كانت لحضرة المصلح الموعود (ر.ض) زيارتان للدول العربية أولها كانت سنة 1912 وقد زار حضرته مصر للتمكن من اللغة العربية وأدى فريضة الحج في مكة
الزيارة الثانية لحضرته لدول العربية كانت سنة 1924, حيث إقترح بعض المسؤولين في دولة بريطانيا إقامة مؤتمر للأديان بلندن يدعى إليه ممثلو الأديان المختلفة من أرجاء الدولة البريطانية العظمى ليسلطوا الضوء على أصول أديانهم و يوضحوا مبادئها. وجهت هذه الدعوى ايضاً لحضرة المصلح الموعود, وقرر حضرته السفر بتاريخ 12يوليو 1924. حيث أعد حضرته خطابه العظيم الأحمدية.. أي الإسلام الحقيقي, التي ألقاها حضرة محمد ظفر الله خان. كما ووضع حضرة المصلح الموعود حجر الأساس لمسجد بيت الفضل في لندن. وقبل خروجه للرحلة تقرر زيارة حضرته مصر بلاد الشام وفلسطين.
في طريق عودته الى الهند صعد حضرته لباخرة متوجه الى بورسعيد ومن ثم ذهب للقاهرة ومكث فيها يومين ومن ثم توجه حضرته إلى فلسطين بالقطار.
ما إن وصل القطار الى بيت المقدس ونزل المسافرون حتى جاءه أحد السدنة (وهم المشايخ الذين يعرفون الزوار على الأماكن المقدسة ويعيشون على ما يعطيهم الناس لقاء خدماتهم) وكان يحمل ورقة مكتوبًا عليها “حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد”. لقد عرف هذا من مصدر ما قدوم الخليفة الى القدس فبحث عنه حتى وجده وتحدث اليه ورجا أن يقيم عنده لأنه يريد أن يخدمه فشكره الخليفة الثاني (ر.ض) على عرضه.
مكث حضرته في فندق (New Grand Hotel) لمدة يومين وزار الأماكن المقدسة منها مقابر الانبياء في الخليل. كما وزار مسجد سيدنا عمر وسجد في محرابه مطولا. وزار المسجد الأقصى, وطريق التي عذب بها المسيح الناصري ومكان الصليب والقبر الذي وضع به بعد إنزاله عن الصليب وغيرها من الأماكن المقدسة.
خلال مكوثه في القدس التقى حضرته خلال مكوثه في القدس ببعض كبار القادة المسلمين وزعمائهم. وقد قال حضرته عن هذا اللقاءات: “لقد قابلت كبار المسلمين هناك, ولاحظت أنهم مطمئنون من قبل اليهود ويرون أنهم ينجحون في إخراجهم من تلك البلاد. غير أنني أرى أنهم على خطأ. إن اليهود مصممون على استعادة بلاد آبائهم,(حسب معتقدهم), ويبدو من النبوءات القرآنية وبعض إلهامات المسيح الموعود عليه السلام أن اليهود سوف ينجحون في استيطان هذه البلاد. وأرى أن شعور زعماء المسلمين بالاطمئنان سيؤدي إلى دمارهم”.
المصدر: نديم طاهر. “مسيرة العرب”. مجلة التقوى عدد خاص بمناسبة اليوبيل المئوي للخلافة. رئيس التحرير: أبو حمزة التونسي. المجلد 21, 2008, صفحة: 372-379.