بقلم الاخت سهاج ام سليمان
هناك سبع قارات في هذا العالم وأكثر من مائتي دولة في مناطق مختلفة من العالم مأهولة من قبل دول مختلفة وأنواع مختلفة من الناس . أفكار السياده الوطنية موجودة في كل مجموعة من هذا العالم يعتقد الجميع أن عائلاتهم وقبيلتهم وأمتهم وعرقهم يختلف عن الآخرين.
يعتقد الكثير من الناس أن مجتمعهم متفوق بينما الجميع أدنى وتتخذ هذه الكبرياء والغطرسة شكل الكراهية والشجار والمنافسات والحروب التي تؤدي إلى تدمير السلام العالمي.
إذا نظرنا إلى تاريخ الجنس البشري فمن الواضح أن السبب الجذري للصراع والحرب هو الكبرياء (قتل قابيل هابيل) لقد أقيمت العديد من الحروب في تاريخ البشرية بسبب هذا الفخر سواء كان الفخر عرقيًا او لغويًا أو إقليميًا فهو بمثابة سم قاتل للمجتمع. خَلَقت وفاة رجل أسود في الولايات المتحده حالة من الفوضى وتجري الاحتجاجات ضد هذا الظلم في جميع أنحاء البلاد وفي مختلف دول العالم يطالب المتظاهرين بوضع حد لقرون من سوء معاملة السود .أصبح Black lives matter اتجاهًا في جميع أنحاء العالم.
كل البشر متساوون، الإسلام هو اسم مدونة كاملة لقواعد السلوك، فيها عولمة وفقًا للاسلام جميع البشر متساوون كما قال الله تعالی في القرآن (يأیها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرًا ونساء) ( النساء 2 ) . ويقول عز وجل أيضًا في مكان آخر (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) (سورة الحجرات 13) في هذه الآية ينكر الله تعالى بوضوح التحيز العنصري ويقول أيضًا إننا خلقنا الإنسان من نفس واحده ثم نشرنا الجنس البشري كما لو أننا بكلمات أخرى كلنا أبناء آدم واحد. وتنكر هذه الآيات بوضوح موضوع الكبرياء وأنه لا توجد أهمية القبيلة أو لون أو عرق كل هذه الأشياء مصنوعة فقط لتقديم الإنسان وتحديد هويته، أما المعيار الوحيد للفضيلة في نظر الله هو التقوی.
أنكر نبينا الحبيب محمد ( صلی الله عليه وسلم ) أي نوع من الكبرياء العنصري والقومي لقد قضى النبي الكريم ( صلی الله عليه وسلم ) في خطبة الوداع على هذه الفكرة تمامًا، قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس إن ربكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى إن أکرمکم عن الله أتقاكم. الراوي جابر بن عبدالله) إن كلمات الرسول الكريم هذه هي في الواقع منارة للعالم .هذا هو التعليم الإلهي الذي من خلاله يمكن إدارة نظام هذا العالم بأفضل طريقة ممكنة.
الناس على أساس العرق واللون مما يسبب مشاكل جديدة كل يوم أصبح التحيز العنصري حقيقة مرة في العالم اليوم يتم التعامل مع سيدنا الحبيب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في مرات عديدة في حياته ألغي عملية التمييز العنصري وقدم لنا مثالا يحتذى به وسلم العَلم لبلال الحبشي بمناسبة فتح مكة وقال: (من كان تحت راية بلال يسلم) فهذا واضح جدا أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر جميع أنواع التعصب. إن الإسلام لم ينكر التمييز العنصري فقط بل دحض الإسلام جميع أشكال التعصب أيضًا كما قال الله تعالى في كتابه الكريم (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد اإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون( الحجرات 12 .)) ونعرف من هذه الآية الكريمة أن الله أنكر كل أنواع التعصب وأمر أن لا نقوم بالسخرية من أي شخص أو من أي أمة لأننا لا نعرف مقامها في عين الله تعالی.
قد بعث الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ومن أجل خير العالم كله رسالة النبي صلى الله عليه وسلم عالمية وموجهه إلى أهل كل لون وعرق وأمة وممن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم غني وفقير وفيه عرب و غیر عرب هناك السود وكذلك البيض لكن معيار الفضيلة وقياسها ليس أي لون أو عرق بل التقوى فقط وأمر الله في القرآن الكريم جميع المؤمنين أن يتحدوا وأن يمتنعوا عن الفرقة قال الله تعالى في القرآن: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا . (آل عمران 401).
في هذه الآية الكريمة يأمرنا الله تعالى أن نكون واحدًا كالجسد ولا يذكر فيها أي لون أو عرق أو قبيلة فما هي صفة الإنسان في أن يكون متعجرفًا على أساس طبقته أو لونه أو عرقه ؟
وفي الأخير أرجو من الله أن يوفقنا بما فيه خير لنا ويجعلنا الله من جمیع عباده المطيعين ويخلصنا من كل أنواع الكبرياء والغطرسة آمین یا رب العالمين.