إظهار: 8 - 11 من 11 نتائج

الصحابية الجليلة أم سُليم بنت ملحان

منقول من مجلة زاد المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الصحابية الجليلة أم سُليم بنت ملحان وهي أيضا أنصارية من بني النجار كانت من المجاهدات في سبيل الله حيث شهدت مع النبي -عليه الصلاة والسلام- العديد من الغزوات، وكانت متزوجة من مالك بن النضر أبي أنس في الجاهليّة،‏ فولدت له أَنس بن مالك، فلما جاء الله بالإسلام أسلمت مع قومها، وعرضت الإسلام على زوجها، فغضب عليها، وخرج إلى الشّام، فهلك هناك، ثم بعد ذلك تقدم لخطبتها أبي طلحة الأنصاريّ، وقد كان غير مسلم فقد ورد في سنن النَّسائي وهذه الرواية قد ذكرها أمير المؤمنين في خطبته التي تحدث بها عن الصحابي أبي طلحة: روى أنس بن مالك، أنه قال: خطب أبو طلحة أمَّ سُليم، فقالت: يا أبا طلحة، ما مثلُك يٌردّ، ولكنك امرؤٌ مشرك، وأنا امرأةٌ مسلمة لا يحل لي أن أتَزَوَّجَك، فإن تُسْلِم، فذلك مَهْري لا أسألك غيره، فأسلم، فكان ذلك مهرها، قال ثابت رضي الله عنه: فما سمعت بامرأة كانت أكرم مهرًا من أم سُلَيم.

شجاعتها:

قال أنس رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ حُنَيْنٍ: مَنْ قَتَلَ كَافِرًا فَلَهُ سَلَبُهُ. فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَئِذٍ عِشْرِينَ رَجُلًا وَأَخَذَ أَسْلَابَهُمْ. وَلَقِيَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ وَمَعَهَا خِنْجَرٌ فَقَالَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ: مَا هَذَا مَعَكِ؟ قَالَتْ: أَرَدْتُ وَاللَّهِ إِنْ دَنَا مِنِّي بَعْضُهُمْ أَبْعَجُ بِهِ بَطْنَه.ُ فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ أَبُو طَلْحَةَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ.

ونذكر أيضا كرمَها وعدم ترددها في إعطاء كل ما في بيتها لرسول الله  ومن معه وهناك حادثة تدل على ذلك..يروى عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ نَعَمْ فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتْ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ يَدِي وَلَاثَتْنِي بِبَعْضِهِ ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَذَهَبْتُ بِهِ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ آرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ بِطَعَامٍ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِمَنْ مَعَهُ قُومُوا فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِالنَّاسِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ فَقَالَتْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَفُتَّ وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً فَأَدَمَتْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلًا.

وأيضا كانت رؤوفة بزوجها فعن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ اشْتَكَى ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ فَمَاتَ وَأَبُو طَلْحَةَ خَارِجٌ .. فَلَمَّا جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ كَيْفَ الْغُلَامُ قَالَتْ أم سليم قَدْ هَدَأَتْ نَفْسُهُ. ثم قدمت له العشاء فأكل. فباتا ثم أخبرته أن الصبي قد مات فادفنه. فلما أصبح أخبر النبيَّ ﷺ  بما حدث، فدعا له النبي ﷺ أن الله سيرزقه من ليلة أمس الولد فولد له بالفعل ابن. وقد ذكر أمير المؤمنين في خطبة الجمعة يوم 31 يناير/كانون الثاني من هذا العام 2020 هذه القصة كما ذكرها سيدنا المصلح الموعود (رضي الله عنه وقال): قد ورد في الأحاديث قصة الصحابية أمِّ سليم أن النبي ﷺ قد بعث زوجها أي أبا طلحة لإنجاز خدمة إسلامية خارج المدينة، وكان ولدُه مريضًا وكان بالطبع قلقًا عليه، فلما عاد كان ابنه قد مات في غيابه، فالأم ألقت الثوب على ابنها الميت، واغتسلت وتعطرت واستقبلت زوجها بهمة عالية، فلما دخل الصحابي البيت سأل عن الولد فورا فقالت له قد هدأت نفسُه تماما. فأكلا ثم ناما على السرير باطمئنان وحدث بينهما ما حدث. بعد هذا قالت له زوجته، أريد أن أسألك أمرا، فقال عن ماذا؟ قالت إذا قدّم أحد شيئا لصاحبه أمانةً ثم أراد أن يستعيده فهل يعاد إليه ذلك الشيء أم لا؟ فقال أي غبي لا يعيد الأمانة؟ فقالت: على الأقل سوف يحزن على إعادة الأمانة. فقال على ماذا الحزن؟ إذ لم يكن ذلك الشيء له، وما مبرر الحزن على إعادة الشيء إلى صاحبه؟ عندها قالت: إذن فالصبي الذي كان أمانةَ الله عندنا قد استعاده الله.

