منقول من مجلة زاد المسلمة
قبلت السيدة كريستين شريف الأحمدية عام 2013. وهي تعمل حاليًا بدوام كامل كمستشارة مستقلة للعنف الجنسي لدى شرطة بدفوردشاير. تساعد كريستين ضحايا الاعتداء الجنسي في الحصول على الدعم المناسب وعلى تغيير حياتهم، كما تعمل كممثلة عنهم، وتحاول أيضًا تحسين خدمات رعاية الضحايا على المستوى الفردي والمحلي والوطني وفيما يلي مقال كتبته كريستين بعنوان: “رحلتي إلى الأحمدية”
قبلت صدق الأحمدية وتعاليمها عام 2000، ولكني بايعت رسميًا عام 2013. كنت على اتصال مع السيد سميع الأمير الإقليمي للجماعة في هرتفوردشير آنذاك وزوجته، ثم مع الإمام باجوا، وأروبة وعمر رانا في السنوات التي تلتها. وأود مشاركتكم قصة رحلتي إلى الأحمدية: بدأت القراءة عن الإسلام بعد زواجي من مسلم وذلك بداعي الفضول فقط.
نشأت في المملكة المتحدة كمسيحية، ولكن مثلي مثل الكثيرين اليوم لم يكن لدي أي فهم أو اهتمام حقيقي بالدين واعتقدت أن الدين هو للناس التي تُقاد “كالأغنام” حيث أنهم أناسٌ لا يمكنهم التفكير -بحسب فهمي في ذلك الوقت-، كما اعتقدتُ أيضًا أنّ العلم والدين لا يجتمعان. لقد كنت دائمًا أفكر بطريقة علمية وكنت أهتم بالعلوم دائمًا.
زرت باكستان وقرأت مختلف الكتب، لكنني غضبت لأنني رأيت المعلومات موجهة للذكور وضد النساء. ففكرت أنه سيكون بإمكاني الوصول إلى مجموعة أفضل من المواد حول الإسلام عند عودتي إلى إنجلترا لأني كنت أرى أن الثقافة المحلية قد طغت على ما قرأته مما شوه صورة الإسلام، وهكذا لم أستسلم.
في إنجلترا، قرأت المزيد من الكتب ولكني مرة أخرى لم أتقبّل ما قرأت وبدأت أشعر بالسوء تجاه نفسي، فوفقًا للإسلام لم أكن أمشي بشكل صحيح، أو أتناول الطعام بشكل صحيح، أو أقص أظافر قدمي بشكل صحيح إلخ…بدا الأمر كما لو أن الأولويات مقلوبة رأسًا على عقب، فأين الإنسانية والأخلاق الأساسية؟ لذا تركت الموضوع لفترة. ثم حفزني تعطشي للمعرفة مرة أخرى؛ فقررت أن أذهب مباشرة إلى مصدر الإسلام.. القرآن.
لم يكن كتابًا سهل القراءة، ولكني كنت أرى كيف يمكن أن يكون مفتوحًا للتفسير. وفي أحد الأيام كنت في المكتبة وصادفت كتابًا بعنوان “الوحيوالعقلانية، المعرفة والحق” فقرأته وقد أذهلني جدًا. لقد ضرب على وتري الحساس وأرضى رغبتي في اجتماع العلم والدين معًا. لقد آمنت بالله على الفور!
الآن، كان عليّ أن أقرأ المزيد من كتب المؤلف، حضرة ميرزا طاهر أحمد رحمه الله. لم يكن لدي أية فكرة عن الطوائف المختلفة في الإسلام، ناهيك عن ما هي الأحمدية. في النهاية تعقبتُ مسجداً في برمنغهام، حيث التقيت الإمام باجوا، الذي اقترح علي أسماء بعض الكتب. وكنت كلما قرأت أكثر، أردت القراءة أكثر .ثم أدركت أن هناك مدارس فكرية مختلفة في الإسلام وتعاليم مختلفة، وكان الأمر أشبه بحقل ألغام! ومع ذلك، سعيت للتعلم. ولكن كيف يمكنني أن أقرر ما هو الحق وما هو غير ذلك مع هذه المجموعة الواسعة من المعلومات التي تدور في رأسي؟
فقررت اختيار موضوع لدي خبرة فيه وسأنظر إلى ما يقولونه جميعهم عن هذا الموضوع.. والذي هو “المرأة”، فلن أكون خبيرة في أي موضوع أكثر من خبرتي بالجنس الذي أنتمي إليه.
لقد قطعت جبالاً من المعلومات من مختلف الطوائف عن المرأة في الإسلام، بعضها قمعي، والبعض الآخر متحرر تمامًا ولكن لم يشرح أي منهم الأمر بعمق مثل ما فعلت الأحمدية. ومع ذلك، كانت هناك أشياء لم تعجبني في تعاليم الأحمدية، ولفترة أعجبت بالمجموعة التي لم تعترف بالحديث أو السنة، ولكني بعد ذلك بدأت في التشكيك في الهدف من بعثة الأنبياء وأدركت لحسن الحظ بفضل الله تعالى أنهم قدوة، يعلّمون ويقودون وبدونهم نحن عرضة لسوء التفسير وللعقيدة الخاطئة.
أدركت بطبيعة الحال الكراهية تجاه الأحمدية من قبل الجماعات الأخرى، فقرأت اتهاماتهم واطلعت عليها أكثر، ولم يؤد هذا إلا إلى زيادة معرفتي بالجماعة الأحمدية وتعزيز إيماني على أنها الإسلام الحقيقي. لم يشرح أي فكرٍ آخر أي أمر ولا حتى من بعيد بمثل العمق والعقلانية التي تقدمها الأحمدية، لقد أصبح تعليم الأحمدية راسخًا في قلبي وعقلي.
استغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى بايعت وذلك فقط لأنني كنت خائفة ألا أتمكن من الوفاء بشروطها والالتزام بأوامر الله. أنا الآن متساهلة مع نفسي أكثر بفضل السيد والسيدة سميع وغيرهم من أبناء الجماعة، وأنا أعلم أنني أبعد ما يكون عن أن أكون مثالا جيدًا للمسلم، ولكني سأواصل إن شاء الله السعي على الأقل نحو أن أكون أفضل!