منقول من مجلة زاد المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الصحابية الرُّبَيِّعُ بنتُ النَّضْر بن ضَمْضَم: وهي أنصارية من بني النجار، ويقال لها أيضا أم الرُّبَيِّعُ بنت البراء وهي عمَّة أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم حارثة بن سراقة الذي استشهد يوم بدر فقد جاءت رسول اللهﷺ بعد استشهاد ابنها وقالت له: أَخْبِرْنِي عَنْ حَارِثَةَ لَئِنْ كَانَ أَصَابَ خَيْرًا احْتَسَبْتُ وَصَبَرْتُ وَإِنْ لَمْ يُصِبِ الْخَيْرَ اجْتَهَدْتُ فِي الدُّعَاءِ وفي رواية “وإنْ كان غيرَ ذلك، اجتَهَدتُ عليهِ في البُكاءِ”‏.‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ‏”‏يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي جَنَّةٍ وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى وَالْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُهَا وَأَفْضَلُهَا”

يعني هي قالت لرسول الله إنه إن تقبله الله ستصبر وإن لم يتقبله فستدعو له ولكن طبعا رسول الله قد بشرها بأنه في الفردوس الأعلى‏. وأيضا في غزوة أحد استشهد أخوها أنس بن النضير فوُجِدَ في جسدِه بضعٌ وثمانون جرحا بين ضربةٍ وطعنةٍ ورميةٍ، فقالت: “فما عرفتُ أخي إلا ببنانه” فهذا كان مثال الصحابيات: الصبر وتقديم فلذات كبدهن في سبيل الله تعالى.

وورد في صحيح مسلم عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُخْتَ الرُّبَيِّعِ أُمَّ حَارِثَةَ، جَرَحَتْ إِنْسَانًا فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏”الْقِصَاصَ الْقِصَاصَ‏”‏  فَقَالَتْ أُمُّ الرَّبِيعِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُقْتَصُّ مِنْ فُلاَنَةَ وَاللَّهِ لاَ يُقْتَصُّ مِنْهَا.‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏”‏ سُبْحَانَ اللَّهِ يَا أُمَّ الرَّبِيعِ الْقِصَاصُ كِتَابُ اللَّهِ”‏.‏ قَالَتْ لاَ وَاللَّهِ لاَ يُقْتَصُّ مِنْهَا أَبَدًا، فَمَا زَالَتْ حَتَّى قَبِلُوا الدِّيَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏”‏إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ ‏”‏ وطبعا هذا يبين مكانتها عند الله تعالى وأنه قد استجاب لطلبها.