إظهار: 8 - 13 من 13 نتائج

التضحيات المالية

بقلم الاخت دعاء منصور عودة

“لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ“(آل عمران:93)

إخوتي وأخواتي الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

كما لا يخفى على أحد، فإن للأموال والثروات أهمية كبيرة لتسيير أي نظام في العالم، سواء كان نظاما دنيويا ماديا أو دينيا وروحانيًا. وفي جماعتنا المباركة هناك تبرعات إلزامية في نظام التبرعات مثل: الـزكاة، وتبرعات الوصية، والتبرع العام والتبرع للجلسة السنوية، وهناك تبرعات أخرى ليست إلزامية… وسنبين لحضراتكم أقسامها جميعها والنسب المحددة لكل منها، آملين أن يُفهم المغزى من وراء تأديتها، وحقيقة تزكيتها لنفس المتبرع ولأمواله…

  • الزكاة: هي من أركان الإسلام الأساسية، حيث يتوجب على المسلم وفقاً للشرع الإسلامي أن يدفع 2.5% من الأموال النقدية ورأس المال والماشية والأملاك الممكن الانتفاع منها، متضمنة الحُلِيّ من ذهب وفضة والتي يكون قد مضى عليها سنة كاملة في ملكية الشخص، شريطة أن يبلغ ما يمتلكه المرء حد النِّصَاب (من ناحية قيمته).

 إن كل ما يُدفع للزكاة هو لمساعدة الفقراء والمحتاجين. وبوسعنا إدراك أهمية الزكاة من حقيقة اقتران ذكرها مع ذكر الصلاة في القرآن الكريم، مما يؤكد أن أداءها يعادل في أهميته أداء الصلاة. وعندما تُدفع الزكاة المفروضة فإن الأموال المتبقية تتطهر حقيقةً وتُبارك.

  • نظام الوصية: أسسه سيدنا المسيح الموعود عليه السلام في عام 1905 بإذن من الله. ويجب على كل من ينضم إلى هذا النظام أن يتبرع بمبلغ ما بين العشر والثلث من دخله الشهري وممتلكاته وعقاراته المنقولة وغير المنقولة، ويوصي ورثته أن يدفعوا من تركته بعد الوفاة بالنسبة نفسها إذا لم يدفعها هو في حياته. ويُتوقع من كل موصٍ أن يدفع هذه التبرعات من دخله الحقيقي ملتزمًا بالتقوى، ولا يقدم في هذا المجال أي عذر.

ملاحظة: إذا كان لدى الموصي ريع من أملاك غير منقولة كإيجار بيت أو محل أو أرض…، أو ريع من زراعة بحيث لا تكون تلك الزراعة هي عمله الدائم (كموسم الزيتون أو العنب…). فإنه ليس على الموصي إخراج نسبة 10% من ريعها بل 6.25% فقط.  

  • التبرعات العامة: فقد أوجب سيدنا الإمام المهدي عليه السلام على كل أحمدي له دخل أن يدفع   16/1 من جميع الواردات وهو ما يعادل (6.25% ستة وربع بالمئة). ((والموصي لا يدفع التبرع العام بل يدفع الوصية)). ومن لا يستطيع الأداء حسب النصاب بعذر مقبول فعليه أن يأخذ الموافقة من حضرة الخليفة على ذلك.
  • التبرع للجلسة السنوية: هذا أيضا مما طلبه المسيح الموعود عليه السلام بعد أن أسس الجلسة السنوية بأمر من الله تعالى. وقدر هذا التبرع هو 120/1 من الدخل السنوي. (أي 10% من دخل شهر واحد- يُدفع مرة سنويًا).

وإلى جانب هذه التبرعات الإلزامية فكلما تزايدت نفقات الجماعة أو حصل توسع في برامجها وتخطيطها أو كلما نقصت هذه التبرعات ومسَّت الحاجة للمال أكثر من أجل نشر الرسالة الصحيحة للإسلام، يطلب حضرة الخليفة عندها من أبناء الجماعة جمع تبرعات إضافية، يُعْلَن عنها في حينها.

  • التحريك الجديد: وهو مشروع عملاق قدمه سيدنا حضرة الخليفة الثاني للمسيح الموعود عليه السلام. حيث تصرف أموال هذا الصندوق على برنامج الدعوة والتبشير وبناء المساجد لتوسيع نطاق الدعوة في البلاد الخارجية. على المتبرع لهذا الصندوق أن يكتتب مبلغًا معينًا في بداية السنة وأن يقوم بتسديده على مدار السنة. وقال حضرته بأن على كل شخص أن يقدم لهذا الصندوق قدر المستطاع حتى وإن تطلب ذلك أن يقلل من طعامه وشرابه وأن يعيش حياة بسيطة من أجل ذلك. كما وأكد حضرته على أن يشترك الجميع في هذا الصندوق، حتى الأطفال الصغار…
  • الوقف الجديد: وقد أسسه أيضًا سيدنا حضرة المصلح الموعود الخليفة الثاني للمسيح الموعود عليه السلام. وذلك في كانون الأول/ديسمبر عام 1957م، وهو يهدف إلى إنشاء شبكة دعاة ينتشرون في جميع بلاد العالم. وقد جنَى هذا المشروع ثمارًا طيبة وحقق إنجازًا هائلًا بفضل الله تعالى. وقد أكد خلفاء المسيح الموعود عليه السلام على أن يقوم كل فرد أحمدي بالتبرع لهذا المشروع قدر استطاعته، وأن يقوم الأهل بالتبرع أيضًا عن أطفالهم الصغار.
  • وهناك تبرعات التنظيمات الفرعية:
المجالستبرع المجلستبرع الاجتماع السنوي للمجلس
أنصار الله (الذكور في سن الأربعين فما فوق)1% من الدخل الشهري (كل شهر)1.5%من دخل شهر ( مرة سنويا)
خدام الأحمدية (الذكور من جيل15- 40)1% من الدخل الشهري (كل شهر)2.5% من دخل شهر (مرة سنويا)
لجنة إماء الله (الإناث فوق سن الـ15)1% من الدخل الشهري (كل شهر)50 شيكل في السنة (خاص بجماعتنا المحلية)

* ويحدد مبلغ معين  للذين لا دخل لهم من التنظيمات الفرعية، كما حدد مبلغ 120 شيكل سنويا لصندوق لجنة إماء الله.

