منقول من مجلة زاد المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمها أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث وهي من الأنصار

لَمَّا غَزَا رسول الله  بَدْرًا قالت له أم ورقة:ُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِي الْغَزْوِ مَعَكَ أُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي شَهَادَةً فقَالَ لها:‏ “‏ قِرِّي فِي بَيْتِكِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْزُقُكِ الشَّهَادَةَ ‏”‏ وفي رواية ابن سعد أنه قال لها “إِنَّ اللَّهَ مُهْدٍ لَكِ شَهَادَةً”.‏ وهكذا كانت تُسَمَّى بالشَّهِيدَةَ ‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها مع أصحابه ويقول لهم: “انطلقوا بنا نزور الشهيدة”

وفاتها:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ‏”‏مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟”‏ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ قَالَ ‏”‏إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ‏”‏‏.‏ قَالُوا فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ‏”‏مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ والغريق شهيد” والحقيقة هي أن أم ورقة استُشهدت مقتولة في بيتها حيث قتلتها جارية وغلام لها في زمن سيدنا عمر وهنا قال سيدنا عمر “صدق الله ورسوله” فقد قال لها كما رأينا قري في بيتك والله سيرزقك الشهادة وبالفعل استشهدت في بيتها.

لقد كانت من المدافعات عن الإسلام وكانت تقرأ القرآن الكريم بل كانت أيضا ممن جمعوا القرآن الكريم.

لقد استأذنت رسول الله صلى الله أن تتخذ مؤذنا يؤذن قرب بيتها فأذن لها وأمرها أن تؤم أهل بيتها في الصلاة ومن هذه القصة استنتج المروجون للبدعة الجديدة التي هي جواز إمامة المرأة للصلاة بالذكور ولكن في الواقع أم ورقة كانت تؤم نساء بيتها فقط.. وطبعا هم يأخذون الروايات التي تقول أن رسول الله قد أذن لها “أن تؤم أهل دارها” فاستنتجوا أنه لا بد أن في أهل دارها ذكورا أيضا وبالتالي يسمح للمرأة بالإمامة لكن في الواقع هناك ثلاثة أمور تفند هذا الادعاء:

أولا: لا بد من مقارنة جميع الروايات لفهم القصة وهناك رواية قد وردت في المغني لابن قدامة تقول: أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – “أَذِنَ لَهَا أَنْ يُؤَذَّنَ لَهَا وَيُقَامَ، وَتَؤُمَّ نِسَاءَ أَهْلِ دَارِهَا»ـ ثانيا هناك حديث واضح وصريح ورد في سنن ابن ماجة وفي غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «لَا تَؤُمَّنَّ امْرَأَةٌ رَجُلًا»، وثالثا نعلم من الأحاديث الثابتة أن على الرجل الصلاة في المسجد وليس في البيت، فكل هذه الأمور تبين أن ما أجازه رسول الله لأم ورقة هو إمامة نساء بيتها فقط وطبعا هذا أمر مسموح به لكل النساء.