(الأحزاب 54)

لقد نهى الله تعالى أمهات المؤمنين والصحابة أن يتجاذبوا أطراف الحديث ويستأنسوا به تحت أي مبرر، رغم طهارتهم، لأن هذا لا يليق. لأن الأنس في الحديث يولَّد مشاعر تعلق غير مناسبة مع الوقت.

وفي هذا الزمان، كثيرا ما يندفع الرجال والنساء للأنس في الحديث في النت ووسائل التواصل الاجتماعي، وتنشأ بينهم صلات وروابط، بحجج في ظاهرها نقية؛ كمثل المجموعات المختلطة التربوية والدراسية والدينية الدعوية والثقافية أو العلمية أو المتخصصة في شيء ما كعلم النفس وغيرها، وهذا يؤدي إلى مفاسد منظورة وغير منظورة. وقد لاحظت أنه في هذه المجموعات أحيانا تكون المنشورات التافهة التي تتضمن المزاح والأحاديث الخاصة هي التي تأخذ أعلى نسبة تفاعلات، ويبدو أن النساء خاصة والرجال لا ينتبهون أن الذي على النت هو شخص غريب لا يجوز أن أدخله غرفة الجلوس وأتجاذب معه أطراف الحديث أو أمزح معه، وكأن النت عالم مختلف.

أقول؛ إذا شعرت المرأة خاصة والرجال والنساء عامة بالتعلق بمجموعة فيسبوك أو واتس أب، وإذا انتقلت الأحاديث أحيانا من العام إلى الخاص، فإن هذا خطأ مهما كان المدخل والمبرر.

وهذا لا يعني أن المرأة ممنوعة من التعليق على ما هو مفيد أو كي تفيد هي فيما تعلمه في أمر معين، ولكن يجب مراعاة عدم الاستئناس بالحديث وعدم التعلق.

بقلم الأخ المهندس تميم أبو دقة