   وفي الأخير نذكر أنفسنا وإياكم، بأنه من ينفق في سبيل الله يجب ألا يخطر بباله أبداً أنه قد منَّ بذلك على أحد، بل الله تعالى هو الذي يمنُّ علينا في هذه الدنيا والآخرة بأن وفّقنا أن ننفق، فالله تعالى يعيد إلى المنفق في سبيله أضعافاً مضاعفة. وعندما يطلب الله المال فلا يطلب لنفسه بل لفائدتنا نحن. فيجب أن نضع في الاعتبار دائما أنّنا عندما ننفق في سبيل الله ولِتقدُّم جماعته، فإننا بذلك إنما نطهر أنفسنا وأموالنا ونشترك في تحقيق الهدف الأعظم وهو نشر الإسلام ورفع راية سيدنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم فوق كل راية.

   ندعو الله تعالى أن يظل هذا الفضل ينزل علينا جيلًا بعد جيل وأن يوفقنا للسير على دروب التقوى، ويجعل أعمالنا سببًا للفوز بعاقبة حسنة في الدنيا والآخرة، ويرزقنا رزقًا حسنًا دائما… اللهم آمين. 

العرفان الإلهي

بقلم الأخت نور الهدى غانم

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).

إن الغاية من خلقنا هي العبادة ولكن كيف لهذه العبادة أن توصلنا إلى معرفة الله تعالى.

معرفة الله أو العرفان الإلهي مسألة تهم الجميع ولا يمكن لأحد الاستغناء عنها.

يشكو كثير من الناس أنهم لا يجدون تلك الحلاوة واللذة التي تنجم عن الإيمان الصحيح، فيقولون: نصلي ونصوم ونحج البيت ونؤدي الزكاة ونتصدق ونقوم بالدعاء مع ذلك لا نرتقي إلى هذه الدرجة التي نجد فيها حلاوة الإيمان ولذته.

لقد تحدث حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه في إحدى خطبه عن موضوع العرفان الإلهي بالتفصيل لأنه موضوع هام وضروري لكل إنسان لدرجة لا يمكن لأحد أن يرجو النجاة دون معرفته بهذا الموضوع.

يقول حضرته رضي الله عنه:

إن العرفان الإلهي يهم كل إنسان، ولا يصبح الإنسان كاملا بدونه. لا شك أن أفراد جماعتنا يلتاعون إلى أن تتولد محبة الله تعالى في قلوبهم وتتجلى ذات الله تعالى في كل ذرة من كيانهم. ولكن مع هذه اللوعة الصادقة لا يتحقق لهم مرادهم ويشكون من عدم الحصول على تلك الأمور. كثيرون منهم يمضون لياليهم باكين ويصرفون نهارهم للوصول إلى مبتغاهم ولكن لا يلقون حبيبهم رغم الجهود والمساعي الكثيرة التي يبذلونها ولا تفتح عليهم أبواب العرفان الإلهي بل يظل جدار ما حائلا بينهم وبين محبوبهم

ما هو المراد من العرفان الإلهي وما هي طرق الحصول على المعرفة الإلهية؟

يقول حضرة المصلح الموعود في تعريف العرفان الإلهي:

إن المراد من العرفان الإلهي هو أن يجد الإنسان ذاتًا تتحلى بالصفات التي قرأها عن الله تعالى في الكتاب السماوي أو عَلِم عنها مثل صفة الرحيم والكريم والستار والغفار وغيرها، أي يجد الإنسانُ تلك الذات التي تتحلى بهذه الصفات التي يعاينها فيها، وإلا فلا يعني العرفان الإلهي أن يعلم الإنسان بأن الله تعالى هو الرحيم والكريم والرحمن، لأن هذا ما يعلمه جميع المسلمين

إنما العارف من يكسب معرفة الله تعالى وتعني هذه المعرفة أن يلمس فيه تلك الأمور التي تتميز به ذاته ولا توجد في غيره

إذًا فمعنى العرفان أن يجد الإنسان في أحد الصفات التي علم عنها وسمعها ويعرفه حق المعرفة أنه صاحب الصفات المذكورة.

 أما عن طرق الحصول على العرفان الإلهي فيقول حضرته:

يقول الناس إن الله تعالى يُنال بواسطة الدعاء. لا شك أن الدعاء شيء عظيم، ولكن لا بد من اتخاذ الوسائل الأخرى معه إذ لا يستجاب الدعاء بدونها.

كذلك يقول:

يجب أن تضعوا في الحسبان أنه لا يمكن الحصول على العرفان الإلهي بسهولة ودون بذل جهد. وأن الدعاء لا ينفع إلا إذا كان مصحوبًا بالعمل والسعي

إضافة إلى ذلك لا يفوز أحد بلقاء الله تعالى بالدعاء وبذل الجهد فقط بل يجب أن يكون السعي في طريق سليم وصحيح لإحراز النجاح والحصول على المعرفة الإلهية.

إذًا طرق الحصول على العرفان الإلهي تتمركز في ثلاث نقاط وهي:

المواظبة على الدعاء

بذل الجهد

أن يكون هذا الجهد سليمًا وصحيحًا

كلمة رئيسة لجنة إماء الله في الاجتماع السنوي للجنة في الكبابير 20.10.2017

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

(( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وَلْتنظرْ نفسٌ ما قدّمتْ لغدٍ واتقوا اللهَ، اِن اللهَ خبيرٌ بما تعملون))

أخواتي الكريمات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلُّنا على علمٍ بالظروفِ السائدةِ في العالمِ حاليًا، ونرى المفاسدَ والفِتنَ منتشرةً في كلِّ مكان. ولما ظهر الفسادُ في البر والبحر وبدأَ صدورُ اعمالٍ منافيةٍ لأوامرِ اللهِ تعالى في كلِّ مكانٍ فارتْ رحمةُ اللهِ عز وجل وبعثَ الرسلَ والأنبياء .

فمن خلال خطبِ اميرِ المؤمنين سيدِنا مسرور أحمد الخليفةِ الخامسِ للمسيحِ الموعود عليه السلام التي وجهها الى افرادِ الجماعةِ في مناسباتٍ مختلفةٍ إما في خطب الجمعةِ وإما من خلالِ الخطب التي القاها في الجلساتِ السنويةِ فهي عبارةٌ عن دروسٍ وإرشاداتٍ وتوجيهاتٍ تربويةٍ لخلقِ مجتمعٍ اَفضلَ، وهي مصابيحُ تُنيرُ لنا الطريقَ الى برِّ الأمان.

قال رسول الله (ص) ” من تمسك بسنتي عند فسادِ امتي فله اَجرُ مئةِ شهيد”.

أما بالنسبة للآية المذكورة ((ولتنظرْ نفسٌ ما قدمت لغد)) يقول حضرتُه: لهذا الغدِ معانٍ واسعةٌ وهو يشملُ هذا العالمَ والعالمَ الاّخِرَ ايضا ويشملُ النصيحةَ وتربيةَ انفسِنا وتربيةَ ذريتِنا ايضا.

