بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ” سورة الروم آية 21.
وروى ابن ماجه بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَن كان موسرا لأن ينكح ثم لم ينكح فليس مني. وهذا دليل على أهمية موضوع الزواج في الإسلام.
وذكر سيدنا المصلح الموعود رضي الله عنه ضرورة القيام باستخارتين الأولى هي الاستخارة العامة وهي أن ندعو الله تعالى للحصول على الزوج بشكل غير محدد كأن ندعو مثلا يا إلهي وفقني للزواج بإنسان صالح مناسب لي.
والاستخارة الثانية هي بعد أن يتم اختيار الزوج، يستخير لطلب الخير والبركة.
من شروط عقد النكاح:
أولا: أن يكون الرجل والمرأة مسلمين أحمديين عاقلين وبالغين.
ثانيا: رضى الطرفين أمر لا بد منه فلا يجوز أن يُكره الرجل على المرأة أو أن تُكره المرأة على الرجل فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تزويج المرأة بغير رضاها.
ثالثا: وجود الولي للمرأة والشهود، فلا يصح النكاح إلا بولي لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لا نكاح إلا بوليّ.
رابعا: الكفاءة في النكاح؛
فينبغي لمن أراد أن يخطب فتاة أن يحرص على أمور أهمها مسألة الدين فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تُنكح المرأة لأربع؛ لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك.
خامسا: الإيجاب والقبول من الطرفين ضروري عند إعلان النكاح فهو شهادة على أن النكاح قد تم عن رضى ومن غير إكراه أو عن كتمان.
سادسا: يُستحب إعلان النكاح في المسجد وذلك ليكون الإعلان في مكان مبارك وبشهود من المؤمنين.
أما بالنسبة للمهر فقد قال الله تعالى: وآتو النساء صَدُقاتهن نِحلة “سورة النساء” وقال أيضا: فانكحوهن بإذن أهلهن وأتوهن أجورهن بالمعروف” (النساء). فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يدفعون المهر في أول فرصة ممكنة، فعلينا أن نعمل بحسب ما عملوا وإذا لم يكن باستطاعة أحد أداء المهر دفعة واحدة يستطيع أن يكمله ويؤديه خلال فترة محددة.
وقد قال حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه في تحديد مبلغ المهر أنه: مقدار دخل الرجل من 6 أشهر إلى سنة وقد قررتُ هذا بناء على تعاليم سيدنا أحمد عليه السلام في قوانين الوصية حيثُ قرر حضرته دفع العشر من الدخل والأملاك كتضحية كبيرة وبشّر هؤلاء المضحين بالجنة فإن الدخل السنوي هو العشر من دخل عشر سنوات وعندما نحدده كمهر للزوجة فهذا كاف وواف وحسب رأيي إنه هو الحد الأقصى.
أما بالنسبة للحقوق والفرائض مثل: النفقة؛ فعلى الزوج أن ينفق على زوجته بالمعروف طعاما وشرابا وكسوة وسكنًا فإذا بخل بشيء من الواجب فهو أثم.
وعن إظهار الفرح عند الزواج فهذا أمر طبيعي فلا مانع من أن تُغنى أبيات شعرية طيبة وشعبية وأخلاقية في الأعراس ولكن ممنوع الأسراف في تبذير الأموال على الأعراس فقط من أجل التباهي والتبجح مثل توزيع الأطعمة بكثرة والألعاب النارية وإعطاء النقود وإحضار المغنين والراقصين فهذا كله حرام مطلق فعلى المتزوج إطعام وعمل وليمة للأقارب والأصدقاء ولكن بحدود المعقول, وكذلك يمنع تبرج النساء وخروجهن إلى الأعراس بلباس غير محتشم فقد يتساهل أغلبية الناس في هذا اليوم بحجة أنه فرح ولا يجب التشدد فيه فقد أخرج الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صنفان من أهل النار لم أراهما؛ قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد على ميسرة كذا وكذا.
