يقول المسيح الموعود عليه السلام:
“إن الإنسان بحاجة إلى شيئين من أجل إسعاد نفسه، أحدهما هو أن يبقى في مأمن مما يواجهه في الحياة الدنيا القصيرة من المصائب والشدائد والابتلاءات، وثانيا: أن ينجو من الفسق والفجور والأمراض الروحانية التي تُبعده عن الله تعالى.
فالمراد من حسنة الدنيا هو أن يبقى الإنسان محفوظًا -جسديًا وروحانيًا- من كل بلاء وخزي وحياةٍ قذرة. [خُلق الإنسان ضعيفًا] فإذا أصيب الإنسان بألم في الظِفر فقط تصبح حياته لا تطاق، كذلك عندما تكون حياة أحد فاسدة – خذوا فئة المومسات مثلًا تروا كيف مُلئت حياتهن ظلمة وهنّ كالبهائم دون أدنى انتباه إلى الله والآخرة- فحسنة الدنيا هي أن يحفظ الله العبدَ من كل بلاء ومن كل جانب سواء أكان متعلقًا بالدنيا أم بالآخرة.
أما جانب الآخرة في الحسنة المذكور في [في الآخرة حسنة] فهو أيضًا ثمرةُ حسنةِ الدنيا.
فلو نال الإنسان حسنة الدنيا لكان في ذلك تفاؤلًا حسنًا عن الآخرة. إن الذي يقول بأنه لا حاجة لطلب حسنة الدنيا بل ينبغي طلب حسنة الآخرة فقط فهو مخطئ.
إن الصحة الجسدية وغيرها أمور تريح الإنسان وبفضلها يستطيع أن يكسب شيئا للآخرة، ولذلك تسمَّى الدنيا مزرعة الآخرة، والحق أن الذي يعطيه الله تعالى الصحة والعزة والأولاد والعافية في الدنيا وله أعمال صالحة يُتوقع أن تكون آخرته أيضا حسنة.”
(الحَكم، مجلد1، رقم8، عدد 2/1/1903م، ص79)