إذا قضي المرءُ أنفاسَ حياتِه كلِّها في امورِ الدنيا فما الذي ادّخره  للآخرة , فالإنسانُ الماديُّ يسعى لتوفيرِ المالِ لاقتناءِ العقاراتِ لغدِه فقط ولا يهمُّه الروحانيةُ والسعيُ لرضى اللهِ عز وجل. يمكن ان تنتفعوا من نِعَمِ الدنيا ولكن يجب ان تهتموا ايضا بالتربية.

إن الاسلامَ اَلقى على المرأةِ مسؤوليةَ رعايةِ الجيلِ القادم؛ وهي وحدَها تستطيعُ ان تحافظَ على الأجيالِ المتتالية.  وإذا لم تفهمِ المرأةُ أحكامَ الله تعالى ولم تسمعْ لذلك فلا ضمانَ لتربيةِ الأجيال أبداً.

لقد بين الرسولُ (ص) في جملةٍ مكانةَ المرأةِ العظمى الى جانبِ مسؤولياتِها فقال: ” الجنةُ تحت اقدامِ الامهات ” فهذه الجملةُ حيث تصرح ببشارةٍ مع ذكرِ مكانةِ المرأةِ كذلك تَنِمُّ عن إنذارٍ أيضا, وإن الأم التي ليست تحت أقدامِها جنةٌ فلا بد أن يكون هناك جهنم.

قصة الأم ………

أما عن تربيةِ النفسِ فقد ذكر المسيحُ الموعود عليه السلام : أن يتحلى أتباعه بالتواضعِ والانكسارِ وأن يكونوا بريئين تماما من الكِبْرِ والغرورِ حيث قال الرسول(ص)  ” لا يدخلُ الجنةَ متكبرٌ”. وعليهم أن يرفعوا مستوى تقدمِهم الروحانيِّ حيثُما كانوا وينشروا تعليمَ الإسلامِ الجميلَ بين مواطنيهم .

ويقول حضرته ايضا : ” لا تظلموا ولا تقصروا في حقوقِ الله وحقوقِ العباد, التقوى لا تكونُ كاملةً والعباداتُ لا تتمُّ حقيقةً إلا بأَداءِ حقوقِ العباد”.

وعن حقوقِ اللهِ  يقول الله  تعالى: (( وما خلقتُ الجِنَّ والاِنس إلا ليعبدون)) -والعباداتُ منها الصلاةُ والصومُ والزكاةُ وغيرُها. لقد نبَّهَ اللهُ تعالى في عدةٍ من آياتِ القراّنِ الكريمِ الى أداءِ الصلاة. فمرةً أمَرَ بالمحافظةِ على الصلواتِ واخرى بالدوامِ عليها وتارة ً بأدائها في وقتها ” ان الصلاةَ تنهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي”.  يقول رسول الله (ص) “الصلاةُ مخُّ العبادة “. ويقول ايضا “قرةُ عيني في الصلاة”. أما عن تركِ الصلاةِ فيقولُ المسيحُ الموعود عليه السلام : ” هذا امر خطير ويسبب رعدةً في القلب أن يتركَ الانسانُ اللهَ تعالى ويسألُ غيرَه.

أُدعوا في صلواتِكم. أن الصلاةَ إكسيرٌ يحوِّلُ حُفنةً من الترابِ  تِبْرًا ( أي يُصبحُ الترابُ ذهبا ) بفضل الدعاء.

  قال رسولُ الله (ص) ” إنَّ أحدَكم إذا توضأَ فأحسنَ وضوءَه وأتى المسجدَ لا يريدُ إلا الصلاةَ لم يخْطُ خطوةً إلا رفعه الله بها درجة” ( صحيح البخاري ).  الصلاةُ دعاءٌ؛ لذا فادعوا فيها اللهَ أن يعصِمَكم من اّفاتِ الدنيا والآخرةِ وأن تكونَ عاقبتُكم الحسنى, وادعوا لأولادِكم وأزواجِكم وكونوا عباداً صالحين واجتنبوا كلَّ أنواعِ السيئةِ دوماً.

ومن العباداتٍ ايضا الصدقاتُ. قال الله تعالى (( ألم يعلموا ان اللهَ هو يَقْبَلُ التوبةَ عن عبادِه ويأخذُ الصدقاتِ وأن اللهَ هو التوابُ الرحيم)) التوبة 104

وقال رسول الله (ص)  ” إن الصدقاتِ يُذْهٍبْنَ السيئاتِ”

لقد فرضَ اللهُ تعالى على الإ نسانِ الدوامَ على الإستغفارِ  ليطلبَ منه الحمايةَ من جميعِ الخطايا الظاهرةِ والخفيةِ سواءً كان على علمٍ بها او يجهلُها، وكان قد ارتكبَها باليدِ او بالرِجْلِ او باللسانِ او أو بالأنفِ او بالأذُنِ او بالعينِ. ففي هذه الأيامِ يجبُ ترديدُ دعاءِ اّدمَ عليه السلام وهو :(( ربنا ظلمْنا أنفسَنا وإن لم تغفرْ لنا وترحمْنا لنكونَنَّ من الخاسرين)).  والإستغفارُ هو طلبُ العفوِ من الذنوبِ السابقةِ والتوفيقِ لاجتنابِها في المستقبل, لكي تفورَ رحمةُ اللهِ ويُكْرِمَنا برحمتِه وفضلِه على الدوام. الوقتُ مخيفٌ جداّ لذا داوموا على التوبةِ والإستغفارِ, وافحصوا أنفسَكم, إن أَتباعَ كلِّ دينٍ وملةٍ وأهلِ الكتابِ يؤمنون بأن العذابَ يزولُ بالصدقاتِ والتبرعاتِ بشرط أن تُدفَعَ قبلَ نزولِ العذاب, لكنْ حين ينزلُ العذابُ فلا يزولُ أبداّ. 

” أقولُ والحقَّ أقولُ لا تُكِنّوا لأحدٍ عداوةً شخصيةً، وكُفّوا عن الحِقدِ والكراهيةِ كليةً. إعلموا أن المرءَ إنما ينالُ الشرفَ والسعادةَ إذا لم يُعادِ احدًا عداوةً شخصيةً.

