يقول حضرة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام:
– يد الله تكون مع الجماعة والسر في ذلك أن الله يحب الوحدة، ولا تتحقق الوحدة دون الطاعة. كان الصحابة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذوي رأي سديد من الدرجة العليا وقد خلقهم الله تعالى على هذا النحو، فكانوا مطّلعين جيدا على مبادئ السياسة أيضا، ولكن كانت حالتهم أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كلما قال شيئا عدّوا كل ما قاله واجبًا العمل به. ولولا هذه الطاعة والخضوع الكامل فيهم، أو لو قدّم كل شخص رأيه لحدثت الفُرقة ولما نالوا تلك المراتب العليا.
– وقد أبدت جماعته نموذج طاعة الرسول وثبتت استقامتها فوق الكرامة لدرجة أنّ كل مَن كان يراهم ينجذب إليهم تلقائيا. فهناك حاجة اليوم أيضا إلى التحلي بحالة الصحابة ووحدتهم لأن الله تعالى جمع هذه الجماعة التي تُعَدُّ على يد المسيح الموعود مع الجماعة التي أعدّها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولأن تقدم الجماعة منوط بأسوة مثل هؤلاء الناس، لذا فأنتم الذين تسمَّون جماعة المسيح الموعود وتتمنون أن تلحقوا جماعة الصحابة عليكم أن تتصبغوا بصبغة الصحابة. فلتكن طاعتكم كطاعة الصحابة، والحب والأخوة المتبادلة كحبهم وأخوتهم. باختصار، يجب أن تتخلقوا بأخلاق الصحابة في كل شيء.
(الحكم، مجلد5، رقم5، عدد10/2/1901م ص1-2)

من كتاب نظام الخلافة والطاعة