“لقد تنبأ النبي(ﷺ) في حديثه الشريف عن أحداثٍ ستقع بدءًا من زمنه إلى الزمن الأخير، فقد ورد عن حذيفة قال رسول الله(ﷺ): تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون مُلكًا عاضًّا، فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون مُلكا جَبْريةً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة، ثم سكت. (مسند أحمد، حديث النعمان بن بشير).
فهذه هي كلمات السكينة والطمأنينة التي بشر بها النبي (ﷺ)المؤمنين الذين كان مقدَّرًا لهم أن ينضموا إلى جماعةِ العاشق الصادق للنبي (ﷺ). كان من المقدر أن تفور رحمة الله من أجل أتباع المسيح والمهدي ‏عَلَيْهِ السَّلَام. كانت الخلافة الدائمة على منهاج النبوة مقدَّرة لأتباع المسيح والمهدي ‏عَلَيْهِ السَّلَام. ومهما رفع الأعداء هتافات فارغة ومهما دقُّوا طبول الفرح والابتهاج فإن الخلافة سوف تهيئ لنا الأمن عند كل خوف. هذا قدر الله الذي لا يمكن ردُّه بحال من الأحوال. وهذا هو نصيب المؤمنين الصادقين، ولن تقدر حفنة من الأوباش ذوي الآفاق الضيقة والمعجبين بعلمهم المزعوم، على ردِّ هذا القدر المحتوم.
لقد زاد المسيح الموعود ‏عَلَيْهِ السَّلَام هذا الأمر وضوحا في كتابه “الوصية” لاطمئنان الجماعة، إذ كان يعرف أن الأعداء يزعمون دائما أن جماعات الأنبياء سوف تُدمَّر وتُباد على إثر وفاتهم. فيترقب المعاندون والمنافقون أن يروا افتراق تلك الجماعة، ولكن الله الذي يرسل أنبياءه إلى الدنيا ليُري قدرته عندئذ.. إن ذلك الإله حين بعث في الدنيا أفضل الرسل وخاتم الأنبياء سيدنا محمدا(ﷺ) أعلن على لسانه أن شريعته دائمة وأبدية. لا شك أن جماعته أيضا ستتعرض لبعض المحن بعد وفاته، ولكن الحديث النبوي يبين أن زمن غلبة الإسلام سيبدأ ثانيةً ببعثة المسيح الموعود وسيمتد إلى يوم القيامة. ستكون هناك معارضة، ولكنها سوف تزول كغثاء السيل وتتلاشى كما يتلاشى الغبار في الهواء.”

( خطاب يوبيل الخلافة لسيدنا أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز، الخليفة الخامس للمسيح الموعود عليه السلام في ٢٧ مايو ٢٠٠٨م)