” إن الهدفَ من إنشاءِ هذه الجماعةِ أن تسريَ التقوى في ألسنتِهم واّذانِهم وعيونِهم وفي كلِّ عضوٍ من أعضائِهم وأن يكونَ نورُ التقوى في باطنهم وفي ظاهرهم وأن يكونوا نماذجَ عاليةً للأخلاقِ الفاضلةِ ولا يكونَ فيهم غضبٌ ولا غيظٌ بدون داع.  لقد رأيتُ أنّ نقيصةَ الغيظِ لا تزالُ في معظمِ أبناءِ جماعتي حتى الاّن, يُكِنُّونَ الحقدَ والبغضَ تِجاهَ الآخَرين على أمرٍ بسيطٍ ويتخاصمون. إن مِثلَ هؤلاءِ ليسوا من جماعتي في شيء.  لا أدري ما المشكلةُ في أن يظلَّ المرءُ ساكتًا إنْ شتمَه الاّخرُ ولا يردَّ عليه.  إن إصلاحَ كلِّ جماعةٍ يبدأ بإصلاح أخلاقِ الأفرادِ أولًا.  فما لم تُحْدِثوا في أنفسِكم تغييراً طيباً فلن تكونَ لكم قيمةٌ عند الله تعالى.  إن الله تعالى لا يرضى بالهمجية بدلًا من الحِلْم والصبرِ والعفوِ التي هي صفاتٌ محمودةٌ. إذا تحليتم بها فستصلون الى الله تعالى بسرعة. 

” إني اوصيكم أن اجتنبوا الشر, وأدوا حقَّ مواساةِ البشرِ وطهروا قلوبَكم من البُغضِ والشحناءِ فتكونوا كالملائكة.

 فكروا، ما هي غايةُ الدين ؟  فهل هو أن يكونَ إيذاءَ الناسِ شغلُهم الشاغلُ كلَّ حين ؟  كلا ثم كلا .  فارحموا الجميعَ لوجهِ اللهِ لِتُرحموا في السماء , تعالوا أُعَلِّمَكم منهجاً يُصبِحُ لكم نورُه غالباً على جميعِ الأنوار ألا وهو أن تتخلوا عن كلِّ حقدٍ وكلِّ حسدٍ وكونوا مواسين للبشر وتفانوا بالله .”

يقول حضرةُ الخليفةِ :” ليس في الدنيا شخصٌ نزيهٌ من كلِّ عيبٍ من جميعِ النواحي, وإنما صفةُ الله الستارُ تسترنا,  ولو بدأتْ تظهرُ أخطاءُ المرءِ وتقصيراتُه لما أَمْكَنَه أن يلقى أحداً خجلاً وندماً , إن الله تعالى الذي هو ستارُ العيوب. 

يقول سيدُنا محمدٌ (ص) ” من سترَ عورة أخيه المسلمِ ستر اللهُ عورتَه يوم القيامةِ ومَن كشفَ عورةَ أخيه المسلمِ كشف اللهُ عورتَه حتى يفضَحه بها في بيته. فهذا إنذارٌ شديدٌ ومقامُ خوفٍ، لذا يجب أن نتوجهَ إلى عيوبِنا دومًا بدلا من أن ننظرَ الى عيوبِ الاّخَرين . 

يقول (ص) :” ألمسلمُ أخو المسلم لا يظلِمُه ولا يُسْلِمُه أي لا يَخذُلُه ويتركُه وحيداً. 

ويقول (ص) ايضا:” من كان في حاجةِ أخيه كان الله في حاجتِه ومن فرَّجَ عن مسلمٍ كُربةً من كُرَبِ الدنيا فرَّج اللهُ عنه كربةً من كُرُباتِ يومِ القيامةِ ومن ستر مسلماً ستره اللهُ يومَ القيامة.”  فلا بُدَّ مِنْ سَتْرِ الاّخرين  لجذبِ رحمةِ اللهِ الرحيمِ الكريم.

 يقول المسيحُ الموعود عليه السلام ” إذا وجد احدُكم في أخيه ضَعفًا فعليه أن ينصحَه خِفْيةً أي على انفرادٍ دون أن يعرفَ بعيبِه غيرُهما وإذا لم يقبلِ النصيحةَ فلْيَدْعُ له وإذا لم يقبلِ النُّصْحَ ولم ينفعْه الدعاءُ فليعلمْ ان هذا من قضاء الله وقدره.

” سارعوا في التصالحِ فيما بينَكم واقيلوا عثراتِ إخوانِكم، فشِريرٌ ذلك الذي لا يرضى بمصالحةِ أخيه، ولسوف يُقطع إذ يُحْدِثُ الفُرقة.  تخلَّوا عن أنانيتِكم من كلِّ وجهٍ ولا تباغضوا، وتذللوا ذِلَّةَ الكاذبِ وانتم صادقون لكي يُغفَرَ لكم، إن أكرمَكم أكثرُكم غُفراناً لاخيه، إن الشديدَ القويَّ ليس من يقدرُ على نقلِ الجبلِ من مكانِه، إنما الشجاعُ من يقدرُ على تحسينِ أخلاقه.

يقول الله تعالى (( وعبادُ الرحمنِ الذين يمشون على الأرض هَوْناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )) أي أن عبادَ الله الصالحين يمشون في الأرض مسالمين وإذا سمعوا من أحدٍ عَبَثَ القولِ قد يؤدي للشجارِ والقتالِ عالجوه بلباقةٍ وانصرفوا عنه في وقار.  أي انهم يكرهون الخصامَ على كل صغيرة وكبيرة.

يقول الله تعالى ((واعبدوا الله ولا تشركروا به شيئاً وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكينِ والجارِ ذي القُربى والجارِ الجُنُبِ والصاحبِ بالجَنْبِ وابنِ السبيل))

ومن مواساةِ خلقِ اللهِ حقُّ الجارِ، فللجارِ على الجارِ في القِيَمِ الإسلاميةِ وفي الآدابِ الشرعيةِ حقوقٌ تشبه حقوقَ الارحامِ وهي المواصلةُ بالزيارةِ والتهادي أن يُهْدِيَ كلٌّ منهم الآخَرَ هديةً تعبيراً عن المودةِ. والعيادةُ حين المرض، والمواساةُ حين المصيبةِ والمعونةُ حين الحاجةِ وكفُّ الأذى. قال رسول الله (ص) ” ما زال جبريل يوصيني في الجار حتى ظننت أنه سيُوَرِّثُه.”

أما عن حقوق الوالدين فيقول الله تعالى ” وقضى ربك الا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكِبَرَ أحدُهما أو كلاهما فلا تقلْ لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخْفِضْ لهما جَناحَ الذِّل من الرحمةِ وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)).

