في هذه الأيام تُطلب من الشباب خدمة تقديم الطعام إلى النساء في بعض المناسبات كالزواج أو حفلات أخرى وهذا ينافي مقتضى الحجاب بكل وضوح.
قال حضرة أمير المؤمنين أيده الله بنصره العزيز موجها الأنظار إلى هذه العادة السيئة:
” في بعض الأماكن يُكلّف الشباب بخدمة تقديم الطعام إلى النساء بمناسبات الزيجات. يجب الانتباه إلى مدى التشديد على موضوع الحجاب, ناهيك أن يُكلّف الشباب ويقال إنهم ما زالوا صغار السن. الذين يقال إنهم صغار السن يكونون قد بلغوا السابعة عشر أو الثامنة عشر من عمرهم على الأقل أي بلغوا سن البلوغ حتمًا. وتكون الفتيات الشابات أيضًا في حفلات الزواج, يتجولن هنا وهناك. وأضف إلى ذلك الندل الذين يُكلفون بهذه الخدمة لا تكون سيرتهم معروفة. إذاً لقد أُمر بالحجاب أمام من بلغوا سن الرشد.
وحتى إذا كان الندل صغار السن تكون أذهانهم قد فسُدت على أية حال بحكم الصحبة الذين يجلسون فيها والأجواء التي يعملون فيها – إلا ما شذّ وندر – ولا يكون لسانهم نزيها ولا أفكارهم.
ذات مرة أمر الخليفة الرابع رحمه الله بتشكيل فريق من أعضاء مجلس خدام الأحمدية وأطفال الأحمدية ليخدموا في حفلات الزواج وغيرها. وهكذا ستتم خدمة الناس وتقل النفقات أيضًا. هناك عائلات لا تستطيع أن تتحمل نفقات النّدل أصلا, ومع ذلك يستخدمهم البعض رياءً فقط.
لو قام أعضاء خدام الأحمدية وأنصار الله وعضوات لجنة إماء الله – إذا كان الحفل للنساء – بهذه الخدمة لانتهت بالمجتمع الأحمدي عادة تكليف الشباب من الخارج أما إذا كانت عائلة ما راغبة في استدعاء النٌّدل وبذل النقود على أية حال, فليخدم الرجال في قسم الرجال وتخدم النساء في قسم النساء.
يجب ألا يكون هناك شعور بالدونية, وكما قلت من قبل إن بعض الناس ينفقون الأموال تقليدًا للآخرين, وهذا ينمُّ عن الشعور بالدونية. أما إذا عزم المرء على العمل بحكم القرآن الكريم وإرساء دعائم الطهارة فسيتم العمل على أية حال, وإلى جانب ذلك ستنالون الثواب أيضًا.
(خطبة الجمعة بتاريخ 30/1/2004 في مسجد بيت الفتوح) كتاب الحجاب ص 66