السياسة أيضا، ولكن كانت حالتهم أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كلما قال شيئا عدّوا كل ما قاله واجبًا العمل به. ولولا هذه الطاعة والخضوع الكامل فيهم، أو لو قدّم كل شخص رأيه لحدثت الفُرقة ولما نالوا تلك المراتب العليا.
– وقد أبدت جماعته نموذج طاعة الرسول وثبتت استقامتها فوق الكرامة لدرجة أنّ كل مَن كان يراهم ينجذب إليهم تلقائيا. فهناك حاجة اليوم أيضا إلى التحلي بحالة الصحابة ووحدتهم لأن الله تعالى جمع هذه الجماعة التي تُعَدُّ على يد المسيح الموعود مع الجماعة التي أعدّها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولأن تقدم الجماعة منوط بأسوة مثل هؤلاء الناس، لذا فأنتم الذين تسمَّون جماعة المسيح الموعود وتتمنون أن تلحقوا جماعة الصحابة عليكم أن تتصبغوا بصبغة الصحابة. فلتكن طاعتكم كطاعة الصحابة، والحب والأخوة المتبادلة كحبهم وأخوتهم. باختصار، يجب أن تتخلقوا بأخلاق الصحابة في كل شيء.
(الحكم، مجلد5، رقم5، عدد10/2/1901م ص1-2)
من كتاب نظام الخلافة والطاعة
خـــــلافـة علـــــى منــــــهاج النبـــــوة
” ثم طلع علينا عام 1982 وودّعنا الخليفة الثالث -رحمه الله – لكن الله تعالى ساند جماعته في هذا الوقت العصيب وتم انتخاب الخليفة الرابع رحمه الله تعالى. فتقدمت الجماعة في عهده في آفاق جديدة حتى فقد العدو صوابَه وطار لبُّه برؤية ازدهار الجماعة، فحاول القضاء على الخلافة وبالتالي القضاء على الجماعة في زعمهم، لكن الله تعالى خيب الأعداء في مكائدهم وجاء بحضرة الخليفة الرابع إلى هنا بسلام؛ وفاءً بوعده وتضامنًا مع أحباء المسيح الموعود عَلَيْهِ السَّلَام، وأهلكَ عدوّه الذي أراد القضاء على الخلافة حتى لم تسلم ذرة من جثته.
وبعد هجرة الخليفة الرابع إلى هنا بدأ عهد جديد لدعوة الإسلام، وتأسست فضائيتنا MTA، فبلغت دعوة المسيح الموعود عَلَيْهِ السَّلَام إلى أرجاء المعمورة بشكل رائع، وتحقّق وعْد آخر من وعود ربنا مع المسيح الموعود عَلَيْهِ السَّلَام بشوكة وجلال. فكان العدو يحاول القضاء على الخلافة ليجعلها كالعضو المشلول، لكن الله تعالى خطّط لإيصال دعوته عَلَيْهِ السَّلَام إلى بيوت الناس بحيث لا يمكن أن تعيقها أية عوائق جغرافية. ولو أردتُ ذكر تقدم الجماعة بالتفصيل فلن ينتهي هذا الذكر في ساعات عديدة، وسأتناول هذا البيان في خطب الجلسة السنوية.
المهم أن هذا العهد الذهبي للخليفة الرابع – رحمه الله – كشف للجماعة غايات جديدة للتقدم والرقي، وانتهى في أبريل / نيسان 2003 حسب مشيئة الله. وعند وفاة سيدنا الخليفة الرابع رحمه الله خرَّت الجماعة ساجدةً على أعتاب الله تعالى من شدة الخوف، لأن هذا ما أُمر به المؤمنون وهذا ما يتميزون به، فإنهم كلما تعرضوا لمحنة خضعوا لله تعالى وأنابوا إليه.
باختصار، إن وعد الله تعالى بالتأييد وعد دائم، وهذا ما طمأننا الله به مسبقا. لقد بدل الله تعالى خوف الجماعة أمنًا بعد وفاة سيدنا المسيح الموعود عَلَيْهِ السَّلَام، ليتحقق قولُه : “إن هذا الوعد لا يخصني أنا بل يخصكم أنتم”، وأيضا قولُه عَلَيْهِ السَّلَام: “إن الله يُري قدرتين”، كذلك قد هيّأ الله تعالى للجماعة الأمنَ مرةً أخرى عند وفاة الخليفة الرابع رحمه الله تحقيقا لقول المسيح الموعود عَلَيْهِ السَّلَام: “إن القدرة الثانية دائمة.” وقد رأى العالم بأسره هذا المشهد مرة أخرى.”
( خطاب يوبيل الخلافة لسيدنا أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز، الخليفة الخامس للمسيح الموعود عليه السلام في ٢٧ مايو ٢٠٠٨م)