اختي الكريمة هنالك موضوع هام أيضاً تحدث عنه أميرُ المؤمنين ايده الله تعالى بنصره العزيز وهو الإجتنابُ من هجمات الشيطان ؛ يقول حضرته: تقع هذه المسؤوليةُ على السيدةِ والفتاةِ الاحمديةِ أكثر من غيرها وذلك لان من واجبها أن لا تحمي نفسها فقط من هجمات الشيطان بل هي مسؤولة أن تحميَ أجيالَها أيضاً. فالمرأة هي التي تلد الطفلَ وهي التي يتربى في حضنِها وهي التي أن تربيه وتُمَكِّنُهُ من التمييز بين الحَسَنِ والسيءِ قبلَ أن يتأثَّرَ بالبيئةِ الخارجيةِ. فالسيدةُ المسلمةُ الحقيقيةُ تعلِّمُ ولدَها معاييرَ الاخلاقِ الساميةِ التي ينبغي أن يتحلى بها بالإضافةِ إلى عبادةِ الله.  إذا لم تعملِ السيداتُ بحسبِ هذا التعليمِ لن يعملَ به الاولادُ ايضاً.  الامهاتُ اللواتي يُقدِّمنَ نماذِجَهن الساميةَ أمامَ اولادِهن منذُ صِغَرِهم ويراقبن شؤونَهم بحكمةٍ ويشاركن اولادَهن بالبيتِ في كلِّ امرٍ خيرًا كان ام شرًا ويُخِبرنهن بكلِّ صغيرةٍ وكبيرة فينصحْنهم بحكمة، وبالنتيجةِ لا يتأثرُ اولادُهن من تأثيرِ المجتمعِ الضارِّ، ويجتنبون في أيامِ شبابِهم السيئاتِ المنتشرةَ في المجتمع. ولكنّ الامهاتِ اللواتي لا يهتممن بامورِ الاولادِ منذُ صغرِهم، فيهملنهم او يُمارسن القَسوةَ عليهم ؛ وعندما يبلغون الثالثةَ عشرةَ او الرابعةَ عشرةَ من عمرِهم يُفضِّلون البيئةَ خارجَ البيت وتبدو لهم الدنيا مرغوبًا فيها اكثرَ من البيت. 

قد جاء في القرآنِ الكريمِ بعضُ الاحكامِ الخاصةِ بالنساءِ وهي ترفعُ مكانةَ المرأةِ، فلا بدَّ لكلِّ امرأةٍ احمديةٍ وبنتٍ أحمديةٍ أن تستعرضَ نفسَها بهذا الخصوصِ. مثلاً حكمُ الحجابِ؛ فلم يأتِ به المسيحُ الموعودُ عليه السلام وخلفاؤُه بل هو حكمٌ أَمَرَ به اللهُ تعالى في القرآن الكريم وذكره في مواضِعَ مختلفةٍ وبيَّن أهميتَه وحكمتَه بالتفصيل.

أما عن محاسبةِ النفسِ فقد ذكرَ حضرةُ الخليفةِ نصره الله في خطابِه في نهايةِ السنةِ حين وجَهَ الأسئلةَ لأبناءِ الجماعةِ لمحاسبةِ أنفسِهم. فمما ذكر:

  • هل مضى عامُنا المنصرمُ بريئاً تماماً من الكذب والزور ؟
  • هل تمسكنا خلالَه بأهدابِ الصِدق والحق؟
  • هل أبعدْنا أنفسَنا من الأشياءِ التي من شأنِها أن تَخلُقَ في القلبِ أفكارًا سيئة، ويدخلُ في هذه الأشياءِ الانترنتُ والتلفازُ في الزمنِ الراهنِ إذ تُبثُّ بواسطتها برامجُ تُفسِدُ الأفكار.؟
  • هل اجتنبنا كلَّ أنواعٍ من الظلم ؟
  • هل تتغلبُ علينا الثوائرُ النفسيةُ عندما تهيج ؟ إن اجتنابَ الثوائرِ النفسيةِ جهادٌ كبيرٌ في الزمنِ  الراهنِ الذي تنتشرُ فيه الإباحيةُ في كل مكان.
  • هل اجتنبنا إيذاءَ أقاربِنا وغيرِهم جميعا. هل امتنعت أيدينا وألسنتُنا من إيذاء الآخرين؟
  • هل بذلنا قصارى جُهدِنا لاجتنابِ التقاليدِ والبدعات؟
  • هل بذلنا ما في وسعِنا للعملِ بأوامرِ القرآنِ الكريم وآوامرِ رسولِ الله (ص) وتعليماتِه كلِّها؟
  • هل حاولنا أن نضرِبَ أمثلةً عُليا في حُسنِ الخُلُق؟
  • هل بذلنا جهداً في التقدمِ في مواساتِ الخَلْق؟
  • هل استمررنا في الدعاءِ ليوفقَنا اللهُ تعالى للثبوتِ والتقدمِ المستمرِ في طاعةِ الخلافة؟

وهناك سؤالٌ آخَرُ وهو : هل دعونا للخليفةِ والجماعةِ أيضاً؟

إذا كان جوابُنا لأكثرِ هذه الأسئلةِ بنعم فقد كسِبْنا كثيراً رَغم وجودِ بعضِ الثغَراتِ ونِقاط الضَّعف، أما إذا كان جوابُ معظمِ الأسئلةِ بلا او سلبياً فالوضعُ مقلقٌ جدًا، وعلينا أن نُمْعِنَ النظرَ في حالاتِنا ونراجعَ أوضاعنا .

” ربنا اغفرْ لنا ذنوبَنا وادفعْ بلايانا وكروبَنا، ونجِّ من كلِّ همٍّ قلوبَنا وكفِّلْ خطوبَنا. وكن معنا حيثما كنا يا محبوبَنا واسترْ عوراتِنا وآمن روعاتِنا إنا توكلنا عليك وفوضنا الآمرَ إليك. انت مولانا في الدنيا والآخرة وأنت أرحُمَ الراحمين.  آمين يا ربَّ العالمين.