أنس بن مالك خادم رسول الله فقد روى أنس بنفسه وقال: قدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، فأتت أمي أم سليم بي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما قدم. وقالت له: هذا أنس غلام يخدمك، فقبله رسول اللهﷺ وفي رواية أيضا عن أنس: جاءت بي أم سليم إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا غلام، فقالت: يا رسول اللَّه، أنس ادعُ اللَّه له فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «اللَّهمّ أكثر ماله وولده وأدخله الجنّة» وفي رواية أخرى مؤثرة جدا وردت في صحيح مسلم عن أنس أيضا قال: جَاءَتْ بِي أُمِّي أُمُّ أَنَسٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَزَّرَتْنِي بِنِصْفِ خِمَارِهَا وَرَدَّتْنِي بِنِصْفِهِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أُنَيْسٌ ابْنِي أَتَيْتُكَ بِهِ يَخْدُمُكَ فَادْعُ اللَّهَ لَهُ ‏.‏ فَقَالَ: “‏اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ ‏”‏.‏ قَالَ أَنَسٌ فَوَاللَّهِ إِنَّ مَالِي لَكَثِيرٌ وَإِنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي لَيَتَعَادُّونَ عَلَى نَحْوِ الْمِائَةِ الْيَوْمَ.

ورد في سنن النَّسائي: أن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قال‏ “‏رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ” والرميصاء كان لقب أم سليم وقيل الغميصاء أيضا وفي رواية مسلم “دخلتُ الجنّة فسمعت مشية بين يديّ، فإذا أنا بالغميصاء بنت ملحان» وأيضا ورد عنها أنها قالت لقد دَعَا لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حتى ما أُرِيد زيادة‏. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورهم في بيتهم ويصلي فيه النوافل ويدعو لهم كثيرا وعن هذا ورد عَنْ أَنَسٍ أن النبي  كان يختلط معنا، فكان يقول لأخي الصغير مزاحا يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ. فكان أبو عمير قد ربى عصفورا، فمات يوما فحزن عليه، فكان حضرته ﷺ يضاحك الطفل. وكان يحدث عادة أنه ﷺ إذا كان في بيتنا وحانت الصلاة أمرَنا بأن نبسط الفراش الذي كان يجلس عليه، فكنا ننظفه ونسويه ونبسطه ثم كان يقوم للصلاة وكنا نصلي خلفه.

شهدت يوم حُنَينْ وهي حامل بعبد الله بن أَبِي طَلْحة، وشهدت قبل ذلك يوم أُحُد تسقي العَطْشَى، وتداوي الجرحى. وقد روت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنها ابنها أنس وقد توفيت زمن خلافة معاوية.

الصحابية الرُّبَيِّعُ بنتُ النَّضْر بن ضَمْضَم

منقول من مجلة زاد المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الصحابية الرُّبَيِّعُ بنتُ النَّضْر بن ضَمْضَم: وهي أنصارية من بني النجار، ويقال لها أيضا أم الرُّبَيِّعُ بنت البراء وهي عمَّة أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم حارثة بن سراقة الذي استشهد يوم بدر فقد جاءت رسول اللهﷺ بعد استشهاد ابنها وقالت له: أَخْبِرْنِي عَنْ حَارِثَةَ لَئِنْ كَانَ أَصَابَ خَيْرًا احْتَسَبْتُ وَصَبَرْتُ وَإِنْ لَمْ يُصِبِ الْخَيْرَ اجْتَهَدْتُ فِي الدُّعَاءِ وفي رواية “وإنْ كان غيرَ ذلك، اجتَهَدتُ عليهِ في البُكاءِ”‏.‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ‏”‏يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي جَنَّةٍ وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى وَالْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُهَا وَأَفْضَلُهَا”

يعني هي قالت لرسول الله إنه إن تقبله الله ستصبر وإن لم يتقبله فستدعو له ولكن طبعا رسول الله قد بشرها بأنه في الفردوس الأعلى‏. وأيضا في غزوة أحد استشهد أخوها أنس بن النضير فوُجِدَ في جسدِه بضعٌ وثمانون جرحا بين ضربةٍ وطعنةٍ ورميةٍ، فقالت: “فما عرفتُ أخي إلا ببنانه” فهذا كان مثال الصحابيات: الصبر وتقديم فلذات كبدهن في سبيل الله تعالى.

