بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى في كتابه الكريم (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) وتفسير هذه الآية موجود في الحديث الشريف، لمّا قال النبي (ص): كل مولود يولد على فطرة الإسلام فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه.

أيها الإخوة الكرام ألتمس منكم أن تتفكروا في هداية أساسية بينها النبي(ص) للحصول على أولاد صالحين ويجب أن نجتهد حق الاجتهاد بالعمل عليها .

فالأمر الأساسي لكل مسلم هو أن يتزوج من امرأة ذات الدين الإسلامي والخلق الحسن لأن الأرض الجيدة لها تأثير كبير على المنتوج الزراعي وكذلك الأم، فالطفل منذ الولادة يتغذى من ثدي أمه ويكبر في حجرها ويراقب أعمالها ويسمع كل أقوالها ولهذا فالأم الصالحة توصل الأولاد إلى الجنة.

أما الأمر الثاني الذي يجب أن نعمل به للحصول على الأولاد الصالحين هو الدعاء لله تعالى أن يهبنا الأولاد الصالحين فقد كان سيدنا إبراهيم عليه السلام يتضرع إلى الله كما جاء في سورة الصافات (رب هب لي من الصالحين)، وأذكركم أن دعاء الوالد للأولاد مستجاب كما بينه النبي (ص): “ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن، دعوة الوالد ودعوة المسافر ودعوة المظلوم “.

إن المسيح الموعود عليه السلام وضع طريقة للتعليم والتربية في فترة الطفولة قائلا: إن زمن الطفولة أجدر وأسهل لتحصيل العلوم الدينية لأن الذاكرة في سن الطفولة تكون قوية لذا فإن لم يتوجه المسلمون لتعليم أولادهم في هذه السن المبكرة فإنهم يضيعون أولادهم وكذلك التحذير للأولاد واجب فإن لم تمنعوهم عن السيئات في ذلك الوقت إذًا فالمستقبل لن يكون جيدا وإذا أدّب الولد في سن الطفولة فإنه يحفظها حفظا تاما.

والقرآن الكريم فرض حكما ضروريا وثابتا في تربية الأولاد حيث قال: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) سورة طه، ففي الحقيقة الصلاة وسيلة أساسية لإقامة العلاقة الذاتية والرابطة الوثيقة بين الله وعبده ولإقامة هذه الرابطة فإن النبي أمر بإقامتها في الأولاد من زمن طفولتهم حيث قال: (مرو أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين).

أما المصلح الموعود عليه السلام فيقول إن الصلاة وسيلة لإصلاح الجسم الروحاني فتعودوا على إقامة الصلاة الجماعة ومرو أولادكم بالحفاظ عليها.

وكذلك يجب أن نسأل دائما عن أصدقاء أولادنا الذين يقضون معهم معظم أوقاتهم لأن سيدنا المسيح الموعود نبّه المسلمين للمحافظة على أولادهم من صحبة الكفار والفجار قائلا إن لم تحفظوا أولادكم من صحبة النصارى والآرية وغيرهم فتذكروا أنكم لا تظلمون أنفسكم فقط بل إنما تظلمون القوم كله وتجنون على الإسلام وترتكبون ظلما عظيما.

وأُقدم لكم الآن بعض النصائح المتعلقة بتربية الأبناء من كتاب منهاج الطالبين لحضرة مولانا بشير الدين محمود أحمد المصلح الموعود:

أولا، يجب المحافظة على نظافة الطفل لأن الطفل النظيف في الظاهر يكون نظيفا وطاهرا من الباطن أيضا.

ثانيا، يجب تغذية الطفل في وقت معين لأن هذا يُولد لديه الصفات التالية: مثل؛ التقيد بالوقت وكبح جماح الرغبة العارمة والمحافظة على الصحة.

ثالثا، أن نحارب الطمع وأن لا نعطي الطفل كل شيء يطلبه لأن هذا يدربه على التصدي للأطماع عندما يكبر.

ينبغي عدم المغالاة في مداعبة الطفل وتدليله ويجب ألا يُحكى للطفل الحكايات المرعبة لأنها ستولد لديه الجبن.

عندما نطلب من الطفل القيام بأعمال معينة يجب أن تكون هذه الأعمال مناسبة لعمره وبالتالي سيولد لديه الشعور بالمسؤولية.

كذالك يجب أن نرسخ في قلب الطفل فكرة أنه طفل صالح ولطيف لأن هذه الفكرة سوف ترسخ في ذهنه وفي النهاية يصبح كذلك.

يجب أن لا ينشأ عند الطفل سلوك العناد فإذا عاند الطفل في أمر فيجب أن تحولوا انتباهه إلى شيء آخر.

يجب مخاطبة الولد بكل أدب لأن الطفل يقلد أبويه لذا يجب تجنب الكذب والتكبر والكلام اللاذع أمام الطفل لأنه سوف يقلدها ويتعلم هذه الأمور .

إذا أخطا الطفل يجب أن تتعاطفوا معه لدرجة أن يشعر بأن خسارة كبيرة لحقته ويجب إفهامه أن خطأه هذا أدى إلى هذا النوع من الخسارة وإذا أردنا توبيخ الطفل فيجب أن يكون ذلك على انفراد.

يجب أن نولد في نفس الطفل روح المشاركة مثل، اشراك أطفال آخرين في ألعابه وكذلك أن نعطيه بعض المال كمصروف ليتعلم صفة التصدق والتوفير ومساعدة الغير.

وفي النهاية أدعو الله أن يوفقنا جميعا لتربية أبنائنا التربية الصالحة المبنية على الأسس الإسلامية وأن يكونوا خداما صلحاء لهذه الجماعة المباركة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بقلم: سهاج محمود.