الحجاب

بقلم الأخت نور الهدى غانم

 بسم الله الرحمن الرحيم 

إن الإسلام الحنيف حريص على حفظ المرأة في أرفع المقامات، فهو يحفظ لها مكانتها في مجتمعها، ويصونها  عما يزري بكرامتها،  فأمرها بالحجاب ليحصنها من هجمات الشياطين فكما أن القرآن وصف الأنثى المتزوجة بالمحصنة لأن زوجها هو خط الدفاع الأول عنها فكذلك الحجاب فهو بمثابة حصن حصين يدفع عنها الكثير من البلايا  والفتن

فيجب أن يوضع في الحسبان أن الإسلام لم يفرض هذه الضوابط على المرأة المسلمة في الملبس والزينة وما إلي ذلك من ضوابط إلا ليصونها ويحفظها من عبث العابثين ،  فيجعل المرأة المسلمة كالدرة المصونة، وكاللؤلؤة المكنونة التي لا تصلها الأيدي الآثمة.. يقول الله عز وجل:  ياأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكانَ الله غفورا رحيما

وفي قوله “ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين” إشارة عظيمة إلى أن المرأة المحجبة وان كان حجابها ليس من دافع التقوى إلا أن هذا الحجاب وبشكل عام يمثل خط دفاع أول لها . وفي حياتنا اليومية نرى أن الشباب يستسهلون سؤال البنت السافرة (غير المحجبة) عن البنت  المحجبة حتى ولو كان السؤال في أمور هامة وعامة

فكما أنكِ اذا ذهبت إلى متجر ما فإنك لا تجرؤين على لمس البضاعة المغلفة والمصفوفة على الرفوف   ومعاينتها  إلا بعد إستئذان البائع . وأما البضاعة التي يخفض ثمنها  _ تنزيلات _ فأحيانا ينزع  البائع عنها الغلاف  وترينها ملقاة هنا وهناك .

ثم إن الحجاب الأمثل الذي هو أعمق من الصورة المادية للحجاب هو حجاب النفس فهذا الحجاب لا يمكن للشيطان أن يخترقة ولا لنسمة هواء أن تخلعه . لانه حجاب مرسخ بحب الله وتقواه فلا يمكن لإعصار اقتلاعه فالمراة في هذه الحالة تدرك أن هذا الجسد لها وحدها ولا يمكن لأاحد إنتزاع رؤية شعرة واحدة منه إلا بكتاب الله وهذا هو جوهر الحجاب

وقد تذهب بعض النساء إلى  الخروج سافرات لزعمهن أنهن نساء مستقيمات السلوك ولا يستطيع الشيطان استمالتهن . ولكن هذا باطل بداهة فطالما أنهن مسلمات فعليهن بالتمسك بآيات القران الكريم حيث قال تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة لان الانسان كما قالت الآية الكريمة  خلق من ضعف, وهو يتغير بتغير الزمان والمكان ولا يمكنه الثبات على وضعية ما..

عن أبي هريرة t  قالقال رسول الله rصنفان من أهل النار لم أرهماقوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناسونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا  يجدن ريحهاوإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا     (صحيح مسلم)

والمقصود من نساء كاسيات عاريات أنهن سيغطين أجسادهن ولكنهن يظهرن عاريات رغم كسوتهن ورغم حجابهن فهذا تنبيه للواتي يكتسين ويحتجبن ولكنهن يظهرن عاريات فيقال لهن أن المقصود من اللباس أن لا تظهر مفاتنهن وزينتهن فإذا ظهرت المفاتن أو الزينة وأملن النظرات إليهن فهن يُعتبرن كاسيات عاريات.

  قال سيدنا الخليفة الرابع رحمه الله:ألقى الله سبحانه وتعالى في قلبي قولا شديدا أن تعلن النساء الأحمديات الجهاد على السفور والتبرج! لأنه إذا تركتن هذا الميدان فمن اللواتي يتقدمن لحماية هذه القيم السامية في الدنيا بعدكن؟!      (الفضل 28 فروري 1983)                            

وقال في مناسبة أخرى عن الحجاب:الصبايا اللواتي يترعرعن هنا (في أوروبا) يعانين من مشكلة نفسية بفهمهن أن تغطية الرأس فكرة بالية. ولهذا يتقدمن إلى الله عز وجل مترددات بدل أن يتقدمن إليه تعالى بقلب منفتح. وفي حقيقة الأمر يسألن الله  أن يتقبلهن وحجابهن كاليهودي الذي يضع خلف رأسه طاقيته الصغيرة كالكوب! ويسألن أن تُقبل هذه الخطوة غير الكاملة المقدمة إليه تعالى!  ولكن إذا فعلتن ذلك فهذا غير لائق تماما لأجل الله سبحانه وتعالى.ألا إن أحسن ما في ملامح المرأة وألفت للنظر إليها هو شعرها وخاصة  المتدلي على الوجه. وشاهدت بعض الصبايا أنهن إذا غطين رأسهن يجعلن شعرهن  ينسدل إلى الإمام.وبهذا يتخيلن أنهن يظهرن من المجتمعين كليهما: من المجتمع الإسلامي الملتزم والآخر المتحرر.ولكن هذا لا يجوز.وعليكن بالاستقامة!

وأريد أن أنبهكن على أن تسأل كل واحدة منكن قبل تغطية الرأس أوالحجاب نفسها: هل أنا أكترث لله سبحانه وتعالى أكثر أو لغيره؟وإذا كان الجواب أنني أهتم بأمر الله سبحانه وتعالى أكثر. فاستغنين عن مديح البشر!! ليقولوا ما يريدون.لا شيئ يهم.ولا يبقى إلا الله سبحانه وتعالى فقط!وهذا هو السؤال المهم الذي لا بد أن تطرحه كل واحدة منكن على نفسها قبل تغطية الرأس أو قبل أن تختار الحجاب.وإذا كان القرار بأن شعر رؤوسكن يبالي فقط بالله سبحانه وتعالى فلا تكتثرتن لأقوال الناس مثقال ذرة (محاضرة في اجتماع الأطفال98-6-6)

قال سيدنا الخليفة الثالث رحمه الله :القرآن أمر بالحجاب, فعليهن  (النساء الأحمديات) أن يحتجبن على كل حال أو ليتركن الأحمدية ! لأن موقف جماعتنا هو عدم السماح بالتهاون لأمر ورد في القرآن الكريم سواء بالقول أو العمل.لأن هداية الدنيا ورعايتها تتوقف عليه. (الفضل 25 نومبر 1978)  

   وفقنا الله تعالى أن نعرف مقامنا في هذا  العصر ونتفاخر بشريعتنا الغراء فبدلاً من أن ننجرف وراء الدجال وأفكاره  البالية فيما يزعمه من الحرية الزائفة للمرأة  وحجابها  والشعارات التي يطلقها  هنا وهناك لتحرير المرأة  من كل مايحفظ لها عفتها وطهارتها .. يجب علينا أن نأتسى بأسوة نساء أشرف الخلق أجمعين صلوات الله عليه وأتم التسليم  وصحابياتهن رضوان الله  وسلامه عليهن اجمعين.. اللهم وفقنا لذلك.. اللهم آمين

الصلاة

بقلم الأخت نور الهدى غانم

بسم الله الرحمن الرحيم

في الاونه الاخيره يشدد مولانا امير المؤمنين ايده الله تعالى بنصره العزيز على إقامة الصلاة ويريد ان يكون ابناء جماعته جميعهم ان يداوموا على الصلوات الخمس بدون تقصير وما علي الا بتذكيركم ببعض الايات الكريمه واقوال النبي صلعم وعبده المسح الموعود

فمسئولينا كامهات حث ازواجنا واولادنا وتذكيرهم بالذهاب الى صلاة الجماعه في كل صلاه حنى يكون امرا عاديا وهكذا نستطيع ملا المساجد يالمصلين وبهذا ينطبق علينا قول الرسول صلعم بان الجنة تحت اقدام الأمهات 

قال الله تعالى في كتابه الكريم .ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا وقال أيضا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين 

وقال رسول الله صلعم بين العبد وبين الشرك ترك الصلاه .

