بسم الله الرحمن الرحيم

إن الأمر بغض البصر موجه إلى الرجال والنساء على السواء.

يقول سيدنا أمير المؤمنين أيده الله بنصره العزيز بهذا الشأن :” أولا وقبل كل شيء أُمر الرجال أن يغضوا من أبصارهم, أي يجب أن يكفوا أبصارهم عن النظر إلى ما لا يحل لهم رؤيته.  أي يجب أن لا ينظروا إلى غير المحارم دونما سبب ولو تجولوا مطلقي العنان لأعينهم لظلت متجسسة في كل مكان.

عن هذا يقول المسيح الموعود عليه السلام : “أن امشوا بأعين مغمضة, ولا تمشوا بأعين مفتوحة محدقة, أي يجب ألا تكون الأعين مغمضة كليًا فتصطدموا بالآخرين….”

إذاً فقد أُمر الرجال أولًا أن يغضوا من أبصارهم فلو فعلوا ذلك لتلاشت كثير من السيئات تلقائيا.

يقول المسيح الموعود عليه السلام أيضًا:”كل تقي يريد تزكية نفسه ينبغي ألا يطلق بصره كالحيوان حيث يشاء دون قيد ولا ضابط.  بل عليه أن يُعود نفسه على غض البصر في هذه الحياة الاجتماعية, وبهذا السلوك المبارك تتحول عادته الطبعية إلى خلق عظيم. (تقرير مؤتمر الأديان ص 102-103).

كذلك أُمرت النساء أن يغضضن من أبصارهن فإذا مشت المرأة ممعنة النظر فإن الرجال الذي استولى الشيطان على قلوبهم سوف يخلقون لها المشاكل دوما.

عن أبي ريحانة أنه كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات ليلة وهو يقول : “حُرمت النار على عين سهرت في سبيل الله, وحُرمت النار على عين دمعت من خشية الله” وفي الرواية نفسها : “حُرمت النار على عين غضت من محارم الله أو فقيت في سبيل الله عز وجل”. (سنن الدارمي كتاب الجهاد).  

فانظروا ما أعظم مكانة هؤلاء الذين يغضون البصر فإنهم حائزون على مكانة العابدين المجاهدين والشهداء في سبيل الله, أو بتعبير آخر إن غاضي البصر ينالون مرتبة الذين يعبدون الله دائما ويحظون بقرب الله تعالى تعالى.

(كتاب الحجاب ص 18-19)