وورد في صحيح مسلم عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُخْتَ الرُّبَيِّعِ أُمَّ حَارِثَةَ، جَرَحَتْ إِنْسَانًا فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏”الْقِصَاصَ الْقِصَاصَ‏”‏  فَقَالَتْ أُمُّ الرَّبِيعِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُقْتَصُّ مِنْ فُلاَنَةَ وَاللَّهِ لاَ يُقْتَصُّ مِنْهَا.‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏”‏ سُبْحَانَ اللَّهِ يَا أُمَّ الرَّبِيعِ الْقِصَاصُ كِتَابُ اللَّهِ”‏.‏ قَالَتْ لاَ وَاللَّهِ لاَ يُقْتَصُّ مِنْهَا أَبَدًا، فَمَا زَالَتْ حَتَّى قَبِلُوا الدِّيَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏”‏إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ ‏”‏ وطبعا هذا يبين مكانتها عند الله تعالى وأنه قد استجاب لطلبها.

الصحابية أم ورقة أو المرأة الشهيدة

منقول من مجلة زاد المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمها أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث وهي من الأنصار

لَمَّا غَزَا رسول الله  بَدْرًا قالت له أم ورقة:ُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِي الْغَزْوِ مَعَكَ أُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي شَهَادَةً فقَالَ لها:‏ “‏ قِرِّي فِي بَيْتِكِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْزُقُكِ الشَّهَادَةَ ‏”‏ وفي رواية ابن سعد أنه قال لها “إِنَّ اللَّهَ مُهْدٍ لَكِ شَهَادَةً”.‏ وهكذا كانت تُسَمَّى بالشَّهِيدَةَ ‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها مع أصحابه ويقول لهم: “انطلقوا بنا نزور الشهيدة”

وفاتها:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ‏”‏مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟”‏ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ قَالَ ‏”‏إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ‏”‏‏.‏ قَالُوا فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ‏”‏مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ والغريق شهيد” والحقيقة هي أن أم ورقة استُشهدت مقتولة في بيتها حيث قتلتها جارية وغلام لها في زمن سيدنا عمر وهنا قال سيدنا عمر “صدق الله ورسوله” فقد قال لها كما رأينا قري في بيتك والله سيرزقك الشهادة وبالفعل استشهدت في بيتها.

لقد كانت من المدافعات عن الإسلام وكانت تقرأ القرآن الكريم بل كانت أيضا ممن جمعوا القرآن الكريم.

لقد استأذنت رسول الله صلى الله أن تتخذ مؤذنا يؤذن قرب بيتها فأذن لها وأمرها أن تؤم أهل بيتها في الصلاة ومن هذه القصة استنتج المروجون للبدعة الجديدة التي هي جواز إمامة المرأة للصلاة بالذكور ولكن في الواقع أم ورقة كانت تؤم نساء بيتها فقط.. وطبعا هم يأخذون الروايات التي تقول أن رسول الله قد أذن لها “أن تؤم أهل دارها” فاستنتجوا أنه لا بد أن في أهل دارها ذكورا أيضا وبالتالي يسمح للمرأة بالإمامة لكن في الواقع هناك ثلاثة أمور تفند هذا الادعاء:

أولا: لا بد من مقارنة جميع الروايات لفهم القصة وهناك رواية قد وردت في المغني لابن قدامة تقول: أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – “أَذِنَ لَهَا أَنْ يُؤَذَّنَ لَهَا وَيُقَامَ، وَتَؤُمَّ نِسَاءَ أَهْلِ دَارِهَا»ـ ثانيا هناك حديث واضح وصريح ورد في سنن ابن ماجة وفي غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «لَا تَؤُمَّنَّ امْرَأَةٌ رَجُلًا»، وثالثا نعلم من الأحاديث الثابتة أن على الرجل الصلاة في المسجد وليس في البيت، فكل هذه الأمور تبين أن ما أجازه رسول الله لأم ورقة هو إمامة نساء بيتها فقط وطبعا هذا أمر مسموح به لكل النساء.