ان اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامه هي الصلاه فان صلحت صلح سائر عمله وان فسدت فسد سائر عمله فينبغي على كل مسلم ومسلمه المحافظه عليها كما امر الله عز وجل وكما امر النبي صلعم ومن عظم أهمية الصلاه في الإسلام ان ثواب أدائها في جماعه افضل بكثير من صلاتها منفردا 

ان اقرب ما يكون العبد الى الله سبحانه وتعالى في صلاته ، فالصلاه هي الركن الثاني من اركان الإسلام وهي فرض على كل مسلم ومسلمه من البالغين 

كما نصحنا سيدنا المصلح الموعود رضي الله عنه حيث قال :

ان الصلاه وسيله لاصلاح الجسم الروحاني فتعودوا لاقامة الصلاه بالجماعه ومروا اولادكم بالحفاظ عليها لان عندي اشد امر لازم لاصلاح اخلاق الأولاد وعاداتهم هو فقط بإقامة صلاة الجماعه .

ان أولادنا امانه عندنا وهبها الله تعالى لنا .وكم نتمنى جميعا ان يكونوا صالحين وان يوفقهم الله في حياتهم الدينيه والدنيويه وعلينا ان نتذكر قول النبي صلعم – كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته – واولادنا سوف نسال عنهم وعلينا ان نتذكر دائما دعاء المؤمن –ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما –

ان تربية الابن على الصلاة هي فريضه شرعيه لاعداد الفرد الصالح الذي يطلق عليه القران الكريم والتي حملها رب العالمين مسئولية إقامة الحياه على منهاجه وشريعته لتكون نظاما حياتيا شاملا 

الى كل ام فهمت قول الله تعالى (يا أيها الذين امنوا قوا أنفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجاره عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون )وان اعظم صور تاديب الأبناء تعليمهم الصلاة وغرس محبتها في قلوبهم ليقوموا بحقوقها خير قيام 

فهي الشعيره العظيمه التي سماها الرسول صلعم نورا وجعلها للدين عمادا وهي التي تربط بين العبد وخالقه في اليوم الواحد خمس مرات وهي مفتاح الجنه والحصن الحصين من الذنوب والمعاصي حيث قال الله تعالى (ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )

وقد نبه رسولنا الكريم صلعم الابوين الى ضرورة ربط صلة الأبناء بالله تعالى في سن الطفوله المبكره عند السابعه لان ذلك ادعى ان يشب الأولاد على محبة الله والحرص على الصلاه وادراك فضائلها الكثيره فقال صلعم “مروا اولادكم بالصلاه وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع 

وتطبيقا لحديث المصطفى صلعم ا يجب علينا ان نحرص على أبنائنا ونعرفهم ان التربيه الايمانيه هي الأساس الأول وأيضا يجب علينا ان نعلمهم  منذ نعومة اظافرهم ان الله هو خالق كل الناس والاشياء المحيطه به وان يقدموا الابوان القدوه الصالحه لابنائهم في الحرص على الصلاه والعنايه بالسنن والنوافل بعد الفرائض 

وعلى الأمهات ان يكثروا من هذا الدعاء “رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء 

محمد نبي الرحمة ورجل الحب والسلام

بقلم الأخت: فاتنة مناع عودة

حضرة رئيسة اللجنة المحترمة، أمهاتي الكريمات، أخواتي العزيزات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سوف أتحدث في كلمتي عن شخصية النبي محمد (ص) نبي الرحمة ورجل الحب والسلام. فقد جمع (ص) في شخصه الفضائل كلها، والمكارم جميعها، والمحامد بأكملها.

فكانت سيرته (ص) من أجمل السير، وصفاته من أنبل الصفات، وأخلاقه من أعظم الأخلاق، كيف لا! وهو القائل إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. وقد شهد الله له: وإنك لعلى خلق عظيم. فمنذ أن بعثه الله تعالى للناس نبيًا ورسولا كانت حياته صورةً صادقةً للدين الذي جاء به من عند الله. وما أجمل ما وصفته السيدة عائشة (ر.ض) عندما سئلت عنه فقالت: “كان خلقه القرآن”.

أي أنه كان (ص) قرآنًا حيًّا متحركًا، ملتزمًا بأحكامه، عاملاً بتوجيهاته، متبعًا لهديه، ومنتهيًا عند نهيه. يدعو إلى نوره ويحتكم إلى شريعته، ومن أجل ذلك قال الله تعالى عنه: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً”. (الأحزاب 21)

والمطلع على سيرة النبي (ص) يدرك أنها فعلاً كانت حقيقة تاريخية يصدقها التاريخ الصحيح ولا ينكرها وهي في نفس الوقت سيرة عملية قابلة للتطبيق من قبل البشر في جميع أحوال الحياة، في السلم والحرب، في الحياة الزوجية، مع الأهل والأصحاب، في الإدارة والرئاسة والحكم والسياسة، في البلاغ والبيان.

فالرسول (ص) هو المثل الأعلى للإنسانية، وقدوة الرجال وحبيب الله ورحمة العالمين وأساس سلم العالم.

“يا أيها الذين آمنو صلوا عليه وسلموا تسليماً”

محمد نبي الرحمة …

لقد كان (ص) يفيض رحمة في خلقه وسلوكه وأدبه وشمائله، بعثه الله تعالى رحمةً للعالمين بموجب قوله: ” ما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين”. فكانت رحمته (ص) شاملةً للوجود بأجمعه يستطيع المؤمنون الإستفادة من هذه الرحمة، التي كان يمثلها النبي (ص). فهو بالمؤمنين رؤوف رحيم. وكذلك الكافرون والمشركون يستطيعون الإستفادة من رحمته (ص) فعندما طُلب من حضرته (ص) في إحدى المناسبات أن يدعو على المشركين قال (ص): “إني لم أبعث لعاناً بل بعثت رحمةً”. لقد كانت رحمة النبي (ص) قبل غضبه بل إنه في الحرب كان يقاتل بشجاعة ولكنه كان أيضاً صاحب شفقة عظيمة، ومروءة وقلب كبير.

