يقول المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في كتابه “سفينة نوح”: إنكم حزب الله الأخير فقوموا بالعمل الصالح الذي هو الذروة في الكمال.
فيا مَن تعدّون أنفسكم من جماعتي اسمعوا وعوا جميعًا إنكم لم تعدّوا من جماعتي في السماء إلا إذا سلكتم سبل التقوى حقًا وصدقًا، فأدوا صلواتكم الخمس بخشية وخضوع كأنكم ترون الله تعالى وأتموا صيامكم بصدقٍ ابتغاء مرضاة الله تعالى وكل من وجبت عليه الزكاة فليؤدها، وكل من وجب عليه الحج فليحج ما دام ليس هناك مانع.
افعلوا الخير على أحسن وجه واتركوا الشر كارهين له.
واعلموا يقينًا أن كل عمل خالٍ من التقوى لن يصل إلى الله تعالى، إن التقوى هي أصل كل حسنة ولن يضيع عمل لم يفته هذا الأصل، لا بد أن تفتنوا بأنواع الآلام والمصائب كما افتتن المؤمنون من قبل فكونوا حزرين بألا تتعثروا.
الأرض لا تستطيع أن تضركم شيئًا إن كانت لكم صلة متينة مع السماء. إذا تضررتم فإنما تضررتم بأيديكم لا من أيدي العدو.
لو زالت عزتكم الأرضية كلها فلسوف يعطيكم الله في السماء عزّة لن تزول فلا تهجروه.
ولا بد أن تؤذوا وتروا خيبة آمال كثيرة، فلا تحزنوا على ذلك لأن ربكم إنما يبلوكم ليرى ما إذا كنتم ثابتين في سبيله أم لا. إن كنتم تحبون أن يثني عليكم الملائكة في السماء فاصبروا على الضرب والأذى وافرحوا، واسمعوا الشتائم واشكروا وواجهوا خيبة الآمال ولا تقطعوا الصلة. إنكم حزب الله الأخير، قوموا بالعمل الصالح الذي هو الذروة في الكمال. إن كل من يتكاسل فسوف يطرد من الجماعة كشيء رديء، و سوف يموت بحسرة، ولن يضر الله شيئًا، ألا إني أبشركم وبكل سرور بأن إلهكم لموجود حقًا لا شك أن الجميع خلقه إلا أنه ليصطفي من يختاره الله عز وجل ويأتي من يأتيته ويكرموا من يعظمهم سبحانه وتعالى، فتعالوا إليه لقلوب سليمة وألسنة وأعين وآذان مطهرة ، فلسوف يتقبلكم.