” ثم طلع علينا عام 1982 وودّعنا الخليفة الثالث -رحمه الله – لكن الله تعالى ساند جماعته في هذا الوقت العصيب وتم انتخاب الخليفة الرابع رحمه الله تعالى. فتقدمت الجماعة في عهده في آفاق جديدة حتى فقد العدو صوابَه وطار لبُّه برؤية ازدهار الجماعة، فحاول القضاء على الخلافة وبالتالي القضاء على الجماعة في زعمهم، لكن الله تعالى خيب الأعداء في مكائدهم وجاء بحضرة الخليفة الرابع إلى هنا بسلام؛ وفاءً بوعده وتضامنًا مع أحباء المسيح الموعود ‏عَلَيْهِ السَّلَام، وأهلكَ عدوّه الذي أراد القضاء على الخلافة حتى لم تسلم ذرة من جثته.
وبعد هجرة الخليفة الرابع إلى هنا بدأ عهد جديد لدعوة الإسلام، وتأسست فضائيتنا MTA، فبلغت دعوة المسيح الموعود ‏عَلَيْهِ السَّلَام إلى أرجاء المعمورة بشكل رائع، وتحقّق وعْد آخر من وعود ربنا مع المسيح الموعود ‏عَلَيْهِ السَّلَام بشوكة وجلال. فكان العدو يحاول القضاء على الخلافة ليجعلها كالعضو المشلول، لكن الله تعالى خطّط لإيصال دعوته ‏عَلَيْهِ السَّلَام إلى بيوت الناس بحيث لا يمكن أن تعيقها أية عوائق جغرافية. ولو أردتُ ذكر تقدم الجماعة بالتفصيل فلن ينتهي هذا الذكر في ساعات عديدة، وسأتناول هذا البيان في خطب الجلسة السنوية.
المهم أن هذا العهد الذهبي للخليفة الرابع – رحمه الله – كشف للجماعة غايات جديدة للتقدم والرقي، وانتهى في أبريل / نيسان 2003 حسب مشيئة الله. وعند وفاة سيدنا الخليفة الرابع رحمه الله خرَّت الجماعة ساجدةً على أعتاب الله تعالى من شدة الخوف، لأن هذا ما أُمر به المؤمنون وهذا ما يتميزون به، فإنهم كلما تعرضوا لمحنة خضعوا لله تعالى وأنابوا إليه.
باختصار، إن وعد الله تعالى بالتأييد وعد دائم، وهذا ما طمأننا الله به مسبقا. لقد بدل الله تعالى خوف الجماعة أمنًا بعد وفاة سيدنا المسيح الموعود ‏عَلَيْهِ السَّلَام، ليتحقق قولُه : “إن هذا الوعد لا يخصني أنا بل يخصكم أنتم”، وأيضا قولُه ‏عَلَيْهِ السَّلَام: “إن الله يُري قدرتين”، كذلك قد هيّأ الله تعالى للجماعة الأمنَ مرةً أخرى عند وفاة الخليفة الرابع رحمه الله تحقيقا لقول المسيح الموعود ‏عَلَيْهِ السَّلَام: “إن القدرة الثانية دائمة.” وقد رأى العالم بأسره هذا المشهد مرة أخرى.”

( خطاب يوبيل الخلافة لسيدنا أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز، الخليفة الخامس للمسيح الموعود عليه السلام في ٢٧ مايو ٢٠٠٨م)