ففي غزوة أحد وهو في أصعب الظروف وأحرجها خلال المعركة، وبينما كان المشركون جادين في حملتهم للنيل من الرسول (ص), فشملت أسرته وأمته, فكان حضرته (ص) خير الناس وخيرهم لأهله وأمته, من طيب كلامه وحسن معاشرة زوجاته بالإكرام والاحترام. حيث جاء على لسانه (ص): “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”.

كما أن رحمته الواسعة تجلت في معاملاته، فكان لطيفاً رحيماً يرحم الصغير والكبير، ويعطف على الجليل والحقير، ولا يجرح ولا يعنف، ولا يشهر ولا يكسر الخواطر، ولم يكن جباراً، ولا فاحشاً متفحشاً، ولا فظ اللسان. بل كان يعفو ويصفح دائما. فعن عائشة (ر.ض) قالت: ” ما ضرب رسول الله (ص) خادماً له، ولا امرأة، ولا يضرب بيده شيئاً قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله”. ولا نجد في المصادر أي ذكر عن خشونته للسيدات في أي علاقة معهن، بل تؤكد المصادر أنه (ص) كان يساعد زوجاته في أعمال المنزل اليومية. فكان يخيط ثيابه الخاصة بنفسه، ويصلح حذاءه بنفسه، ويقوم لتناول الماء لنفسه كلما احتاج إليه، ولم يطلب من أحد شيئاً كان بحاجة إليه، بل قام إليه وفعله بنفسه.

إن رحمة النبي الكريم (ص) امتدت لتصل الأعداء والمعاندين وأولئك الذين آذوه بكل قسوة وحاصروه في شعاب أبي طالب ومنعوا عنه الطعام والماء وتسببوا في وفاة زوجته خديجة (ر.ض) وعمه أبو طالب، وأخرجوه من بلده مكة.

فعندما دخل الرسول (ص) مكة فاتحاُ مع صحابته كان حضرته (ص) نموذجاً للرحمة، التي لا مثيل لها على وجه الأرض.

فقد سأل أهل مكة: “ما ترون أني فاعل بكم؟ فأجابوه خيراً، أخ كريم, وأبن أخ كريم”. فقال لهم ما قاله يوسف عليه السلام لإخوته “لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين”. “إذهبوا فأنتم الطلقاء”.

أخواتي الكريمات أقدم لكن حادثة أخيرةً تبين عظمة الرسول الرحيم (ص) مع أشد الأعداء والمعاندين ثمامة بن آثال ملك اليمامة، وكيف تعامل الرسول معه برحمة وعطف وحكمة حتى استدرجه إلى الاسلام.

فقد كان ثمامة مشركاً، ولما سمه بالإسلام نال من أصحاب رسول الله ما نال, وعندما أراد ثمامة بن آثال الذهاب إلى مكة ليطوف حول البيت ويذبح لأصنامها, مر بالمدينة المنورة فوقع بيد المسلمين وجيء به للرسول (ص). فطلب النبي الكريم (ص) أن يكرموه ويحسنوا إليه. ثم ذهب النبي إلى أهله وقال: “اجمعوا ما كان عندكم من طعام وابعثوا به إلى ثمامة بن آثال, ثم توجه إليه النبي ليستدرجه إلى الإسلام فقال: ” ما عندك يا ثمامة”. قال: عندي يا محمد خير, فإن تقتل, تقتل ذا دم” – أي رجل أراق منكم دماً, وإن تنهم تنعم على شاكر, وإن كنت تريد المال, فسل تعطى منه ما شئت, فتركه رسول الله يومين على حاله, يؤتى إليه الطعام والشراب, ويحمل إليه لبن الناقة, ثم جاءه فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال ما قال من قبل، تركه رسول الله (ص) حتى إذا كان اليوم التالي جاءه فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال عندي ما قلت لك. فالتفت النبي (ص) إلى أصحابه وقال: أطلقوا ثمامة ففكوا وثاقه وأطلقوه.

فلما غادر ثمامة مسجد رسول الله (ص) وسار في طريقه أناخ ناقته بجوار ماء ثم تطهر ورجع إلى المسجد حتى وقف على ملأ من المسلمين وقال: أشهد أن لا إله الا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم أتجه إلى رسول الله (ص) وقال:” يا محمد والله ما كان على ظهر الأرض وجه أبغض علي من وجهك، وقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي. والله ما كان دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينكم أحب الدين إلي. والله ما كان بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلي. ثم قال يا رسول الله لقد كنت أصبت في أصحابكم دما فما الذي توجبه علي؟ فقال (ص):” لا تثريب عليك يا ثمامة”.

ثم علمه النبي (ص) أداء العمرة الشرعية، واتجه إلى مكة فطاف حول الكعبة وهو يقول بصوت عال “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”.

فكان أول مسلم على وجه الأرض دخل مكة ملبياً, سمعت قريش فهبت غاضبة مذعورةً, وأسلت السيوف, ولما أتجه القوم إلى ثمامة رفع صوته بالتلبية بكبرياء فلما رأوا ثمامة أرجعوا سيوفهم إلى أماكنها وقالوا: “ما بك يا ثمامة أتركت دينك ودين آبائك”. قال: “لكني اتبعت خير دين, اتبعت دين محمد”, ثم قال ايضاً: أقسم برب هذا البيت أنه لا يصل إليكم بعد عودتي إلى اليمامة حبة من قمحها أو شيئاً من خيراتها, حتى تتبعوا محمداً عن آخركم, ثم ذهب إلى أهله وأمرهم أن يمنعوا عن أهل مكة, فاستجابوا له وحبسوا خيراتهم عن أهل مكة, ولما أشتد ذلك على أهل مكة, أرسلوا إلى رسول الله (ص) أن يكتب إلى ثمامة, فكتب (ص) إلى ثمامة أن يفك عنهم الحصار ففعل.

هذا هو محمد نبي الرحمة. وهذه هي رحمته التي شملت كل الناس. ما أكرمه من نبي وما أرحمه من إنسان، ملئت حياته بالرحمة والحب، حب الله وحب الخير وحب الصلاح والصالحين وحب الإنسانية جمعاء.

هذا أخواتي الكريمات قليل من كثير ونقطة من بحر من سيرة البشير النذير، السراج المنير، فما أحوجنا أن نربي على هذه السنة والأخلاق الكريمة صغارنا وكبارنا.

يا رب صل على نبيك دائماً                           في هذه الدنيا وبعث ثان يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك وسلم إنك حميد مجيد.