صورة من مراسم دفن الخليفة الرابع رحمه الله.

يقول حضرة أمير المؤمنين أيده الله: 

“لقد كان سيد طالع أحمد درة ثمينة وقد غادرتنا. لقد كتب قصيدة بدأها بقوله “أحب خليفتي أكثر من الآخرين” وختمها بـ”أحب خليفتي لكنه لن يعرف أبدًا”. يا حبيبي طالع أقول لك إنه حتى قبل كلماتك الأخيرة، علمت أنك أحببت وعشقت الخلافة، كان هذا الحب واضحًا من كل عمل. في كل لحظة عندما وقفت أمامي ممسكًا الكاميرا في يدك وحتى عندما كنت تقابلني بدون كاميرتك، كان هذا الحب واضحًا من البريق في عينيك ومن تعابير الفرح الفريد على وجهك. كل تصرف قمت به يظهر حرصك على التعبير عن حبك للخلافة.”

                                                                                   (خطبة الجمعة, 3.9.2021)    

بتاريخ 24 من شهر أغسطس 2021, الموافق 14 محرم 1443 هجري, أكثر الخادمين المخلصين للجماعة تابع حقيقي للخلافة ومثال لواقفي الحياة (وقف زندگی), سيد طالع أحمد ارتقى لمكانة شهيد- شهيد في سبيل الله. الشهيد سيد طالع أحمد كان في غانا يقوم بتصوير بعض الفيديوهات لقناة الجماعة (MTA) عندما قام أحد اللصوص بإطلاق النار عليه. 

الشهيد سيد طالع أحمد

يقول والد الشهيد سيد هشام أحمد صاحب: 

“في سنة 1989 أشرف أمير المؤمنين آنذاك حضرة الخليفة الرابع رحمه الله على إعلان نكاحي, وكنت قد طلبت منه الدعاء للذرية الصالحة, هذا الطلب أسعد أمير المؤمنين وقد ظهرت الابتسامة على وجهه فقال لي وهو يهز رأسه: نعم سأفعل إن شاء الله. حينها طالع لم يكن بالحسبان لكن الدعاء بدأ من وقتها.” 

ولد سيد طالع أحمد بتاريخ 9.2.1990 لسيد هاشم أحمد صاحب وطيبة أحمد صاحبة. 

سيد طالع أحمد في طفولته

تقول والدته: 

“لقد قدّمنا طلبًا لحضرة الخليفة الرابع رحمه الله أن يتقبله في صفوف الوقف نو, وقد وافق حضرته على هذا الطلب. وهو الذي سماه بهذا الاسم الذي يعني المحظوظ أو الشخص المشرق مثل الشمس.”

صورة تجمع سيد طالع أحمد مع حضرة الخليفة الرابع رحمه الله

كان هذا الطفل الأكثر حظًا من نسل أسلافه المباركين والمقدسين, من جهة والده كانت جدته ابنة مرزا بشير أحمد (ر.ض) أحد الأبناء المباركين للمسيح الموعود عليه السلام. أما من جهة والدته فقد كان حفيد الدكتور حميد خان صاحب والسيدة ساجدة حميد. ولكن كان لجده الأكبر من أب أبيه حضرة مير محمد إسماعيل (ر.ض) النسب الأكثر بركة الذي يعود نسبه لحضرة النبي الأعظم النبي محمد (ص). 

شجرة عائلة سيد طالع أحمد

يقول والده: 

” من كل أفراد هذا النسب المبارك اختار الله تعالى سيد طالع ليرتقي لمنزلة الشهيد. لقد أدرك ابني عظمة أن تولد لعائلة يمتد نسبها لنبي، عندما تولد لهذة العائلة لن تكون حياتك ملكًا لك, إنما هي أن تعيش من أجل الله, عليك أن تعيش حياتك بالطريقة التي يريدها هو منك, وعليك أن تموت بالطريقة التي يختارها لك. وأنا فخور بأن أقول إنه حقق ذلك بكل لحظة من لحظات حياته. بإدراكه للمسؤولية التي تحتمت عليه بصفته فردًا من أفراد عائلة المسيح الموعود عليه السلام. وعلاوة على هذا أنه ولد من نسل عائلة النبي محمد (ص).”

لقد كانت والدته تطمح بأن يصبح ولدها طبيبًا لأنه خارق الذكاء, وقد درس العلوم لكي يكمل دراسته بموضوع الطب إرضاءً لأهله لكنه لم يكن شغوفًا بهذا. بل لطالما حلم بأن يكرس كل حياته لخدمة الجماعة والانضمام لصفوف الوقف زندگی. وعندما رأى حضرة أمير المؤمنين ذلك نصحه بتعلم الصحافة والانتقال للعيش في دار الضيافة. 

يقول والده: 

” منذ ذلك الوقت لم يعد سيد طالع الشخص الذي عهدناه, عندما كان بيننا كان مثل الجوهرة المغطاة بالأتربة والتي بدت مثل الحجر, لكن أمير المؤمنين قام بتنظيفها وتحويلها لدرة. 

