وقالوا كيف تواردت أمةٌ على خطأ، وكيف نظن أنهم أخطأوا كلهم وأنتم المصيبون؟ يا حسرة عليهم! لم لا يعلمون أن الله غالب على أمره، فإذا أراد أن يخبئ شيئا فلا يفهمه الفَهِمون. ويقرؤون سُنَنَه في القرآن ثم يغفلون. ألا يعلمون أن الله قد يخفي أمرًا على المقربين من الأنبياء فهم بإخفائه يبتلون؟
وقالوا كيف نؤمن بهذا المسيح وقد بشر لنا أنه ينزل عند منارة دمشق، وأنه يقتل الدجال، ويحارب الأعداء فهم يهزمون.
وما يغُرنّهم ما جاء في أحاديث نبينا ص لفظُ دمشق، فإن له مفهوما عاما، وهو مشتمل على معان كما يعرفها العارفون. فمنها اسم البلدة، ومنها اسم سيد قوم من نسل كنعان، ومنها ناقة أو جمل، ومنها رجل سريع عمل اليدين، ومنها معان أخرى. فما الحق الخاص للمعنى الذي يصرون عليه وعن غيره يعرضون؟
وكذلك لفظ المنارة الذي جاء في الحديث.. فإنه يعنى به موضع نور، وقد يطلق على عَلَمٍ يُهتدى به. فهذه إشارة إلى أن المسيح الآتي يُعرَف بأنوار تسبق دعواه، فهي تكون له كعلم به يهتدون.
وقالوا إن المسيح الموعود لا يجيء إلا وقت خروج الدجال، وخروج يأجوج ومأجوج، وما نرى أحدا منهم خارجا، فكيف يجوز أن يستقدم المسيح وهم يستأخرون؟ أما الجواب فاعلموا..أرشدكم الله تعالى.. إن هذان لاسمان لقوم تفرّق شعبهم في زماننا هذا آخر الزمان وهم في وصف متشاركون. وهم قوم الروس وقوم البراطنة وإخوانهم، والدجال فيهم فَيجُ قسيسين ودعاةُ الإنجيل الذين يخلطون الباطل بالحق ويدجلون.
ألا تقرؤون في أصح الكتب بعد كتاب الله أن المسيح يكسر الصليب؟ ففي هذا إشارة بيّنة إلى أن المسيح يأتي في وقت قوم يعظّمون الصليب.. ألا تفهمون؟
وقد تبين أنهم أعداء الحق، وفي أهوائهم يعمهون. وقد تبين أنهم ملكوا مشارق الأرض ومغاربها ومن كل حدب ينسلون.