الصحابية سمية بنت الخُياط

منقول من مجلة زاد المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

 السيدة سمية رضي الله عنها من أوائل المسلمات حيث أسلمت مع زوجها ياسر بن عامر وابنها عمار بن ياسر رضي الله عنهم أجمعين فكانوا من السابقين الأولين ويقال أيضا بأنها سابع سبعة ممن اعتنقوا الإسلام بمكة بعد الرسول  وأبي بكر الصديق وبلال وصهيب وخباب وعمار ابنها.، وهي في الواقع كانت أمة وسيدها هو حذيفة بن المغيرة المخزومي، وقد زوجها لياسر الذي كان حليفًا له ثم بعد أن أنجبت عمار أعتقه. وقد ذاقت بعد إسلامها صنوف التعذيب من كفار مكة وكانت ممن أُلبسوا دروع الحديد وأُحرقوا تحت لهيب الشمس الحارقة.

إسلامها:

أول من أسلم في عائلتها هو ابنها عمار وقد أسلم في دار الأرقم وبعد إسلامه عاد لأمه ورأته مسرورا جدًا فسألته عن سبب هذه السعادة فبلّغها رسالة الإسلام وكيف أنه دينُ عدلٍ ومساواة وقرأ عليها قول الله تعالى من سورة الحجرات “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” ولما رأت كيف أن هذا الدينَ دينُ عدلٍ ومساواة وأن معيار رفع قيمة الإنسان هو التقوى فقط أسلمت فورا وقالت لعمار خذني إلى رسول الله، وقد استقبلها صلى الله عليه وسلم بحفاوة كبيرة، وهنا بدأت سمية بالتحول لشخص آخر رغم أنها كانت عبدة ضعيفة متقدمة في العمر ولكن تجذر الإيمان في قلبها جدا لدرجة لم يعد يهز إيمانها أي شيء ولم تتنازل عنه لحظة رغم كل العذاب الذي حل بها، ولم تعد تخاف من جبروت سيدها ولا غيره بل تحملت كل صنوف العذاب الذي حل بها بعد تقريبا عام من إسلامها حين عرف سيدها بإسلامها وإسلام عائلتها وبدأ بتعذيبهم ليل نهار فقد كُبلوا بالسلاسل والأغلال وكان أحد رجال بني مخزوم يهوي على جسد سمية الضعيف بالسوط فيمزق لحمها وينثر دمها الطاهر في كل مكان ولكنها كانت تبدي طمأنينة عجيبة رغم الألم ولم تكن تتوسل أو تتراجع عن إيمانها ولو كذبا للتخلص من هذا العذاب وبقيت على هذا الثبات وكان كل من يشترك في تعذيبها يستشيط غضبا من ردة فعلها وثباتها وثبات عائلتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر عليهم وهم يعذبون تحت حر الشمس فيقول لهم «صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة» ويقول أيضا “اللهم اغفر لآل ياسر وقد فَعلتْ” فكانت تنزل كلماته هذه كالبلسم على جراحهم ويزدادون ثباتا على ثباتهم وإيمانا على إيمانهم. ولكن ذات يوم بكت سمية تحت التعذيب على غير عادتها وفرح جلادها بذلك ليس ضعفا ولا خوفا ولكن ظن سيدُها أنها انهارت الآن ففرح وطلب منها أن تسبَ رسولَ الله فأبت فهي في الحقيقة كانت تبكي ألمًا على ما حل بابنِها ياسر من تعذيب فقد حرقوه وجلدوه وجروه على الرمال الحارقة والذي أبكاها أكثر أنه من شدة التعذيب قد امتثل لهم وسبَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير ففكوا وثاقَه، وهنا ركض بسرعة إلى رسول الله فَلَمَّا أَتَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “مَا وَرَاءكَ”؟ قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُوْلَ اللهِ! وَاللهِ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُم بِخَيْرٍ قَالَ: “فَكَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ”؟ قَالَ: مُطْمَئِنٌّ بِالإِيْمَانِ قَالَ: “فَإِنْ عَادُوا فَعُدْ”.

لذلك قيل أن الآية التي تقول “مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ” قد نزلت بعمار بن ياسر.

وفاتها:

ذات يوم مر عليها أبو جهل وسمع ورأى ثباتها على الدين فأخذ حربة وطعنها في فخذها فبلغت الحربة فرجها فاستشهدت على الفور وهكذا كانت أول من استشهد في الإسلام، فقال عمار لرسول الله لقد بلغ منها العذاب كل مبلغ فقال له رسول الله “صَبْرًا أَبَا اليَقْظَانِ، اللَّهُمَّ لَا تُعَذِّبْ أَحَدًا مِنْ آلِ يَاسِرٍ بِالنَّارِ”

لقد استشهدت في مكة قبل الهجرة. وزوجها ياسر قد مات تحت التعذيب أيضا. ولما قُتل أبو جهل في معركة بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار لقد قتل الله قاتل أمك. وفي هذا طبعا مواساة خاصة لعمار.