بقلم الأخت نور الهدى غانم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الإسلام الحنيف حريص على حفظ المرأة في أرفع المقامات، فهو يحفظ لها مكانتها في مجتمعها، ويصونها عما يزري بكرامتها، فأمرها بالحجاب ليحصنها من هجمات الشياطين فكما أن القرآن وصف الأنثى المتزوجة بالمحصنة لأن زوجها هو خط الدفاع الأول عنها فكذلك الحجاب فهو بمثابة حصن حصين يدفع عنها الكثير من البلايا والفتن
فيجب أن يوضع في الحسبان أن الإسلام لم يفرض هذه الضوابط على المرأة المسلمة في الملبس والزينة وما إلي ذلك من ضوابط إلا ليصونها ويحفظها من عبث العابثين ، فيجعل المرأة المسلمة كالدرة المصونة، وكاللؤلؤة المكنونة التي لا تصلها الأيدي الآثمة.. يقول الله عز وجل: ياأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكانَ الله غفورا رحيما
وفي قوله “ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين” إشارة عظيمة إلى أن المرأة المحجبة وان كان حجابها ليس من دافع التقوى إلا أن هذا الحجاب وبشكل عام يمثل خط دفاع أول لها . وفي حياتنا اليومية نرى أن الشباب يستسهلون سؤال البنت السافرة (غير المحجبة) عن البنت المحجبة حتى ولو كان السؤال في أمور هامة وعامة
فكما أنكِ اذا ذهبت إلى متجر ما فإنك لا تجرؤين على لمس البضاعة المغلفة والمصفوفة على الرفوف ومعاينتها إلا بعد إستئذان البائع . وأما البضاعة التي يخفض ثمنها _ تنزيلات _ فأحيانا ينزع البائع عنها الغلاف وترينها ملقاة هنا وهناك .
ثم إن الحجاب الأمثل الذي هو أعمق من الصورة المادية للحجاب هو حجاب النفس فهذا الحجاب لا يمكن للشيطان أن يخترقة ولا لنسمة هواء أن تخلعه . لانه حجاب مرسخ بحب الله وتقواه فلا يمكن لإعصار اقتلاعه فالمراة في هذه الحالة تدرك أن هذا الجسد لها وحدها ولا يمكن لأاحد إنتزاع رؤية شعرة واحدة منه إلا بكتاب الله وهذا هو جوهر الحجاب
وقد تذهب بعض النساء إلى الخروج سافرات لزعمهن أنهن نساء مستقيمات السلوك ولا يستطيع الشيطان استمالتهن . ولكن هذا باطل بداهة فطالما أنهن مسلمات فعليهن بالتمسك بآيات القران الكريم حيث قال تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة لان الانسان كما قالت الآية الكريمة خلق من ضعف, وهو يتغير بتغير الزمان والمكان ولا يمكنه الثبات على وضعية ما..
عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: صنفان من أهل النار لم أرهما. قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس. ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها. وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا“ (صحيح مسلم)
والمقصود من نساء كاسيات عاريات أنهن سيغطين أجسادهن ولكنهن يظهرن عاريات رغم كسوتهن ورغم حجابهن فهذا تنبيه للواتي يكتسين ويحتجبن ولكنهن يظهرن عاريات فيقال لهن أن المقصود من اللباس أن لا تظهر مفاتنهن وزينتهن فإذا ظهرت المفاتن أو الزينة وأملن النظرات إليهن فهن يُعتبرن كاسيات عاريات.
قال سيدنا الخليفة الرابع رحمه الله:ألقى الله سبحانه وتعالى في قلبي قولا شديدا أن تعلن النساء الأحمديات الجهاد على السفور والتبرج! لأنه إذا تركتن هذا الميدان فمن اللواتي يتقدمن لحماية هذه القيم السامية في الدنيا بعدكن؟! (الفضل 28 فروري 1983)
وقال في مناسبة أخرى عن الحجاب:الصبايا اللواتي يترعرعن هنا (في أوروبا) يعانين من مشكلة نفسية بفهمهن أن تغطية الرأس فكرة بالية. ولهذا يتقدمن إلى الله عز وجل مترددات بدل أن يتقدمن إليه تعالى بقلب منفتح. وفي حقيقة الأمر يسألن الله أن يتقبلهن وحجابهن كاليهودي الذي يضع خلف رأسه طاقيته الصغيرة كالكوب! ويسألن أن تُقبل هذه الخطوة غير الكاملة المقدمة إليه تعالى! ولكن إذا فعلتن ذلك فهذا غير لائق تماما لأجل الله سبحانه وتعالى.ألا إن أحسن ما في ملامح المرأة وألفت للنظر إليها هو شعرها وخاصة المتدلي على الوجه. وشاهدت بعض الصبايا أنهن إذا غطين رأسهن يجعلن شعرهن ينسدل إلى الإمام.وبهذا يتخيلن أنهن يظهرن من المجتمعين كليهما: من المجتمع الإسلامي الملتزم والآخر المتحرر.ولكن هذا لا يجوز.وعليكن بالاستقامة!
وأريد أن أنبهكن على أن تسأل كل واحدة منكن قبل تغطية الرأس أوالحجاب نفسها: هل أنا أكترث لله سبحانه وتعالى أكثر أو لغيره؟وإذا كان الجواب أنني أهتم بأمر الله سبحانه وتعالى أكثر. فاستغنين عن مديح البشر!! ليقولوا ما يريدون.لا شيئ يهم.ولا يبقى إلا الله سبحانه وتعالى فقط!وهذا هو السؤال المهم الذي لا بد أن تطرحه كل واحدة منكن على نفسها قبل تغطية الرأس أو قبل أن تختار الحجاب.وإذا كان القرار بأن شعر رؤوسكن يبالي فقط بالله سبحانه وتعالى فلا تكتثرتن لأقوال الناس مثقال ذرة (محاضرة في اجتماع الأطفال98-6-6)
قال سيدنا الخليفة الثالث رحمه الله :القرآن أمر بالحجاب, فعليهن (النساء الأحمديات) أن يحتجبن على كل حال أو ليتركن الأحمدية ! لأن موقف جماعتنا هو عدم السماح بالتهاون لأمر ورد في القرآن الكريم سواء بالقول أو العمل.لأن هداية الدنيا ورعايتها تتوقف عليه. (الفضل 25 نومبر 1978)
وفقنا الله تعالى أن نعرف مقامنا في هذا العصر ونتفاخر بشريعتنا الغراء فبدلاً من أن ننجرف وراء الدجال وأفكاره البالية فيما يزعمه من الحرية الزائفة للمرأة وحجابها والشعارات التي يطلقها هنا وهناك لتحرير المرأة من كل مايحفظ لها عفتها وطهارتها .. يجب علينا أن نأتسى بأسوة نساء أشرف الخلق أجمعين صلوات الله عليه وأتم التسليم وصحابياتهن رضوان الله وسلامه عليهن اجمعين.. اللهم وفقنا لذلك.. اللهم آمين