بقلم الاخت دعاء منصور عودة
“لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ“(آل عمران:93)
إخوتي وأخواتي الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
كما لا يخفى على أحد، فإن للأموال والثروات أهمية كبيرة لتسيير أي نظام في العالم، سواء كان نظاما دنيويا ماديا أو دينيا وروحانيًا. وفي جماعتنا المباركة هناك تبرعات إلزامية في نظام التبرعات مثل: الـزكاة، وتبرعات الوصية، والتبرع العام والتبرع للجلسة السنوية، وهناك تبرعات أخرى ليست إلزامية… وسنبين لحضراتكم أقسامها جميعها والنسب المحددة لكل منها، آملين أن يُفهم المغزى من وراء تأديتها، وحقيقة تزكيتها لنفس المتبرع ولأمواله…
- الزكاة: هي من أركان الإسلام الأساسية، حيث يتوجب على المسلم وفقاً للشرع الإسلامي أن يدفع 2.5% من الأموال النقدية ورأس المال والماشية والأملاك الممكن الانتفاع منها، متضمنة الحُلِيّ من ذهب وفضة والتي يكون قد مضى عليها سنة كاملة في ملكية الشخص، شريطة أن يبلغ ما يمتلكه المرء حد النِّصَاب (من ناحية قيمته).
إن كل ما يُدفع للزكاة هو لمساعدة الفقراء والمحتاجين. وبوسعنا إدراك أهمية الزكاة من حقيقة اقتران ذكرها مع ذكر الصلاة في القرآن الكريم، مما يؤكد أن أداءها يعادل في أهميته أداء الصلاة. وعندما تُدفع الزكاة المفروضة فإن الأموال المتبقية تتطهر حقيقةً وتُبارك.
- نظام الوصية: أسسه سيدنا المسيح الموعود عليه السلام في عام 1905 بإذن من الله. ويجب على كل من ينضم إلى هذا النظام أن يتبرع بمبلغ ما بين العشر والثلث من دخله الشهري وممتلكاته وعقاراته المنقولة وغير المنقولة، ويوصي ورثته أن يدفعوا من تركته بعد الوفاة بالنسبة نفسها إذا لم يدفعها هو في حياته. ويُتوقع من كل موصٍ أن يدفع هذه التبرعات من دخله الحقيقي ملتزمًا بالتقوى، ولا يقدم في هذا المجال أي عذر.
ملاحظة: إذا كان لدى الموصي ريع من أملاك غير منقولة كإيجار بيت أو محل أو أرض…، أو ريع من زراعة بحيث لا تكون تلك الزراعة هي عمله الدائم (كموسم الزيتون أو العنب…). فإنه ليس على الموصي إخراج نسبة 10% من ريعها بل 6.25% فقط.
- التبرعات العامة: فقد أوجب سيدنا الإمام المهدي عليه السلام على كل أحمدي له دخل أن يدفع 16/1 من جميع الواردات وهو ما يعادل (6.25% ستة وربع بالمئة). ((والموصي لا يدفع التبرع العام بل يدفع الوصية)). ومن لا يستطيع الأداء حسب النصاب بعذر مقبول فعليه أن يأخذ الموافقة من حضرة الخليفة على ذلك.
- التبرع للجلسة السنوية: هذا أيضا مما طلبه المسيح الموعود عليه السلام بعد أن أسس الجلسة السنوية بأمر من الله تعالى. وقدر هذا التبرع هو 120/1 من الدخل السنوي. (أي 10% من دخل شهر واحد- يُدفع مرة سنويًا).
وإلى جانب هذه التبرعات الإلزامية فكلما تزايدت نفقات الجماعة أو حصل توسع في برامجها وتخطيطها أو كلما نقصت هذه التبرعات ومسَّت الحاجة للمال أكثر من أجل نشر الرسالة الصحيحة للإسلام، يطلب حضرة الخليفة عندها من أبناء الجماعة جمع تبرعات إضافية، يُعْلَن عنها في حينها.
- التحريك الجديد: وهو مشروع عملاق قدمه سيدنا حضرة الخليفة الثاني للمسيح الموعود عليه السلام. حيث تصرف أموال هذا الصندوق على برنامج الدعوة والتبشير وبناء المساجد لتوسيع نطاق الدعوة في البلاد الخارجية. على المتبرع لهذا الصندوق أن يكتتب مبلغًا معينًا في بداية السنة وأن يقوم بتسديده على مدار السنة. وقال حضرته بأن على كل شخص أن يقدم لهذا الصندوق قدر المستطاع حتى وإن تطلب ذلك أن يقلل من طعامه وشرابه وأن يعيش حياة بسيطة من أجل ذلك. كما وأكد حضرته على أن يشترك الجميع في هذا الصندوق، حتى الأطفال الصغار…
- الوقف الجديد: وقد أسسه أيضًا سيدنا حضرة المصلح الموعود الخليفة الثاني للمسيح الموعود عليه السلام. وذلك في كانون الأول/ديسمبر عام 1957م، وهو يهدف إلى إنشاء شبكة دعاة ينتشرون في جميع بلاد العالم. وقد جنَى هذا المشروع ثمارًا طيبة وحقق إنجازًا هائلًا بفضل الله تعالى. وقد أكد خلفاء المسيح الموعود عليه السلام على أن يقوم كل فرد أحمدي بالتبرع لهذا المشروع قدر استطاعته، وأن يقوم الأهل بالتبرع أيضًا عن أطفالهم الصغار.
- وهناك تبرعات التنظيمات الفرعية:
المجالس | تبرع المجلس | تبرع الاجتماع السنوي للمجلس |
أنصار الله (الذكور في سن الأربعين فما فوق) | 1% من الدخل الشهري (كل شهر) | 1.5%من دخل شهر ( مرة سنويا) |
خدام الأحمدية (الذكور من جيل15- 40) | 1% من الدخل الشهري (كل شهر) | 2.5% من دخل شهر (مرة سنويا) |
لجنة إماء الله (الإناث فوق سن الـ15) | 1% من الدخل الشهري (كل شهر) | 50 شيكل في السنة (خاص بجماعتنا المحلية) |
* ويحدد مبلغ معين للذين لا دخل لهم من التنظيمات الفرعية، كما حدد مبلغ 120 شيكل سنويا لصندوق لجنة إماء الله.
وفي الأخير نذكر أنفسنا وإياكم، بأنه من ينفق في سبيل الله يجب ألا يخطر بباله أبداً أنه قد منَّ بذلك على أحد، بل الله تعالى هو الذي يمنُّ علينا في هذه الدنيا والآخرة بأن وفّقنا أن ننفق، فالله تعالى يعيد إلى المنفق في سبيله أضعافاً مضاعفة. وعندما يطلب الله المال فلا يطلب لنفسه بل لفائدتنا نحن. فيجب أن نضع في الاعتبار دائما أنّنا عندما ننفق في سبيل الله ولِتقدُّم جماعته، فإننا بذلك إنما نطهر أنفسنا وأموالنا ونشترك في تحقيق الهدف الأعظم وهو نشر الإسلام ورفع راية سيدنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم فوق كل راية.
ندعو الله تعالى أن يظل هذا الفضل ينزل علينا جيلًا بعد جيل وأن يوفقنا للسير على دروب التقوى، ويجعل أعمالنا سببًا للفوز بعاقبة حسنة في الدنيا والآخرة، ويرزقنا رزقًا حسنًا دائما… اللهم آمين.