تقول والدته: 

“عندما سمعنا خبر استشهاده, قرأ أخي عبد بعض الرسائل التي أرسلها أمير المؤمنين أيده الله والتي قال فيها بأن الشهيد كان مثل (الهيرا) درة. وفي لحظتها شعرت بالامتنان لله وشعرت ببركات الخلافة, لأنه قبل عدة سنوات عندما تقدم سيد هشام أحمد لخطبتي صليت الاستخارة, حلمت حلمًا “أنني كنت أسير في طريق جليدي وانتهى بي المطاف بمقصورة خشبية وقد كان بداخلها رجلًا يبدو قدسيًا يرتدي قبعة مسطحة كما يرتدي غالبية الأحمديين وقد علمت عن هذا الرجل أنه جدير بالثقة شعرت بالاطمئنان له وقد وضع أمامه الكثير من المجوهرات, وقد أخذتُ انطابعًا أنه فائق الثراء. وفي تلك اللحظة دخل سيد هشام صاحب “زوجها المستقبلي”, وأخذ جوهرة بحجم صخرة ووضعها أمامنا كما وأنه يقول إنه هو أيضًا من الأغنياء. بالطبع المفهوم هنا الأغنى من ناحية روحانية, وعندما ذكر أمير المؤمنين عند استشهاد طالع بأنه  كالجوهرة . شعرت بترابط وبأنه تحقق هذا الحلم.” 

في سنة 2013 عُين سيد طالع كوقف زندگی على يد حضرة خليفة المسيح أيده الله. وقد عُين في مكتب التحرير والإعلام الخاص بالجماعة. وقد عمل هناك لمدة ثلاث سنوات. كان يقضي نصف وقته في MTA news (أخبار الجماعة) ونصفه الآخر في مكتب التحرير. بالإضافة لهذا فقد أصبح منشغلاً أيضًا بفعاليات مجلس خدام الأحمدية وقد خدم لمدة طويلة كمهتم صحة في مجلس أطفال الأحمدية. وعمل أيضًا كمحرر لمجلة طاهر. وعمل بعدة مناصب تخص الإشاعة والنشر في مجلس خدام الأحمدية. وقد قضى وقته بالبحث عن طرق لخدمة الجماعة على أفضل وجه. سيد طالع صاحب كان مطيعًا وغمره حب عميق للجماعة وكان هذا ظاهرًا بأفعاله. 

يقول أحد أصدقاء سيد طالع: 

” أتذكر هذا بوضوح قبل بضعة أشهر عندما كان حضرة أمير المؤمنين أيده الله يَعقد لقاءً افتراضيًا ذكر فيه أن على المبشرين أن يكرسوا ولو ساعة على الأقل لأداء صلاة التهجد. سمع سيد طالع ذلك وعزم أن يواظب على هذا الفعل وكأن الكلام كان موجهاً له.” 

لقد شغل سيد طالع أحمد منصبًا بالطاقم الإخباري في قناة الجماعة. فقد كان أحد مقدمي الأخبار كما وعمل على كثير من الأفلام الوثائقية التي لامست قلوب الشباب. أهمها كان عن انتخاب حضرة الخليفة الخامس, وقد بارك أمير المؤمنين بهذا الفيلم وسماه أربعة أيام بدون قائد (four days without a shepherd). 

لحظاته الأخيرة:  يقول السيد عمر فاروق وهو أحد أفراد الطاقم الذي تعرض لهذا السطو: انه بعد أن قام قطاع الطرق بإطلاق النار عليهم كان رأس طالع موضوعا على فخده وكان يسأله مرة بعد أخرى: هل بلّغوا حضرة الخليفة بحادثنا، وهل طلبوا منه الدعاء. ويتابع السيد عمر فاروق: لقد أخبرنا السيد سيد طالع ونحن نذهب به إلى المشفى أنه عند سماع إطلاق النار كان قد دفع بالحاسوب والأشياء الأخرى تحت المقاعد فورا، وهي محفوظة هنالك، وعليكم أخذها من هنالك. ثم إنه سأل عن الكاميرا والهاتف والحاسوب وغيرها وقال هل هي محفوظة، إذ كان قلقا على ضياع هذه التسجيلات. فكان جلُّ همِّ الشهيد طالع حفظَ أمتعة الجماعة وأموالها وحفظ ما سجله من تاريخ الجماعة ببذل جهد جهيد.

ويتابع: بينما كنا في السفر ونحن مصابون بالجراح قال لي السيد طالعٌ: قُلْ للخليفة إني أحبّه، وقُلْ لعائلتي إني أحبّهم. وكان يردّد هذا الكلام كلما يصحو من الإغماء قليلا، ولم يحدث هذا مرة بل حصل مرارا. وقال أيضا: لقد اعتنيتم بنا كثيرا، وساعدتمونا بكل طريقة ممكنة، وأنا أشكركم على ذلك من أعماق قلبي.

يقول حضرة أمير المؤمنين أيده الله: 

خلال مراسم دفن الخليفة الرابع رحمه الله, تقدم ووقف بجانبي, وقتها لم أكترث لهوية الشخص الذي وقف بجانبي. اليوم بعد مشاهدة الصور مرةً اخرى أدركت من هذا الشخص وماذا قصد بفعله هذا. لقد كان هذا الصبي البالغ من العمر 13-سنة هو سيد طالع أحمد الذي تعهد بصفته وقف نو أن يكبر ليصبح مساعدًا ومناصرًا لهذه الخلافة. وبعد مرور عدة سنوات وإكمال دراسته وفى بعهده على أكمل وجه.”  

                                                                                              (خطبة الجمعة, 3.9.2021)

هذه كانت مقتطفات من سيرة الشهيد سيد طالع أحمد الذي كان فعلاً مثالاً للشاب الأحمدي والخادم الصادق لجماعة المسيح الموعود عليه السلام ولخلافة هذا الزمان, والذي لقبه حضرة أمير المؤمنين أيده الله بالدرة. فلزامًا علينا نحن أبناء الجماعة أن نحتذي به و نوطد علاقتنا بخليفة الوقت لننال الفلاح في الدنيا والآخرة. 

المصادر: 

خطبة الجمعة لحضرة أمير المؤمنين,3.9.2021, مسجد مبارك- تلفورد. 

MTA News

انستجرام: thelightofallah, @ahmadi_answers@ 

لقصص اخرى تابعة لزاوية “قصة وصورة”