والاختلاط بين الجنسين في الأعراس من المحارم فقد يقولوا أن النساء الموجودات في الحفلة معظمهن أو جميعهن من الأقارب فلا بأس من الاختلاط؛ إن هذا القول يخالف أمر الله فما دام قد فرق الله بين المحارم وغير المحارم فلا يجوز أن يلجأ الناس إلى مثل هذه الأعذار، وكذلك شرب الخمر والرقص والغناء فهو ممنوع منعا باتا حتى رقص النساء بين النساء فقط لقوله تعالى: ولا يضربن بأرجلهن، فما دام القرآن قد صرّح وبيّن بأن من الرقص تنتشر الفواحش فيجب على كل مسلمه أحمدية أن تلتزم بهذا الأمر. أما بالنسبة للغناء فلا بأس لو أنشدن بعض الأبيات والأغاني المناسبة وعلينا أن نودع العروسين بالأدعية كي يفتحوا حياتهم الجديدة بالبركات فهم بحاجة إلى الأدعية مع فرحهم وديننا الإسلام هو دين رحمة وأعطى للمرأة حقوقها وأوصى بمعاملتها برفق فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيرا، وقال أيضا: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها أخر، وقال أيضا: أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجرها إلا في البيت، وقال ما معناه: لا يجوز للرجل أن يبقى مشغولا في العبادة أو أمور دنيوية أخرى ليل نهار دون أن يؤدي حقوق الزوجة، بل واجب عليه أن يوفر قسطا من أوقاته للزوجة أيضا. ومقابل ذلك فقد أمر المرأة أن تبقى وفية لزوجها ولا تضيع ماله وتحفظ عرضه وتربي أولاده تربية حسنة. وأخيرا أحببت أن أختم كلمتي بنصائح قيمة قدمتها حضرة أم المؤمنين السيدة نصرة جهان رضي الله عنها للنساء فقالت لأبنتها السيدة مباركة بيغم رضي الله عنها عند زفافها: لا تفعلي شيئا خِفية على زوجك ولا تقومي بعمل تحتاجين إلى إخفائه على زوجك قط، وإذا لم يره الزوج فإن الله يراه لأنه في النهاية سيتبين الأمر وعند ذلك ستفقد المرأة اعتبارها.
وإن صدر شيء خلاف مرضاته فلا تخفيه على زوجك أبدا. بل قولي له بكل صدق ما قد صدر ففيه عزة، وفي الإخفاء ذلة، ولا تُحترم المرأة بعد ذلك.
إياك وأن تكلميه في حالة غيظه. عندما تجدينه ساخطا عليك أو على خادم أو طفل فاسكتي حتى ولو كان غيظه في غير محله وعن غير حق. وعند هدوء ثورته قومي بتفهيمه رويدا رويدا وفهميه أنه كان على خطأ. إن المرأة التي تجادل زوجها في حالة غيظه لا تبقى لها عزتها وكرامتها وقد تخرج كلمة قاسية بحقها فتهان بها.
وعليك أن تريه أن أعزاءه أعزاءك وأولاد أعزائه أولاد أعزائك ولا تفكري بأحد سوءا حتى ولو أصبت بسوء من أحد. ودائما لا تتمني إلا الخير للجميع. وإياك والانتقام على السوء بأي قول أو فعل، فيجعل الله لك الخير دائما.
وأما عن نصائح أمامة بنت الحارث لأبنتها يوم زفافها فكانت كالتالي:
أيْ بُنية إنك فارقت الجو الذي منه خرجت وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فأصبح بملكه عليك رقيبا مليكا فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا.
يا بُنية احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرا، الصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة والتعهد لموقع عينيه والتفقد لموضع أنفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب ريح والكحل أحسن الحسن والماء أطيب الطيب والتعهد لوقت طعامه والهدوء عنه عند منامه فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة والاحتفاظ ببيته وماله والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله فإن الاحتفاظ بالمال حسن التقدير والارعاء على العيال والحشم جميل حسن التدبير ولا تفشي له سرا ولا تعصي له أمرا فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره وإن عصيت أمره أوغرت صدره، ثم اتقِ مع ذلك الفرح إن كان ترحا والاكتئاب عنده إن كان فرحا فإن الخصلة من التقصير والثانية من التكدير وكوني أشد ما تكونين له إعظاما يكن أشد ما يكون لك إكراما وأشد ما تكونين له موافقة يكن أطول ما تكونين له مرافقة.
واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت والله يخير لك.
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما.
بقلم : سهاج محمود
