بقلم الأخت نور الهدى غانم
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
إن الغاية من خلقنا هي العبادة ولكن كيف لهذه العبادة أن توصلنا إلى معرفة الله تعالى.
معرفة الله أو العرفان الإلهي مسألة تهم الجميع ولا يمكن لأحد الاستغناء عنها.
يشكو كثير من الناس أنهم لا يجدون تلك الحلاوة واللذة التي تنجم عن الإيمان الصحيح، فيقولون: نصلي ونصوم ونحج البيت ونؤدي الزكاة ونتصدق ونقوم بالدعاء مع ذلك لا نرتقي إلى هذه الدرجة التي نجد فيها حلاوة الإيمان ولذته.
لقد تحدث حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه في إحدى خطبه عن موضوع العرفان الإلهي بالتفصيل لأنه موضوع هام وضروري لكل إنسان لدرجة لا يمكن لأحد أن يرجو النجاة دون معرفته بهذا الموضوع.
يقول حضرته رضي الله عنه:
إن العرفان الإلهي يهم كل إنسان، ولا يصبح الإنسان كاملا بدونه. لا شك أن أفراد جماعتنا يلتاعون إلى أن تتولد محبة الله تعالى في قلوبهم وتتجلى ذات الله تعالى في كل ذرة من كيانهم. ولكن مع هذه اللوعة الصادقة لا يتحقق لهم مرادهم ويشكون من عدم الحصول على تلك الأمور. كثيرون منهم يمضون لياليهم باكين ويصرفون نهارهم للوصول إلى مبتغاهم ولكن لا يلقون حبيبهم رغم الجهود والمساعي الكثيرة التي يبذلونها ولا تفتح عليهم أبواب العرفان الإلهي بل يظل جدار ما حائلا بينهم وبين محبوبهم
ما هو المراد من العرفان الإلهي وما هي طرق الحصول على المعرفة الإلهية؟
يقول حضرة المصلح الموعود في تعريف العرفان الإلهي:
إن المراد من العرفان الإلهي هو أن يجد الإنسان ذاتًا تتحلى بالصفات التي قرأها عن الله تعالى في الكتاب السماوي أو عَلِم عنها مثل صفة الرحيم والكريم والستار والغفار وغيرها، أي يجد الإنسانُ تلك الذات التي تتحلى بهذه الصفات التي يعاينها فيها، وإلا فلا يعني العرفان الإلهي أن يعلم الإنسان بأن الله تعالى هو الرحيم والكريم والرحمن، لأن هذا ما يعلمه جميع المسلمين
إنما العارف من يكسب معرفة الله تعالى وتعني هذه المعرفة أن يلمس فيه تلك الأمور التي تتميز به ذاته ولا توجد في غيره
إذًا فمعنى العرفان أن يجد الإنسان في أحد الصفات التي علم عنها وسمعها ويعرفه حق المعرفة أنه صاحب الصفات المذكورة.
أما عن طرق الحصول على العرفان الإلهي فيقول حضرته:
يقول الناس إن الله تعالى يُنال بواسطة الدعاء. لا شك أن الدعاء شيء عظيم، ولكن لا بد من اتخاذ الوسائل الأخرى معه إذ لا يستجاب الدعاء بدونها.
كذلك يقول:
يجب أن تضعوا في الحسبان أنه لا يمكن الحصول على العرفان الإلهي بسهولة ودون بذل جهد. وأن الدعاء لا ينفع إلا إذا كان مصحوبًا بالعمل والسعي
إضافة إلى ذلك لا يفوز أحد بلقاء الله تعالى بالدعاء وبذل الجهد فقط بل يجب أن يكون السعي في طريق سليم وصحيح لإحراز النجاح والحصول على المعرفة الإلهية.
إذًا طرق الحصول على العرفان الإلهي تتمركز في ثلاث نقاط وهي:
المواظبة على الدعاء
بذل الجهد
أن يكون هذا الجهد سليمًا وصحيحًا