بسم الله الرحمن الرحيم
هذا النبي الذي هو اطهر من خلق الله واصدقهم واعظمهم استقامة وشفافية وبساطة ورقة وتواضعا وثباتا .
لقد تحكم حبه لله تعالى وإخلاصه له في جميع مجالات حياته ولكني اخترت ان اتحدث عن موضوع واحد وهو تعامله مع النساء عامة ومع ازواجه خاصة.
فقد كان (صلعم) عطوفا كل العطف وعادلا كل العدل مع زوجاته واذا اخطأت إحداهن في موقف ما ولم تف بما عليها من واجب الاحترام تجاهه فإنه كان يبتسم ويمرر الأمر .
فقد قال يوما للسيدة عائشة رضي الله عنها اني لأعرف اذا كنت عني راضية واذا كنت عني غضبى فقالت:”من اين تعرف ذلك” فقال “اما اذا كنت عني راضية فأنك تقولين لا ورب محمد واذا كنت غضبى علي قلت لا ورب ابراهيم ” قالت ” اجل اجل يا رسول والله ما أهجر إلا اسمك “
وقد كان لسيدتنا خديجة رضي الله عنها معزةً خاصة في قلب الرسول (ص) وذكراها لم تخفت في قلبه وعندما كانت تزوره صديقة من صديقات السيدة خديجة كان ينهض قائماً ليستقبلها وكان كثيرا ما يمدح السيدة خديجة امام زوجاته الاخريات ويذكر كم ضحت في سبيل الاسلام .
وقد كان رسول الله معنياً كل العناية بتحسين ظروف حياة النساء واهتم بنوع المعامله التي تلقاها النساء حتى وجد الناس حوله صعوبة في التكيف مع هذه المقاييس الجديدة فقد روى عن عمر رضي الله عنه قوله ان امرأتي راجعتني في شأن من شؤني فوبختها قائلا أن العرب لا تسمح للنساء بالتدخل في شئونهم فردت علي قائلةً ان ذالك قد فات أوانه فنبي الله يسمح لنسائه ان يراجعنه ولا يمنعهن أفانت خيراً منه؟
فقلت لها اذا فعلت عائشة ذالك فإن لها مكانه خاصة عند الرسول(ص) ولكنه (ص)ى لم يفرق بين ازواجه بالمعاملة وكان حريصاً على مراعاة شعور النساء حتى انه في إحدى المناسبات بينما كان يؤم الصلاة سمع بكاء طفل فأسرع في اداء الصلاة وذكر بعدها انه عندما سمع صوت بكاء الطفل ادرك ان الام سوف تشعر بالقلق لبكائه وهذا ما دفعه الى التعجيل بإنهاء الصلاة حتى تتمكن الام من العناية بطفلها .
وعندما كانت النساء يشتركن في اسفاره مع المسلمين كان يوصي دائما بهدوء الخطى والسير الخفيف فقد حدث في احد الاسفار ان دفع الرجال المطايا ليتقدموا مسرعين فصاح بهم الرسول رفقاً بالقوارير رفقاً بالقوارير
وقصد بذالك ان النساء المسافرات سوف يعانين المتاعب من رجة الحركة السريعة للجمال والخيل .
وقبل موته (ص) اوصى وشدد في خطابه للمسلمين على حسن معاملة النساء وإيلائهن العطف والاحترام وكان مما قاله واعاد القول فيه مراراً ان من رزقه الله من البنات فرباهن وعلمهن وأحسن تأديبهن كن له سترا من عذاب النار يوم القيامة.
ومن ذلك الحين تم تكريس حقوق النساء ولأول مرة بدأت المرأة تعامل كفرد كريم حر كامل الاهلية والمقومات الانسانية والمسؤولية الخاصة.
وهكذا نرى ان الرسول صلى الله عليه سلم كان معلما حقيقيا صادقا وامينا وكان يمارس ما يعظ الناس به
اذا عرفته وعرفت جميع تصرفاته فقد عرفت القرآن الكريم وإذا عرفت القرآن الكريم فيمكنك ان تتعرف على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
